التقارير / وكالة أنباء براثا
أكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض رفيق اريلماز ان حكومة حزب العدالة والتنمية التي تدعم المجموعات المسلحة تفتقد إلى الشرعية لانها تتصرف بشكل مناف للاتفاقيات الدولية وتساءل عما اذا كانت تعتبر دعم المجموعات المسلحة منافيا للقوانين او لا.
وقال اريلماز في تصريح لصحيفة ينيتشاغ التركية إن الشعب السوري يحمل مجموعات المعارضة وتركيا والقوى العالمية مسؤولية الاحداث في بلاده والجرائم المرتكبة ضده معتبرا ان "المعارضة السورية" التي اعلنت نفسها ممثلا شرعيا للشعب السوري لا تتصف بالشرعية لأنها لا تمثل الشعب السوري وتعتبر اداة في يد القوى العالمية كما انها تمارس القتل ضد الشعب عن طريق المقاتلين الأجانب الذين ترسلهم إلى سورية.
وأوضح اريلماز ان المعارضة الخارجية تفتقد إلى القوة الشعبية التي من شأنها ان تضفي عليها صفة الشرعية لافتا إلى ان دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهذه المعارضة وتحولها إلى أداة بيد القوى العالمية لا يكسبها الشرعية.
وانتقد النائب التركي موقف أردوغان من سورية وتذرعه بأنه وصل إلى الحكم عن طريق الانتخابات والحصول على أغلبية أصوات الشعب متناسيا ان القيادة في سورية تم اختيارها من قبل الشعب السوري.
من جهته, حذر الكاتب التركي جيهان دورا من ان تركيا تدار بشكل تعسفي وفقا لرغبات حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيسها منذ عشر سنوات حيث تغيرت السياسة الخارجية التركية بشكل سلبي على يد أحمد داود أوغلو ولاسيما إزاء سورية وتدخلها السافر في شؤونها الداخلية.
وقال دورا في مقال له نشره موقع ايلك كورشون أمس: إن كلام رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان التحريضي والاستفزازي حول سورية يشير إلى التغيير الجذري في السياسة الخارجية بهدف اقامة فيدرالية ودولة عثمانية جديدة تنفيذا للخطة الأميركية الرامية إلى تشكيل مجتمع الامة العثمانية.
وشدد الكاتب على ان تغيير السياسة التركية بالطريقة الحالية لا يتوافق مع مصالح تركيا أو مع آمال و طموح الشعب التركي ولم يأت وفقا لمطالب الشعب او مصالح الدولة التركية مبينا ان الشعب التركي لم يختر حكومة حزب العدالة والتنمية كي تدعم الإرهابيين في سورية و تعمل على تقسيم المنطقة لصالح المشروع الأميركي.
وأكد دورا ان السياسة الخارجية التركية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية وليس المصالح التركية مبينا ان حكومة حزب العدالة والتنمية التي لا تملك خطة معينة تحولت إلى جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير محذرا من ان الشراكة مع القوى العالمية ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية لا تخدم مصالح تركيا وشعبها ولا تجلب الخير لهما وستنتهي بخسارة تركيا.
وأضاف ان أردوغان يعتقد انه يستطيع فعل كل ما يريده والاسوأ من ذلك انه لا يستمد افكاره من الشعب ولا يتخذ قراراته بنفسه لانه يتصرف وفقا للإرادة الأميركية وينفذ خطة الشركات الأميركية الكبيرة وهو بذلك سيجر الشعب التركي إلى الكوارث لافتا إلى ان حكومة حزب العدالة والتنمية التي استولت على السيادة الوطنية تتصرف عكس ارادة الشعب وحسب رغباتها و تستغل هذه الارادة لصالح القوى العالمية.
وأشار إلى ان سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية الخارجية أدت إلى انحراف السياسة الخارجية التركية وتوجهها نحو الخطر نظرا لتغيرها وتغييرها لاهداف الدولة التركية بشكل سريع لافتا إلى ان هذه الحكومة تعتقد أن باستطاعتها فعل ما تريده نتيجة اختيارها من قبل الشعب دون ان تدرك أن الشعب الذي اختارها يريد الديمقراطية والسيادة وهو ما يؤكد عدم صحة وشرعية موقفها.
وأكد الكاتب التركي على ضرورة ان تلتزم الحكومة التركية ووزير خارجيتها بأوامر ومطالب الشعب لان قوانين الدولة التركية لا تمنح حق السيادة لشخص أو حكومة ولأن الحكومة معنية بتقديم الخدمات للشعب وليس العيش حياة البذخ والترف كالسلاطين.
في سياق متصل, أكد الكاتب الصحفي التركي "ايرول مانيسالي" أن الحكومة الإسرائيلية وحكومة حزب العدالة والتنمية التركية تمارسان السياسات وتتخذان المواقف العدائية نفسها تجاه سورية.
وأشار الكاتب التركي في مقال نشرته صحيفة "جمهوريت" التركية إلى الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي تقدمه حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا إلى ما يسمى "المعارضة السورية" وإلى مواقفهما العدوانية ضد سورية مبيناً أن الفرق الوحيد بينهما هو أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقدم الدعم علناً للمجموعات المسلحة في سورية بينما تقدمه إسرائيل بشكل سري.
وأوضح مانيسالي أن أنقرة وإسرائيل غيرتا من سياستهما بعد التقارب الذي حصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين وقال: إن حكومة حزب العدالة والتنمية بدأت تقدم الدعم العلني للإسلام السياسي في الدول العربية بينما عدلت إسرائيل موقفها تجاه جماعة الإخوان المسلمين واتخذت خطوات للحد من موقفها المعلن منها.
ورأى الكاتب أن السياسات المتبعة من قبل هاتين الحكومتين تظهر موقفهما العدائي من شرائح معينة في المنطقة مشيراً إلى أنهما تدعمان نشر صواريخ باتريوت وإقامة درع صاروخي وقاعدة رادار في الأراضي التركية لأن المشروعين يخدمان إعادة بناء منطقة "الشرق الأوسط الجديد".
ولفت الكاتب إلى أن التعاون الاقتصادي بين حكومة أنقرة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي يخدم مصالح الطرفين ولاسيما بعد تأزم العلاقات بين تركيا وسورية بسبب سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية تجاهها.
وأشار الكاتب التركي إلى أنه وعلى الرغم من بعض الخلافات بين إسرائيل وحكومة أردوغان إلا أن هناك تشابهاً وتقارباً في سياستهما إزاء المنطقة حيث تعتبران عنصرين فاعلين في مشروع "الشرق الأوسط الكبير" على الرغم من اختلاف تطلعاتهما بهذا الشأن.
8/5/1315
https://telegram.me/buratha