تقرير/ ماجد الخفاجي
مازال المغتربون العراقيين خارج البلد يحنون اليه، وما يلبثون أن يأتون في أي فرصة تتاح لهم.محافظة كربلاء شهدت توافد اعداداً كبيرة من المغتربين العراقيين هذا العام حيث استثمروا عطلة أعياد رأس السنة الميلادية في بلدان المهجر، لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) في اربعينية.هذا التقرير يسلط الضوء على مشاعرهم وظروف وصولهم، حيث قال محمد علي الربيعي (٥٠) عاماً القادم وعائلته من السويد: استثمرنا عطلة نهاية العام وتعطيل الدراسة واتينا الى العراق لنزور الامام الحسين (عليه السلام) في ذكرى اربعينيته وزيارة أهلنا في العراق، موضحاً انهم جاءوا عبر مطار بغداد بعد عبور تركيا، وهي المرة الأولى لأولاده الذين فرحوا بكرم اهليهم وتمسكهم بعقيدتهم. وتابع قائلاً: وصلنا قبل يومين وكانت الطرق مغلقة ومزدحمة ولدينا حقائب كثيرة، لكن عندما نقلنا احد سكنة المحافظة هو وابنه بسيارته وحمل عنا الحقائب كنا نتوقع انه سيطلب منا مبلغاً كبيراً، لكني واولادي تفاجأنا عندما قال لنا ان اجري أن تدعوا لي عند قبر الامام، مشيراً الى أن ذلك جعله يشعر بالفخر أمام أولاده بشكل لا يظاهى.أما عمار محمد (٣٢) عاماً والقادم من المانيا فقال: أنا متزوج من المانية وقد اشهرت اسلامها بعد الزواج، وقد رافقني لترى كيف يحيي المسلمون ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام).وذكر: جئنا عن طريق مطار النجف وقد وصلت قبل اسبوع واسكن عند اقاربي في كربلاء لم انم لليلتين متواصلتين حيث بقيت ازور واجوب شوارع هذه المدينة التي اصبحت كتلة من البشر.أما زوجته رامونا الالمانية الجنسية فتقول: انني كنت اشاهد هذه الزيارات عبر الشاشة وكنت اتثاقل من الازحام، لكني عندما حضرت لم اشعر إلا بالاجواء الروحانية وأين ما اسير أجد كل شيء يوزع مجاناً، وهذا غير موجود في كل دول العالم.في حين قال شعيب صادق (٥٤) عاماً القادم من هولندا: نحن في هولندا في مثل هذه الايام نجتمع مع بعض الاصدقاء العراقيين في بيوتنا ونخاف على اولادنا من مراسيم الاحتفال التي تقام في الشوارع، لكن هذا العام اتيت انا وابنتي وحفيدتي الى العراق ولم نذهب بعد الى اهلينا في الكرادة ببغداد، بل اتينا مباشرة الى كربلاء لنؤدي الزيارة وبعدها سنذهب لزيارتهم.ويضيف صادق: قضيت (٢٠) عاماً خارج العراق، وفي كل مرة اقرر الرجوع اولادي يمتنعون من العودة معي بسبب الاعلام المضلل الذي ينقل صورة سيئة عن الاوضاع في العراق وهذه فرصتي لاثبت عكس ذلك، مشيراً الى أنه جاء عن طريق الامارات ووصل قبل انقطاع الطرق، ويحاول باقناع أولاده بالبقاء في العراق.مكرم البركاتي (٤٠) عاماً القادم من كندا عن طريق الكويت فقال: أنه يعمل في مجال الاتصالات في كندا ومتزوج من صينية الجنسية وهي كتابية واولاده مسلمون مثله، وهذه أول مرة يزورون جميعاً العراق.وأشار الى: أن الاوضاع في العراق تغيرت تماماً وهذا ماشجعهم للقدوم الى العراق تاركين حفل اعياد الميلاد الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر لتأدية زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، موكداً أنه يفكر بالعودة لكنه يخشى عدم تقبل المجتمع لزوجته الصينية، فضلاً عدم تمكن أولاده من التكلم باللهجة العراقية والتحدث بالفصحى، وما قد يتركه ذلك من أثار نفسية قد تضرهم.
https://telegram.me/buratha