تميز العراق خلال عام 2012 بدوره الدبلوماسي فقد عقدت القمة العربية في بغداد، وكانت من ابرز الإحداث الدبلوماسية في تاريخ العراق، إضافة إلى انه بعد نجاح القمة تمكن من عقد عدة مؤتمرات دولية وعربية على أرضه، وإطلاق مبادرات وتبرع بأموال إلى الدول عربية.
وفي تاريخ 29 آذار 2012 عقدت في بغداد القمة العربية بحضور [10 ] رؤساء دول عربية، وبرئاسة رئيس الجمهورية جلال طالباني، فيما رأس الوفد العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي وضم نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، ووزير الخارجية هوشيار زيباري، ووزير المالية رافع العيساوي، ووزير التخطيط علي الشكري، ووزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي، ووكيل وزير الخارجية لبيد عباوي. وتضمن جدول اعمال القمة الذي وضع أمام القادة العرب لمناقشته واتخاذ القرارات بشأنه، تسعة بنود عالجت ابرز القضايا على الساحة العربية، ومن بينها الإرهاب وسبل مكافحته، فضلا عن بنود تتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا واليمن والصومال، والبيان الختامي لقمة بغداد.
وشارك في اجتماع القمة، امير الكويت، والرئيس السوداني، والرئيس الصومالي، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي، والرئيس الفلسطيني، والرئيس التونسي، ورئيس مجلس الأمة الجزائري، بعد تعرض الرئيس الجزائري لوعكة صحية، ورئيس مجلس الامة العماني، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي كرئيس للوفد الاماراتي، ورئيس الوزراء الاردني كرئيس لوفد بلاده للقمة، ورئيس جزر القمر، باستثناء سوريا التي لم يحضر لها ممثل، كما حضر القمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد آخر من الشخصيات الدولية البارزة.
وكانت مقرراتها [49] مادة، وتناولت ملفات الأزمة السورية وفلسطين وحظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ورفع مستوى التعاون المشترك بين الدول العربية وعدة أمور أخرى، دون مناقشة قضية البحرين.
وفي تاريخ 23 ايار عقد في قصر الضيافة ببغداد اجتماع الـ[5+1]، بحضور الدول دائمة العضوية [الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا] بالاضافة الى المانيا، لبحث الملف النووي الايراني مع طهران.
وجاء عقد الاجتماع في بغداد باتفاق دول مجموعة الـ [5+1] بعد نجاح العراق في استضافة القمة العربية مما عزز ثقة الساسة العراقيين بمكانة بلدهم لدى الدول العظمى بحيث جعل تلك الدول تتفق على عقد اجتماعها في العراق للبحث في قضية تمثل هاجسا كبيرا لتلك الدول.
وكان الوفد الايراني برئاسة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي.
وترأست الاجتماع [5+1] الممثل الأعلى للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون، بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني سعيد جليلي.
وبحث اجتماع الـ[5+1] الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية ضد ايران باستخدام برنامجها النووي للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشآت النووية.
وفي تاريخ 30-08-2012 شارك العراق في قمة دول عدم الانحياز في طهران، بحضور حوالي [120] دولة من الحركة بينهم[ 50] رئيس دولة وحكومة، لبحث أهم القضايا الاقليمية والدولية، وتناول الحضور مبدأ تضامن دول الحركة مع اي عضو يتعرّض لحصار او عقوبات اُحادية الجانب، والملف السوري.
وفي الاجتماع أطلق العراق مبادرة لحل الازمة السورية، تتضمن اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول الى حل للازمة، كما تدعو المبادرة الى "وقف العنف من جميع الاطراف ودعوة البلدان لعدم التدخل في الشان السوري الداخلي".وتدعو المبادرة كافة الاطراف في سوريا الى "الجلوس الى طاولة حوار وطني، ويكون الحوار السوري تحت اشراف الجامعة العربية".وتشمل المبادرة ايضاً "دعوة مختلف الاطراف المؤثرة في سوريا من اجل قبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، واجراء انتخابات تحت اشراف دولي وعربي"، كما تدعو كذلك الى "جهود المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي، من اجل تقبل الحل السلمي".
وفي تاريخ 11-12-2012 عقد في فندق الرشيد ببغداد مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.
وشارك في المؤتمر، وهو الأول من نوعه الذي تستضيفه بغداد منذ أكثر من عقدين، رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وممثلون عن منظمات المجتمع الدولي المدنية وعدد من رجال القانون والشخصيات المناصرة للقضية الفلسطينية، من[ 70 ] دولة، وفقا للمنظمين.
وقد وافقت الحكومة العراقية على انشاء صندوق عربي لدعم الاسرى والمعتقلين الفلسطينين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي وقيام الحكومة بدفع مليوني دولار كمساهمة من العراق في هذا الصندوق.
وفي 18 كانون الاول 2012 افتتحت في بغداد اعمال الدورة [29 ] لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب لمدة يومين بمشاركة جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
وتضمن جدول أعمال الدورة فقرات تتعلق بالتعاون العربي مع التجمعات الإقليمية والدول في مجال الإسكان ومشاريع السكن منخفض الكلفة، والمستجدات بشأن المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية.وكان مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب اوصى بتشجيع الدول العربية على بناء مجمعات سكنية اقتصادية متكاملة والقضاء على العشوائيات.
وفي تاريخ 24 كانون الاول 2012 أفتتحت في بغداد اعمال مؤتمر وزراء البيئة العرب في دورته[ 24 ] والتي تعقد في العراق للمرة الاولى. وناقش المؤتمر على مدى يومين مشروع القرار الخاص بتحديث المبادرة العربية للتنمية المستدامة، فضلاً عن متابعة تنفيذ مقررات المؤتمر العالمي للبيئة المستدامة ومناقشة أنشطة وفعاليات المنظمات العربية المتخصصة في شؤون البيئة.
وتضمن جدول اعمال مؤتمر وزراء البيئة العرب متابعة اجراءات رصد التلوث الاشعاعي في المناطق الحدودية مع اسرائيل وتأثيراتها على المنطقة العربية وبيئتها، إلى جانب استكمال إعداد دراسة حول مخاطر مفاعل بوشهر الايراني والمستويات الاشعاعية التي تنبعث منه وتأثيراتها على المنطقة.
وأوصى المؤتمر في بيانه الختامي بمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في دورته [22] التي ليست لها بنود مستقلة والقمم العربية التنموية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي ليست لها بنود ومتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة ومبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية".
ودعا المؤتمر الى متابعة تنفيذ فقرات قرارات مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في دورته [23] التي ليست لها بنود مستقلة ودعوة الدول العربية إلى العمل على تنفيذ ما دعت إليه نتائج الندوة والدورة التدريبية حول الانبعاثات الملوثة للبيئة في قطاع الكهرباء التي عقدت بمدينة الدوحة مؤخراً ومتابعة تنفيذ قرارات القمم العربية التنموية، الاقتصادية والاجتماعية.
https://telegram.me/buratha