زيورخ / متابعة أحمد الاسماعيلي ضمن موسمه الثقافي الحالي استضاف المركز الثقافي العربي السويسري – غاليري الأرض السيد عمار الحكيم مدير عام مؤسسة الحكيم الثقافية الاسلامية في ندوة سياسية ثقافية عن حاضر العراق ومستقبله في ضوء المتغيرات التي أعقبت سقوط الدكتاتورية قدمه فيها الشاعر علي الشلاه مدير عام المركز الذي رحب بالحكيم داعياً الى مراجعة شاملة لواقع المشهدين السياسي والثقافي العراقيين وضرورة قيام حوار صريح بين القوى الاسلامية الفاعلة على الساحة العراقية سياسياً والمثقفين العراقيين تجاوزاً لأي سوء فهم قد يحصل فيما لو قيست التجربة العراقية على تجارب دول او حركات اسلامية اخرى منوهاً بدور النجف في المشهد الثقافي العربي والاسلامي.ابتدأ السيد الحكيم ندوته باستعراض شامل للموقف من اسقاط الطاغية صدام عبر قوات غير عراقية لدى التيارات السياسية العراقية مبيناً دور الشعب العراقي الحاسم في اسقاط النظام من خلال عزله جماهيرياً والتضحيات الجسيمة التي قدمها خصوصاً في انتفاضة آذار 1991 التي كانت مفصلاً هاماً في كفاح العراقيين ضد نظام صدام مبيناً ان المشروع الوطني العراقي مشروع تحرري ابتدأ منذ مطلع السبعينات واستمر في احلك الطروف عندما ساعدت امريكا والغرب عموماً نظام صدام في مغامراته وحروبه الكارثية على العراق ودول المنطقة ولذا فان ربطت الحركات والتيارات المناهضة له بالمشروع الامريكي مجانب للحقيقة والصواب.ثم عرض العلاقة بين قائمة الائتلاف العراقي الموحد وبقية القوائم والاشكالية الطائفية التي خلفها نظام صدام وتفاقمت بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء مشدداً على ان الوحدة الوطنية العراقية خيار وحيد للعراقيين وان قائمة الائتلاف العراقي الموحد سعت وتسعى الى تفعيل دور سائر قطعات الشعب العراقي وقد تنازلت عن استحقاقات كثيرة لصالح السنة العرب لايمانها بضرورة مشاركتهم في العملية السياسية التي هي الطريق الانسب لحرية العراق وشعبه وكرامة ابنائه ( ان قرارنا بالمشاركة مع سائر العراقيين قرار استراتيجي ولن نتخلى عنه فهو الذي يضمن وحدة العراق واستقلاله).ثم استعرض الحكيم رؤيته للعلاقة بين السياسة والثقافة وكيفية تفعيل هذه العلاقة والابتعاد عن الانغلاق وتهميش المثقفين على الرغم من ارتباك الوضع الأمني قد عرقل الفعاليات التي ارادها الاسلاميون- وخصوصاً المؤسسة التي يديرها الحكيم شخصياً – لاقامة فعاليات ثقافية كبرى تؤكد هذا النهج الثقافي ومع ذلك فقد اقيمت فعاليات ادبية وفكرية وتشكيلية ومن المؤمل ان تتواصل هذه الفعاليات وتكبر وان تدعو مثقفين عرب من دول عدة للمشاركة والاطلاع على واقع التجربة الثقافية العراقية اليوم وحرص المؤسسات الثقافية العراقية على عدم الانعزال او التراجع عن التطور وان الحرية متوفرة لها الى حد بعيد لم يكن ولو عشره متاحاً في الماضي ولاخوف على الثقافة والمثقفين من الاسلاميين العراقيين خصوصاً وان النجف نفسها هي من انجب عدداً من كبار مثقفي العراق وشعرائه في العصر الحديث.بعد ذلك اتيحت الفرصة لعدد كبير من الاسئلة التي ركزت على الراهن السياسي العراقي وكان الحكيم في اجاباته توحيدياً رافضاً الانفعال في الحكم على الامور حتى مع قساوة الارهاب لأن الرد عليه يكون في الوحدة وليس بتلبية رغباته والاقتتال والتصارع، وطمأن الحضور على العلاقات داخل قائمة الائتلاف ومع الشريكين الاخرين في حكومة الوحدة الوطنية مستغرباً بعض محاولات الدكتور اياد علاوي مشدداً على ضرورة الالتزام بالخيار الديمقراطي وعدم التوهم بامكانية الانفراد بالسلطة من جديد لأي طرف او تنظيم سياسي فقد دفع العراقيون ثمناً باهضاً لانفراد البعض بالسلطة والحكومة الحالية والمنجزات التي تحققت للشعب العراقي انما تحققت بخياراته وتضحياته هم وليست برغبة الآخرين وخياراتهم وان الذي يريد الوصول الى السلطة عليه ان ياتيها من خلال تحقيق اغلبية برلمانية لا من خلال محاولة الانقضاض على صناديق الاقتراع.واضاف الحكيم ان حكومة المالكي تحضى بتأييد من كل اعضاء قائمة الائتلاف ومن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بشكل خاص وان المراهنة على غير ذلك وهم سرعان ما يتبدد، وعن انسحاب الفضيلة من القائمة فقد اشار الحكيم الى ان الأمر مازال قيد التفاهم بينهم وبين الائتلاف ولم يخرج الى الامر الى باحة الاختلاف والتصادم ومن المؤمل عودتهم خصوصاً وان هناك عدد من النواب خارج الائتلاف قد طلبوا الانضمام اليه.كما عبر الحكيم عن ملاحظات تساءل عنها الحضور ايضاً في وجود اشخاص غير أكفاء في قائمة الائتلاف أو بعض المناصب الادارية في الحكومة والدولة واعداً بدقة اكبر في الاختيار مستقبلاً كما دعى الكفاءات العراقية داخل العراق وخارجه الى المبادرة في تقديم خبراتهم والتشجع على المشاركة الفاعلة حتى تتاح الفرصة لاختيارات افضل وبعيداً عن بعض الاخطاء التي حصلت في ضروف معروفة للجميع.وفي النهاية دعى الحكيم الفعاليات الثقافية العراقية الى التعاون مع مؤسسته لاشاعة ثقافة الانفتاح والتفاعل لخلق حراك ثقافي عراقي يخدم العراق اولى ويساعد الاطراف كلها على معرفة جسور العطاء الثقافي وتوطيها وصولاً الى الجميع بوضوح رؤية وليس بالتكابق حصراً.