نشرت صحيفة التايمز مقالا لـلصحفي الامريكي " روان سكاربورو " تناول ابعاد صفقات الاسلحة المتطورة التي ابرمتها الولايات المتحدة مع دول الخليج ولاسيما السعودية والامارات ، مؤكدا بان هذه الاسلحة هي اسلحة هجومية هدفها اعداد دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في عمليات هجومية ضد ايران .وفيما يلي نص التحليل السياسي للصحفي الامريكي الذي استند الى معطيات ودلائل تؤكد اعداد دول الخليج للمشاركة في مهاجمة ايران باحدث الاسلحة الامريكية الهجومية بخلاف الاسلحة البريطانية والفرنسية المتطورة التي لم يرد على ذكرها الصحفي الامريكي في مقالته.* بات من الممكن تصنيف صادرات السلاح الأمريكي الأخيرة، التي هي الأكبر لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج، بأنها تقع ضمن فئة الأسلحة الهجومية، وهذا يتلاءم بالطبع مع استراتيجية الرئيس باراك أوباما العسكرية التي تنوي الاعتماد بعد الآن على القوة النارية الحليفة في أي حرب بالمستقبل.
ويبدو أن الحرب الوحيدة التي يتراقص الآن شبحها في الأفق بالنسبة لشركاء أمريكا في الخليج سوف تكون مع إيران المجاورة.
فبعد أن يلاحظوا أن المبيعات الأمريكية تشمل طائرات من طراز «F-15S» و«F-16S» وقذائف خارقة وقنابل موجهة بالأقمار الاصطناعية بالإضافة لطلبية وشيكة لسلاح يستطيع اختراق أعماق الأرض ثم الانفجار فيها، يقول المحللون إن دول الخليج العربية يمكن أن تشارك الآن في حملة جوية أمريكية لضرب مواقع إيران النووية.
إذ يمكن أن تكون هذه الدول المسلحة أمريكياً إما جزءاً من خطة حرب شاملة أو أن تضطر لدخول المعركة إذا ما شنت إيران هجوماً معاكساً بالصواريخ كما هو متوقع.
يقول كينيث كاتزمان، محلل شؤون الشرق الأوسط في هيئة خدمات أبحاث الكونغرس: يُجمع نظار الاستراتيجية العسكرية على أن إيران ستوجه ضربة انتقامية لدول الخليج أو ضد المنشآت الأمريكية فيه على الأقل ومن شأن هذا بالطبع أن يجر هذه الدول للدخول عندئذ في الصراع.
ويضيف كاتزمان قائلاً: وهذا ما يدفع هذه الدول للاعتقاد أن من الأفضل الاستعداد على أفضل وجه لهذا الاحتمال من الآن.
حشد عسكري ضخم
بالطبع، هناك الآن حشد عسكري أمريكي ضخم في الخليج يتألف من حاملات طائرات وطائرات حربية ومجموعات ضاربة تحمل على متنها صواريخ من طراز «توماهوك» بالإضافة لسفن كاسحة للألغام وطائرات خفية وآلاف من جنود الجيش الأمريكي المتمركزين في الكويت.
لكن على الرغم من هذه القوة الضخمة الموجودة في المنطقة، وافقت إدارة أوباما، كما فعلت من قبل إدارة نظيره جورج دبليو بوش، على تزويد دول الخليج العربية بقدرات هجومية متميزة تجعل إيران تفكر مرتين قبل الإقدام على أي هجوم ضد هذه الدول.
وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أكد هذا التحالف يوم الحادي عشر من ديسمبر عندما وصل الى الكويت، حليف أمريكا الوثيق في المنطقة، لإجراء مشاورات معها. كما تحدث بانيتا مع بعض الجنود الأمريكيين المتمركزين هناك وعددهم 13.500. وكان قد أبلغ الصحافة قبل ذلك قائلاً: «يساعد وجودنا في الكويت وفي الخليج في تعزيز قدرات شركائنا وردع أية أفكار عدوانية، ويضمن لنا قدرة أفضل للرد على أي أزمة في المنطقة». وذكر بانيتا ان لأمريكا قاعدة جوية في الكويت وقوة بحرية ضاربة ضخمة في المنطقة.
جدير بالذكر أن التوجيه الاستراتيجي الذي أصدره أوباما في يناير الماضي مكّن الولايات المتحدة من تخفيض عدد جنودها في الخليج جزئياً بعد أن جرى إبلاغ الحلفاء انه سيتم تزويدهم بقوة نارية أكبر في حروب المستقبل.
دور أكبر
ويعني هذا برأي المراقبين ان واشنطن ستطلب من دول الخليج القيام بدول أكبر، ولقد تطرقت الى هذه المسألة هيئة خدمات الأبحاث في الكونغرس، التي تراقب مبيعات السلاح في العالم، وذكرت في أحدث تقرير لها ان الأسلحة الأمريكية تتدفق الآن الى دول مجلس التعاون الخليجي.
ولاحظت الهيئة في تقريرها ان اتفاقيات السلاح مع المملكة العربية السعودية كانت استثنائية، فهي تمثل الجزء الأكبر حتى الآن من الاتفاقيات التي أبرمتها الولايات المتحدة مع العالم أو العالم النامي في 2011. إذ من بين مجمل مبيعات السلاح الأمريكي للبلدان النامية والبالغ قيمتها 56 مليار دولار في 2011، تم التوقيع على اتفاقيات بقيمة 33 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية وحدها.
بل ويمكن القول إن بعض الأجهزة والمعدات العسكرية التي تلقتها دول الخليج من الولايات المتحدة هي أفضل في بعض الحالات من ناحية النوع من تلك التي يستخدمها الجيش الأمريكي نفسه.
فطائرات «F-16 ديزرت فولكن» التي قدمتها شركة لوكهيد مارتن للإمارات العربية المتحدة والمعروفة باسم «بلوك 60» هي أفضل من أحدث طائرات فولكن المقاتلة التي يحلق بها الطيارون الأمريكيون.
إذ لطائرات «ديزرت فولكن»، أي صقر الصحراء، مدى أطول ورادارات جديدة وأجهزة توجيه دقيقة في ضرب الهدف مما يجعلها تشكل تهديداً هجومياً لإيران فوق مياه الخليج.
والحقيقة أن سلاح الجو في الإمارات يستخدم طائرات «بلوك 60» منذ العقد الماضي، وهو ينوي الحصول على أنواع أخرى من الأسلحة في مرحلة ما مثل قنابل الأعماق المتفجرة التي يتم استخدامها ضد تحصينات اسمنتية تحت سطح الأرض.
وفي هذا الإطار، يقول كاتزمان: من الممكن أن نطلب من الإمارات التدريب على قصف حظائر محصنة للطائرات ومواقع صواريخ ساحلية وهناك قائمة أخرى بالأهداف التي يمكن أن نطلب من حلفائنا الآخرين التدريب على قصفها كجزء من ضربة جوية كبرى.
تهديد
هذا التعاون العسكري الضخم يبرره الليفتنانت جنرال توماس ماكلنيرني المتقاعد من سلاح الجو الأمريكي بالقول: من الواضح ان دول الخليج ترى في طموحات إيران تهديداً للاستقرار في المنطقة، ولذا تأتي مبيعات الأسلحة الأمريكية الحديثة لهذه الدول من أجل مساعدتها على مواجهة هذا التهديد.
وبدوره، يقول جيمس راسل، الذي أشرف سابقاً على مبيعات السلاح الأمريكي للخارج في وزارة الدفاع: «إننا نبيع هذه الدول أسلحة متنوعة ومتقدمة منذ أكثر من 20 سنة، وذلك كجزء من نهج عام لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين، فنحن نريد أن تكون هذه الدول قادرة على الدفاع عن نفسها والتدريب مع قواتنا، وذلك لأننا الطرف الوحيد الذي يستطيع ضمان الأمن والسلاح في منطقة الخليج».
30/5/1219
https://telegram.me/buratha