عبد الرزاق عابد / مراسل وكالة أنباء براثا في اوربا
أدان نشطاء و سياسيون وصحف منح الاتحاد الاوروبي جائزة نوبل للسلام لعام 2012 لدوره في تعزيز السلام والمصالحة كما قال بيان لجنة الجائزة. ووصف البعض ذلك بانه 'مزحة' على ضوء الاضطرابات الاجتماعية في دول مثل اليونان وأسبانيا.
و على ضوء الانفاق العسكري للاتحاد الذي يبلغ نحو 200 مليار دولار سنوياً، وتنخرط العديد من دوله في نزاعات عسكرية حول العالم.
ووجهت الصحف الاوروبية لا سيما البريطانية انتقادات كبيرة لمنح الاتحاد الاوروبي جائزة نوبل للسلام وشككت في توقيت تخصيص هذه الجائزة له بعدما اصبح "تجمعا لدول مفلسة الى حد ما".
فقد عنونت صحيفة ديلي ميل البريطانية المحافظة "نوبل للسلام تمنح للغباء"، نشرت تحته صورة لمتظاهرين يونانيين يرتدون بزات نازية خلال الزيارة الاخيرة للمستشارة انغيلا ميركل لاثينا.
واستخدمت الاندبندنت ايضا صورة لمحتجين يونانيين قرب لافتة للجنة النروجية كتب عليها ان الاتحاد "مشروع فريد احل السلام في مكان الحرب".
وصدرت اشد الانتقادات من صحيفة تسود دويتشه تسايتونغ الالمانية (يسار الوسط) التي اعتبرت انها "مكافأة على الماضي وتحذير للمستقبل". وكتبت الصحيفة "الاتحاد الاوروبي حائز نوبل للسلام؟ هذا التجميع للدول المفلسة الى حد ما والمنقسمة حول اكبر مشروع مشترك والوحدة النقدية التي اصبحت قاب قوسين عن التفكك؟ انه امر مبالغ فيه من قبل اللجنة النروجية التي يتوجب عليها العمل لتؤخذ قرارتها على محمل الجدية على الامد الطويل".
واخيرا طرحت صحيفة بيلد الشعبية الالمانية سؤالا عمليا هو "من سيتسلم الجائزة؟"، متسائلة "هل استحق باروزو ومجموعته هذه الجائزة فعلا؟".
من جهتها كتبت مجلة دير شبيغل الالمانية "فكرة جيدة وفائز سىء". وقالت المجلة "لا احد يستطيع ان يجد مأخذا جديا على منح جائزة نوبل للسلام الى الاتحاد الاوروبي وهذه هي المشكلة لكن القرار كان سيعكس شجاعة اكبر لو منحت الى رجل يجسد اليوم ما تفتقد اليه السياسات الاوروبية وهو جاك ديلور" الرئيس الفرنسي السابق للمفوضية.
اما صحيفة ليبراسيون اليسارية الفرنسية فكتبت ان "منح الاتحاد الاوروبي جائزة نوبل للسلام احتاج الى جرأة هائلة في اللحظة التي يواجه فيها تشكيكا لا سابق له في مصيره ويواجه ازمة تتجاوزه".
ووصفت منظمة 'لا للاتحاد الأوروبي' النروجية القرار 'بالسخيف'. فيما اعتبر الزعيم الاشتراكي اليساري أودون ليسباكن الجائزة خطأ والتوقيت خطأ'أما مارين لوبان زعيمة حزب 'الجبهة الوطنية' اليميني المتطرف في فرنسا فقالت إن لجنة نوبل 'فقدت مصداقيتها إلى الأبد' و الجائزة كانت مكافأة 'للحرب الاقتصادية والاجتماعية في كل مكان بين الشعوب مما قد يؤدي إلى الحرب''لقد تحولت جائزة نوبل للسلام الى جائزة نوبل للحرب'.
ويعتبر بافل سفياتينكوف الخبير في معهد الإستراتيجية القومية الروسي أن جائزة نوبل للسلام تمنح منذ مدة على أساس سياسي وليس على أساس مهني وقرار منحها إلى الاتحاد الأوروبي يفقد أي معنى للجائزة وهذا أسخف قرار تم اتخاذه إلى الآن لأنه يلغي وجود شخصية تستحق أن تكون صانعة سلام و وجود اي منظمة تستحق هذه الجائزة أيضاً.
وكان الاتحاد الاوروبي الغارق في اسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه تسلم الاثنين جائزة نوبل للسلام تكريما لدوره في تحويل "قارة أوربا من حالة حرب الى قارة سلام"، فيما تحدث ممثلوه في هذه المناسبة عن وحدة ناقصة لكنها ضرورية لتفادي عودة خلافات الماضي.
وجرى حفل نوبل على خلفية ازمة كانت حاضرة في كل الاذهان وعلى كل الشفاه في مقر بلدية اوسلو.وحضر الحفل نحو عشرين رئيس دولة وحكومة من بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل .
وتحدث رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي احد الممثلين الثلاثة المكلفين تسلم الجائزة باسم الاتحاد الاوروبي، في خطابه باسهاب عن التبعات الاجتماعية المأسوية "لاسوأ ازمة اقتصادية منذ جيلين" أكان بالنسبة لحاملي الشهادات الذين يبحثون عن اول عمل او العاملين الذين صرفوا من الخدمة.
الا ان قادة الاتحاد الأوروبي أعربوا عن «تأثرهم البالغ» بالجائزة، واعتبروا أنها «تشرّفهم»،و قال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي إن الأوروبيين تمكنوا من «تجاوز الحرب والانقسامات» ليشكلوا معا «قارة سلام وازدهار.
6/5/1211
https://telegram.me/buratha