بقلم -المحامي محمد احمد الروسان* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
حراك سياسي- دبلوماسي- أمني- استخباري-عسكري(ترتيبات ما!)محموم ومأزوم, يجري في المنطقة بفعل محور واشنطن- تل أبيب, بشكل عامودي وأفقي وبالاتجاهات الأربع, لمناقشات جديّة لسيناريوهات جديدة مع إعادة إنتاج للسابقات من السيناريوهات, إزاء ملفات المنطقة الساخنة وعلى وجه الخصوص ملف البرنامج النووي الإيراني, ومن خلفه ملف المجال الحيوي الإيراني الإقليمي, مع ملف آسيا الوسطى استراتيجياً وعلاقات الفدرالية الروسية به, وعبر طرحه في مسار علاقات موسكو- واشنطن- بكين لجهة إيران وسورية, مع إعادة بناء ملف الصراع السني- الشيعي في المنطقة وتنميطه من جديد, ودفع الأشباح البشرية المخابراتية الدولية للقيام بعمليات استهداف دموي ضد الشيعة العرب والمسلمين في العراق, اليمن, باكستان, دول الخليج, عبر إثارة الفتن المختلفة, فهي تشي إلى تلك السيناريوهات المتعلقة في إعادة تنميط الصراع بالمنطقة على أساس أنّه صراع شيعي- سني.
كل ذلك يجري على قدم وساق, لرفع مستوى التعبئة السلبية الفاعلة في الأوساط الشيعية, واستغلال وتوظيف ذلك ضد الأوساط السنية, مع تهيئة الساحة اللبنانية من جديد بعد فشل البناء السياسي والعسكري، على ملف اغتيال العميد وسام الحسن, لتنفيذ الفصول والملفات الأكثر أهمية في سيناريو الصراع الشيعي-السني, انّه فيلم من إنتاج المخابرات الأمريكية والبريطانية والمخابرات الإسرائيلية, والبطل فيه بعض منّا – نحن العرب، بالاشتراك مع ممثلين من مجاميع مخابرات دولية معادية.
كذلك يبحث هذه الحراك لمحور تل أبيب- واشنطن ومن تقاطع معه من دول المنطقة, السيناريو الفرنسي المفترض في عسكرة حوض المتوسط, ومسألة التعاون بين ضفتي المتوسط على أساس اعتبارات أجندة عسكرية يجري حالياً ترتيب محتوياتها, عبر جدول أعمال حلف الأطلسي المتوسطي الجديد وعلاقاته مع جل ملفات المنطقة الحيوية الساخنة، ومنها الملف السوري.
كما يستهدف هذا الحراك, مسألة منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية AS300 لإيران, وان كان نجح هذا الحراك في إيقافها حتّى الآن, لكنه لم يستطع إلغائها, كون الأمر يتعلق بمصداقية روسيا كقوّة كبرى إقليمية وعالمية تحرص موسكو عليها حرصها على أمنها القومي, وهي جزء من مجالها الحيوي والأممي لا يمكن للفدرالية الروسية أن تضحي بها على"مذبح" تحسين العلاقات مع واشنطن والغرب الأوروبي, باعتبار أن روسيا الفدرالية دولة أوروبية لكنها أقرب إلى الشرق (إلينا نحن العرب والمسلمين) منها إلى الغرب.
ومع ذلك قامت الولايات المتحدة الأميركية في مرحلة ما, بدفع حلفائها بالتقدم بطلب لشراء صواريخ الدفاع الجوي الروسي ليس فقط من طراز AS300 لا بل منظومة صواريخ متطورة من طرازAS400 وهي جيل جديد من AS300, تحت عناوين تحديث وتجديد وتطوير منظومات دفاعها الجوي.
الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" دولة العصابات, دولة الإرهاب المنظّم, دولة(أزعر الحي المدلّل), دولة عقلية القلعة في التفكير والمبادرة, كما يصفها الملك عبد الله الثاني دوماً- وانّه على حق مثلما نحن ننطق وهم ينطقون- هاتان الدولتان من عملتا جاهدتين,على صناعة وتضخيم وعولمة "فوبيا" القدرات النووية العسكرية الإيرانية, وتنميط الخطر الإيراني النووي والصاروخي لجهة العالم العربي وخاصة دول الخليج النفطية, ثم أدخلت واشنطن على المنطقة صناعات عسكرية جديدة, هي صناعة المعارض العسكرية المتطورة في منطقة الخليج خاصةً والشرق الأوسط عامة, وعبرها بدء بعقد صفقات بيع منظومات الأسلحة المختلفة والعتاد العسكري الأميركي بمليارات الدولارات, ثم تأتي واشنطن- ولا أقول على خجل أو حياء - ومن معها بخطاب سياسي دبلوماسي آخر مختلف على شاكلة الآتي : إن هدف الدبلوماسية الأميركية هو منع سباق تسلح في المنطقة ! إنها مفارقة عجيبة مخجلة بعيدة عن سمات أخلاق الدول المتحضرة والمتقدمة والتي تحترم نفسها .
هي من تدفع إلى سباق تسلح محموم مأزوم عبر"فوبيا"الأزمات في الخليج والمنطقة من أجل عيون مجمّع الصناعات الحربية الأميركية ليس إلاّ.
المستهدف في جزء من هذا الحراك الصهيو - أمريكي المتعدد في المنطقة, بعد الفدرالية الروسية كما ذكر آنفاً هو الصين، لحث دول الخليج النفطية بتنشيط العلاقات الاقتصادية المختلفة مع بكين, وتنظيم بروتوكولات تجارية معها بأرقام مالية ضخمة من العملات الصعبة, والتأكيد لها /أي للصين/ بأنّها/ أي الدول العربية النفطية/ سوف تلتزم بتوريد احتياجاتها النفطية, كل ذلك محاولة أخيرة من قبل واشنطن لحث الصين للموافقة على تغيير موقفها من سوريا و إيران.
بالمقابل تعتبر بكين أنّ النفط العربي الخليجي, ورقة بيد أميركا وهو غير مضمون بتدفقه بوتيرة واحدة, وسوف يخضع باستخدامه كورقة مساومة أمريكية ترفع في وجه الصين الكرت الأحمر, وفي أيّة مساومات لاحقة سواءً لجهة النفوذ الأميركي في آسيا الوسطى حيث النفوذ الصيني ولجهة العلاقة مع موسكو, أم لجهة الملف النووي الإيراني وتداعياته وملف التسوية السياسية في المنطقة، والموقف الصيني من الحدث الاحتجاجي السوري.
وتقول بعض المعلومات أن هدف زيارة مدير الأف بي أي روبرت ميلر لإسرائيل مؤخراً بزياره غير معلنة, هو من أجل إخطارها بشكل واضح وحاسم, بأنّ واشنطن لا تملك في الوقت الحالي أي خطة عسكرية حاسمة ضد إيران ومنشآتها النووية.
8/5/1201
https://telegram.me/buratha