التقارير / وكالة أنباء براثا
وصفت الإذاعة الإسرائيلية الرئيس المصري محمد مرسي بأنه "كنز استراتيجي" جديد أكثر تعاوناً من مبارك، الذي كان الإخوان المسلمون يتهمونه بالعمالة لأميركا وإسرائيل، فيما وصف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مرسي بأنه "رجل دولة يتحلى بالمسؤولية"، وتوسعت دائرة "المديح" للدور المصري لتشمل الولايات المتحدة ودول غربية، وهذا ما يعتبره مراقبون رضا غربياً عن مرسي، وتحضيراً له ليقوم بالدور الذي كان ينهض به مبارك بخصوص التنسيق الأمني لمحاصرة "الإرهاب"!.
وكانت مصادر مخابراتية إسرائيلية قد كشفت عن قبول تل أبيب لاتفاق الهدنة مع "حماس" برعاية مصرية أميركية، بعد تعهد الرئيس باراك أوباما شخصياً لبدء نشر قوات أميركية في سيناء المصرية، بالإضافة إلى مجسات وأجهزة تجسس إسرائيلية على طول الحدود المصرية.
ويقول مراقبون: إن قبول مرسي المفترض بوجود قوات مصرية لحماية حدود إسرائيل سيكون سابقة في تاريخ العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتطوراً مذهلاً ترك خلفه كل التنازلات، التي اتهم الرئيس المصري الراحل أنور السادات بتقديمها له عندما قرر أن يعقد معه اتفاق كامب ديفيد للسلام في نهاية سبعينيات القرن العشرين، ويرى هؤلاء أن الرئيس الإخواني محمد مرسي جازف كذلك بقبول ما امتنع عن قبوله حسني مبارك، قبول وجود قوات أجنبية على أراضي مصر، وهو الذي كانت له علاقات متطورة مع إسرائيل.
لكن المحللين يتوقعون أن يعجز الرئيس المصري عن مسك العصا من الوسط، أي أن يكون مع المقاومة على مستوى الخطاب، وأن يتولى تجفيف منابعها والتخابر ضدها في السر، وأن هذا الدور المزدوج ستكون حماس أكثر المتضررين منه ما قد يدفع إلى ظهور انشقاقات صلبها.
القيادي الفلسطيني محمد دحلان اعترف في حوار مع صحيفة "العرب" اللندنية بأن حماس والفصائل الأخرى حققت نصراً في غزة، لكن الوساطة المصرية حولته إلى اتفاق مذل، وأنقذت نتنياهو من الورطة، ويشرح وجهة نظره قائلاً: نتنياهو خسر عسكرياً، لكنه ربح سياسياً بفضل حكومة الإخوان المسلمين، التي كانت تتجنب الحديث مع إسرائيل ناهيك عن التعامل معها، وفجأة أصبحوا شركاء في اتفاق سلام معها بل وطرفاً مراقباً نيابة عنها ولمصالحها ولعدم إطلاق الصواريخ ليس من حماس فقط بل ومن الفصائل الأخرى.. وفضلاً عن دور الحارس الأمين للحدود الإسرائيلية فإن الوساطة الإخوانية، وفق دحلان، حققت لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ما لم يكن ينتظره: كانت أمنية نتنياهو أن يعترف الإخوان المسلمون بكامب ديفيد يوازي التزام مبارك بها، وقد حصل على ذلك، من وجهة نظر إسرائيل أصبح مرسي أبعد في الالتزام أكثر من مبارك ولو فعل مبارك ما فعله مرسي لشهدت مصر مظاهرات عارمة والإخوان اليوم يدافعون ببسالة من أجل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل!!.
10/5/1130
https://telegram.me/buratha