التقارير

"دلال مغـربـي" جـديـدة توجـع إسرائيـل: ابتهـاج فلسطينـي ببطلـة تفجيـر تـل أبيـب


 

امجد سمحان

ثارت حالة من الدهشة والذهول في أوساط فلسطينيي الضفة الغربية بعد سماع نبأ تفجير حافلة في تل أبيب. لم يكن ذلك لأن العملية تُعتبر نوعية في توقيتها ومكانها، بقدر ما كان بسبب الإجابة على سؤال حول منفّذ العملية والتي أتت: فتاة فلسطينية زرعت عبوة في الحافلة ويجري البحث عنها.

دقائق مرت على سريان النبأ، حتى انتشرت آلاف التعليقات بين صفوف الفلسطينيين «تهلّل» لتلك المرأة التي سماها البعض بـ«دلال مغربي» الجديدة، لا سيما أن الأنباء التي وردت قالت إن الفتاة زرعت العبوة في الحافلة واختفت بسرعة، في اول هجوم من نوعه منذ بدء العدوان على غزة.

وقبل الانخراط في استعراض ردود الفعل المهلّلة بجرأة تلك المناضلة الفلسطينية، التي بقيت هويتها طيّ الكتمان، لا بدّ من الإشارة إلى الانفجار الذي هزّ تل أبيب، إذ أتت ضخامته لتزيد من التأكيد على قوة ما فعلته دلال فلسطين الثانية.

صحيح أن أعداد المصابين تباينت بين مصادر عدة، حتى الإسرائيلية منها، إلا أن جميعها كان يعكس مشهداً مقاوماً يزيد من قوة صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة لاستهداف المواقع الإسرائيلية. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تحدثت عن 28 مصاباً، بينهم خمسة في حالة خطرة ومتوسطة، فيما أفادت «يديعوت أحرونوت» عن سقوط 30 جريحاً، في وقت أشارت بعض المصادر إلى مقتل اثنين من ركاب الحافلة.

ما سبق جعل الانفجار، الذي استهدف حافلة ركاب كانت تسير في شارع «الملك شاوول» القريب من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب والذي وقع في وقت كانت فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تجري محادثاتها مع المسؤولين الإسرائيليين، يسبغ المزيد من الأهمية على شخصية المنفّذ(ة)، فضلاً عن الجهة التي تقف وراءه.

وفي وقت عبّرت بعض الجهات عن مسؤوليتها عن التفجير، بقيت هوية الفتاة، التي ادعت القناة الإسرائيلية القبض عليها والبحث عن رفيقة لها، غير معروفة. في المقابل، نشطت وسائل الإعلام في التكهن بسيناريوهات تنفيذ العملية وإن استقرّ أغلبها على أن الحافلة توقفت لتقلّ الفتاة التي كانت تقف عند ناصية الشارع، وعندما فُتح الباب ألقت الفتاة القنبلة اليدوية قبل أن تتمكن من الهرب.

في هذه الأثناء، خرجت «كتائب شهداء الأقصى ـ مجموعة أحرار الجليل» لتعلن مسؤوليتها عن العملية لافتة إلى أن الحافلة كانت محملة بعاملين في وزارة الدفاع، بينما أفادت بعض الأخبار تبني «مجموعة جهاد جبريل ـ القيادة العامة» للعملية، أما حماس فباركت العملية «البطولية والمباركة والشجاعة» وكذلك فعلت حركة الجهاد الإسلامي التي اعتبرتها «انتصارا لضحايا غزة وانجازا إضافيا للمقاومة بعد نجاحها في قصف تل أبيب».

وكان طبيعياً أن تأتي ردود الفعل الدولية من أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا مندّدة، إلا أن الاحتفالات الفلسطينية كانت عارمة، فالمقاومة سدّدت ضربة «موجعة» لإسرائيل، ومن فعل ذلك بطلة فلسطينية شجاعة.

وعبّر المواطن الفلسطيني محمد إبراهيم علي من رام الله عن فرحته لـ «السفير»، قائلاً «نحن نعلم أن المرأة الفلسطينية وقفت دائما إلى جانب الرجل في نهج المقاومة، لكن لا شك أن ما فعلته هذه الفتاة المجهولة يساوي ما يفعله ألف رجل».

أما على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الاجتماعية، فقد انتشرت آلاف التعليقات بعد سماع نبأ العملية، جميعها عبّرت عن فرحتها بالعملية التي «أوجعت» كما توجع أهل غزة، في وقت هلّلت للمرأة المجهولة.

وأعربت الفتاة رزان شوامرة على صفحتها على «فايسبوك» عن فخرها بالمناضلة الفلسطينية مدونة عبارة «يسعد رب الفلسطينيات».

وأضافت «المرأة الفلسطينية رمز للمقاومة ورمز للتحدي، وهي عنوان مهم في مواجهة الظلم الذي يوقعه الاحتلال بنا».

وقال أيمن ربايعة، وهو شاب جامعي، «أنا نظرت للنبأ على أنه عادي، لأن هذا وضع طبيعي يُفترض أن تكون المرأة مقاومة مثل الرجل تماما، فهذا عهدنا برجال ونساء فلسطين»، معلقاً «إلا أن ما لفت نظري كان جرأة العملية وجرأة الفتاة، هذا يعكس إصرار شعبنا على النضال من أجل نيل الحرية».

تجدر الاشارة الى ان دلال المغربي فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في مخيم صبرا في بيروت من ام لبنانية واب فلسطيني الذي لجأ إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948.

انضمت الى العمل الثوري وكانت المسؤولة عن "عملية الساحل" داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1978 مع مجموعة دير ياسين وقامت باختطاف باص كان متوجهاً من حيفا إلى تل أبيب حيث استشهدت ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا).

38/5/1122

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك