صار على أم وصفي، أن تجمع كثيرا من سرطان البحر المعروف شعبيا بـ"أبو الجنيب" في منزلها المحاط بالنخل وجداول الماء، لا على سبيل هواية جمع حيوان بحري طالما عرفه البصريون غذاء بحريا يزين موائدهم، بل لتعالج به مرضى السرطان، ليشفي سرطان البحر "سرطان البشر".
قرية الدويب في ناحية السيبة الحدودية، بقضاء ابي الخصيب، المقابلة لمدينة عبادان الايرانية، ولا يفصلمها سوى أضيق نقطة يمر بها شط العرب، تحولت الى محجة لكثير من طالبي العلاج على يد أم وصفي، التي أصابها السرطان العام 1983 وألزمها الفراش لعامين عجزت فيهما عن الكلام أيضا، ولم يحسن حالتها آنذاك لجوؤها الى مستشفيات بغداد للخضوع الى العلاج بالمواد الكيمياوية والاشعاع على مدار شهرين.
لم تفقد أم الوصفي، المولودة بالبصرة في 1945، الأمل بالشفاء، واهتدت الى طريقة علاج غريبة، تداوي بها الآن كثيرا من المرضى.
وتقول أم وصفي، انها "اهتدت الى الوصفة المأخوذة من طب الامام الصادق بمعونة معارف". وتبين "بعد مرور شهرين أعددت الوصفة المعمولة من أبو الجنيب، بنفسي، وتناولتها بصعوبة وممرتها عبر حنجرتي المتورمة، وبعد 10 أيام، أحسست بتحسن ملموس".
وتروي حكاية شفائها من سرطان الحنجرة بقولها "بدأت التنفس والتكلم براحة، وحين أيقضوني في البيت لصلاة الفجر، استغربوا تحسن حالتي، وبعد مرور 10 ايام استطعت تناول الطعام مع العائلة على مائدة واحدة وبشكل طبيعي".
ذاع صيت المعالجة أم وصفي، في البصرة ومحافظات مجاورة، وفي اقليم كردستان أيضا، الى جانب ايران وسورية ودول الخليج، بعد ان قررت مساعدة المصابين بالسرطان، مستفيدة من تجربة علاجها، من دون مقابل طبعا، على الرغم من انها تشتري كميات كبيرة من "ابو الجنيب" على حسابها وبسعر مرتفع، غير أن مراجعيها يقدمون لها مبالغ وهدايا على سبيل الشكر.
صيادٌ "معميل" يجلب لأم وصفي "ابو الجنيب" من البحر. وتفيد بهذا الشأن بأن "كل وجبة تكلفني 170 الى 200 الف دينار، فسعر الكيلو الواحد تقريبا 4 آلاف دينار". وتتابع "أحفظه بثلاجة خاصة وبعناية من أجل المرضى، بعد تنظيفه وتنشيفه".
وتعتمد المعالجة "المبروكة من الله" كما يصفها اهل قريتها، طريقة شاقة في اعداد وصفاتها، وتوضح أم وصفي "أضع قسما من ابو الجنيب في تنور الطين على جمر خافت من جذوع النخل، لمدة تصل الى 4 ايام، لينضج ويتحمص دون أن يحترق أي جزء منه". وتشير الى انه "يجب المحافظة على اجزاء السرطان البحري طرية، فاحتراق أي جزء منها يعني تحوله الى كاربون، وبذلك تفسد كل الاجزاء الاخرى، وهي مهمة، كما ان الاجزاء السوداء فيه لا يجب أكلها لأنها ستسبب أمراضا اخرى". وتردف "تهيئة الخلطة تحتاج الى عناية كبيرة".
وتستطرد أم وصفي "بعد شوي ابو الجنيب، أطحنه وأغربله لفرز القطع الخشنة، ثم أضعه في المطحنة الكهربائية، ليصير مسحوقا ناعما، وأضيف له اعشابا مكملة ومهمة، ثم أضع الوصفة في أكياس وأعطيها للمرضى".
وتؤكد أم وصفي أن معظم مرضاها، تماثلوا للشفاء، بالرغم من اختلاف اصابتهم، واختلاف كميات "المسحوق العجيب" التي عليهم تناولها، فهي تفيد في معالجة الحالات السرطانية المتقدمة، سواء كان سرطان دم أو رئتين أو مثانة أو حنجرة. وكثير من المرضى لجؤوا الى أم وصفي طلبا للعلاج بعد يأسهم من الشفاء عن طريق "الكيمياوي".
ويتميز ابو الجنيب، بغشائه الغضروفي الصلب، وبرائحته الكريهة التي تنفر الناس منه، غير أن أم وصفي تشدد على ان "لا رائحة لوصفتها، بعد اعدادها ووضعها في كبسولة". وتعتقد بأن "من يعاني السرطان وآلامه لن يفكر بالرائحة، بل يفكر بالشفاء فقط".
وتنصح المعالجة مرضاها بتناول وصفتها، بواقع 15 كبسولة في اليوم، مع كل وجبة اساسية 5 كبسولات، وتؤكد "لا أعراض جانبية للعلاج".
تقدم السن بأم وصفي جعلها تودع وصفة علاج السرطان، لدى أبنائها وبناتها كـ"صدقة جارية"، ولتساعد بها آلاف المرضى ممن ينخر أجسادهم الداء الخبيث.
وصفي، الابن الكبير للسيدة البصرية، التي يحلو لأهالي السيبة وصفها بـ"الكنز"، يقول، في حديث مع "العالم"، ان "نسبة شفاء مرضى السرطان ممن استعملوا وصفتهم، كانت نحو 85 بالمائة، بحسب انتشار المرض في الجسم، فبعض المرضى استغرق علاجهم نحو عام ونصف العام تقريبا، وبعضهم شفي من أول وجبة علاج".
ويذكر وصفي "نحرص ان تذهب الكمية الاكبر من العلاج للقادمين من المحافظات والدول، حتى نجنبهم عناء العودة مرة أخرى".
https://telegram.me/buratha