التقارير

تقرير مهم لصحيفة نيويورك تايمز: إلغاء التموينية خطة المالكي لـ (تزوير) الانتخابات المقبلة!

3060 18:10:00 2012-11-10

نشرت جريدة نيويورك تايمز الواسعة الأنتشار في عدد السبت العاشر من نوفمبر تقريرا يحمل تصورا ربما يكون قد غاب عن أذهان الكثيرين، ويتعلق هذا التصور بأن البطاقة التموينية هي العنصر الوحيد الذي تستند اليه مفوضية الأنتخابات لضبط سجل الناخبين في ظل عدم إجراء تعداد للسكان في العراق منذ أمد بعيد، ولا تتوفر قاعدة معلومات رصينة عن السكان ووجودهم على قيد الحياة وأعمارهم وأحوالهم الشخصية مثلما توفره سجلات البطاقة التموينية..

ويقول تقرير نيويورك تايمز:

أفادت أخبار عراقية بأن آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي قد قال في خطبة ألقيت نيابةً عنه أن "الأمن مفقود في البلاد والهجمات الإرهابية مستمرة وحالات هروب السجناء تتكرر والقتلة يسرحون في الشوارع والأموال العامة تضيع ونسبة البطالة مرتفعة، فـأين تذهب الأموال؟". يقول المرجع النجفي إن من حق الشعب أن يطرح هذا السؤال، ويضيف أن البطاقة التموينية قد ابتليت مؤخرا بنقص في المواد الغذائية.

في الواقع إن البطاقة التموينية كانت تتعرض إلى تقليص المواد في كل عام حتى انتهت إلى ما هي عليه الآن من المواد الأساسية فقط (الطحين والسكر..الخ) وليس هناك عذر في عدم توفيرها.

يقول المرجع النجفي إن هناك فسادا ماليا وإداريا في ما يتعلق بالبطاقة التموينية، ومع أن هذا يعتبر سببا للتخوف وضرورة اتخاذ إجراءات تأديبية إلا انه ليس سببا لإلغاء البطاقة. إن القول بضرورة إلغاء البطاقة التموينية هو حجة كاذبة مبنية على أدلة واهية. على موقعه في الشبكة، قال السيد النجفي بان إلغاء البطاقة ستكون له عواقب وخيمة. إذا كان الفساد يشكل مشكلة فان ذلك يؤكد فشل حملة محاربة الفساد، وطالب السيد بتفسير سريع لقرار إلغاء البطاقة.

ان فشل حملة محاربة الفساد يمكن إرجاعه إلى الوقت الذي غضب فيه المالكي بسبب خروج العراقيين إلى الشوارع بأعداد كبيرة بداية عام 2011، حيث أعطى المالكي وعودا كثيرة في محاولة للتمسك بالمنصب. الشعب العراقي لديه الكثير من المطالب والشكاوى التي لها ما يبررها؛ فهناك نقص في فرص العمل وفي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب...الخ، وهناك الكثير من المواطنين الذين اختفوا في دهاليز منظومة العدل العراقية، كما ان هناك ايضا قضية مهمة وهي ان الشعب قد صوّت دون ان يتغير شيء في البلاد. فرغم نتيجة انتخابات آذار 2010 ( التي جاءت فيها القائمة العراقية أولا ودولة القانون ثانيا) فقد تم التجاوز على تصويت الشعب، وبقي المالكي رئيسا للوزراء. فلماذا صوّت الشعب إذن؟ لقد اعطى المالكي مئة يوم؛ يواجه فيها الفساد ويحل مشكلة البطالة. جاءت المئة يوم وولت ولم يحصل شيء. المالكي يلعب مع كل مشكلة، مما يعني انه يرفض مواجهتها ويؤجلها إلى وقت لن يأتي أبداً، انه يأمل إنهاك منافسيه وإنهاك الشعب العراقي، فهذا هو النمط الذي يسير عليه منذ 2006.

مع معارضة دولة القانون للجهود الرامية إلى تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين، من الغريب أن نتفاجأ بمقترح إلغاء البطاقة التموينية، ومن الغريب أيضا سكوت مارتن كوبلر عن هذه القضية. لكن مع صمت كوبلر فان الأمم المتحدة قلقة جدا بشأن هذا المقترح.

كان العراقيون يستخدمون البطاقة التموينية للتصويت في كل الانتخابات منذ الاجتياح الاميركي عام 2003 اذ ان هذا هو نظام التصويت المعمول به. ليس هناك ما يحل محل البطاقة، لكن مع ذلك فقد اعلن الناطق باسم رئيس الوزراء بان البطاقة سيتم إلغاؤها. البطاقة التموينية هي بمثابة قائمة الناخب وهويته في الوقت نفسه، وخلال أشهر ستجري انتخابات مجالس المحافظات وفي 2014 ستجري الانتخابات البرلمانية ومع ذلك لم تجر مناقشة الكيفية التي سيتم بها التصويت - التسجيل والهوية - بدون البطاقة التموينية. لا يمكن بأية حال من الأحوال إلغاء البطاقة وعدم استبدالها بشيء آخر لأن ذلك سيحرم آلاف العراقيين بل الملايين من الذين سيبلغون الثامنة عشرة من العمر بحلول انتخابات 2014.

من الحماقة أن يسمح العراقيون للمالكي بتدمير نظام التصويت الذي تستخدم فيه البطاقة التموينية دون بيان ما الذي سيحل محلها. لقد قاتل المالكي في كل الانتخابات - مجالس المحافظات والبرلمانية - ويريد تولي دورة رئاسية ثالثة. لا يظن البعض انه لم يحسب كيف سيحصل عليها. ففي عام 2010 استخدم هيئة المساءلة والعدالة في محاولة لشق طريقه، البعض يخشى من انه قام بترهيب مفوضية الانتخابات التي حاول ان يتولى أمرها الا ان رئيسها لم يسمح له بذلك، وانتهى الأمر باعتقال رئيسها.

 البطاقة التموينية قضية كبيرة، انها تتعلق بالغذاء لكنها ايضا قضية من الذي سيصوت وكيف سيصوت، فاذا ما الغيت اليوم فكيف سيصوت الشعب؟ يمكن للمالكي ان يقول "مازلنا سنستخدم البطاقة في الانتخابات القادمة حتى نتوصل الى ما يحل محلها ". لكن هناك اطفال سيبلغون السن الانتخابية عند حلول انتخابات 2014، فكيف سيتم تسجيلهم كبالغين اذا لم تعد البطاقة التموينية موجودة. ربما يكون المالكي قد رتّب أموره مع مفوضية الانتخابات، وهذا يفسر سبب سكوتها عن المقترح - مع انه ليس مقترحا وإنما صفقة مكتملة-.

من جانبه يتساءل رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم: كيف سيحصل الشعب العراقي على الغذاء اذا ما الغيت البطاقة التموينية؟. هذا أيضا سبب للقلق، فإذا ما تحولت المواد الغذائية الى مبلغ نقدي فان الأسعار سترتفع في الأسواق ولن تتوفر في المناطق الريفية. بعض اعضاء البرلمان فوجئوا بهذه الخطوة، وهذا دليل آخر على وجود مشكلة؛ اذ كيف يتخذ قرار مثل هذا دون مناقشة علنية.

31/5/1110

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الفريجى
2012-11-13
الحمد لله كل المشاكل حلتها الحكومه بقت بس البطاقه التنويميه
المغترب النجفي / كندا
2012-11-12
الى المسمى علي كاظم سماحة المرجع النجفي عنده غيره على العراقيين اكثر منك ومن صاحبك نوري البتري العراقي كللللللش وهذا هو واجبه الشرعي لانه مرجع لكل الامه الاسلاميه مو بس للعراقيين يابهيم الظاهر انت واحد كلش شبعان ومستفاد ومن اعوان الظالم نوري ابو المشاكل وان شاء الله انت ومن امثالك وابو سويره الى مزبلة التاريخ وتبقى المرجعيه وعلمائها شوكه في عيونكم ياظلمه ويامفسدين لانكم اثبتم اعداء لهذا الشعب ومرجعيته الرشيده المباركه
النجفي
2012-11-12
ان المواد التي تعطى بالبطاقه التموينه هي خير مثال عن الفساد الموجود في العراق فعلى الرغم من ان واردات العراق قد زادت من 5 مليار في زمن صدام الى حوالي 120 مليار الا ان نوعيه المواد المعطات لم تتحسن وهذا مثال جيد وناطق على احتقار الحكومه للعراقيين على الرغم من زياده الاموال المخصصه للبطاقه التموينيه
شراكه تجاريه
2012-11-12
ان كل الكتل السياسيه التي لديها وزراء في ال حكومه مساهمه في محاربة الفقراء ولكن ليس الفقراء فقط لان الشعب العراقي باكمله فقيرا لان يفتقر لابسط ظروف الحياة من بنى تحتيه وكهرباء ولا ماء وصحه ولا امن بما ان الحكومه هي حكومة شراكه وطنيه بل ليس حكومة شراكه وطنيه وانما حكومة شراكه تجاريه نتيجة الصراع على المكاسب والمناصب والمحسوبيه والخصوصيه والفساد وتبذير المال العام ومحاربة الشعب وخاصة الفقراء ولكن السبب هو شعب العراق الذي انتخب هكذ بشر
القلم الناطق
2012-11-12
لا خير في الانسان الذي يساهم في محاربة اخيه الانسان في قوته مع الاسف الشديد هكذا يعامل الشعب العراقي بهذه الطريقه السيئه والوسخه من حكامه من ايام الدكتاتوريه ولحد الان يستخدمون كل وسائل الضغط عليه عدم وجود الخدمات والبنى التحتيه والبطاله ليجعلون الناس تنتظر من الحكام مكارمهم الوسخه مثلهم كان الشعب العراقي يستجدي منهم وشعب يملك ثروه نفطيه هائله ولكنه افقر الشعوب
جاسم العراقي
2012-11-11
بصراحةتعليق الاخ الكعبي قيم جدا و هو عين الصواب وتدري اخي العزيز هما يلغون ويتراجعون على مود الناس همين تالي اتكول الحمد الله خلوها البطاقة ما شالوها وزين ما ايكول على الدباغ بشرى سارة الى الشعب هو بقاء البطاقه الخاوية ما ايشوفون الشعب الايراني غاز مجاني والسعوديةوقودبسعر التراب و ابن الملحة اللتر ب500 دينار و قنينة الغاز 6 الاف و الامبيرية والخبير الدكتور الدباغ ايكول بيه فساد يعني انت اتريد تعدم الناس و اتخلي الحرامية مثل (ميل زرعك عن دوابي )
ادهم العراقي
2012-11-11
الان افتهوا ياعراقيون الكل يريد يلغي التموينية حتى يزور الانتخابات القادمة ؟؟؟؟
الكعبي
2012-11-10
ردة فعل المعترضين على الغاء التموينيه مبالغ فيها جدا ؟ لانهم جعلوا العالم يتصور ان الحكومة العراقية تقدم لمواطنيها حصة تموينية ؟ بارقى الاشكال والانواع وبكميات تزيد عن حاجة المواطن بينوا ان الحصة التموينية تأتي لمنزل المواطن يوم 29 من كل شهر؟ بينما الحقيقة هي ان مواد الحصة من اردىء النوعيات ولا تصلح للاستخدام البشري وتأتي متقطة وتتعرض للسرقه من كل القائمين عليها؟ نتمنى ان تشن نفس هكذا ردة فعل عن تحسين نوعية المواد لانها اهم من بقاء البطاقة او الغائها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك