عرض الرئيس السوري بشار الأسد في حديث خصّ به قناة "روسيا اليوم"، تطرق عبره الى آخر المستجدات في الملف السوري، وقدم رؤيته الى مستقبل بلاده والمنطقة.
وأكد الرئيس الأسد أن العدو الحقيقي للبلاد هو الإرهاب المتسبب في عدم الاستقرار في سورية، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بالأشخاص.. المسألة لا تتعلق ببقائي أو رحيلي، بل تتعلق بأن يكون البلد آمنًا أو غير آمن.. هذا هو العدو الذي نقاتله كسوريين
وفي ما يخص رحيله، قال الاسد: "أعتقد أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله مسألة تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي البعض.. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع.. إذاً المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل بما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل، ببساطة".
وأكد الرئيس السوري أنه لم يكن هو المستهدف بل الشعب السوري: "لم أكن أنا المستهدف منذ البداية، ولم أكن أنا المشكلة بأي حال من الأحوال الغرب يخلق الأعداء دائمأ.. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، ومن ثم أصبح الإسلام، ثم صدام حسين، ولأسباب مختلفة، والأن يريدون أن يخلقوا عدواً جديداً يتمثل في بشار، ولهذا يقولون أن المشكلة تكمن في الرئيس، وأن عليه أن يرحل.. ولهذا السبب علينا أن نركز على المشكلة الحقيقية وألا نضيع وقتنا فى الإصغاء لما يقولونه".
وتابع الأسد قوله: إن "المشكلة ليست بيني وبين الشعب، فأنا ليس لدي مشكلة مع الشعب.. لكن الولايات المتحدة ضدي والغرب ضدي، والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا أيضا ضدي.. فإذا كان الشعب السوري ضدي أيضا، كيف يمكن أن أبقى هنا؟". مؤكدا، أن الأمر لا يتعلق بالمصالحة مع الشعب، كما لا يتعلق بالمصالحة بين السوريين مع بعضهم البعض.. نحن لسنا في حرب أهلية.. الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سورية".
وأضاف أن هناك انقسامات داخل البلاد، نافيا أن تكون هذه الانقسامات حربا أهلية، مؤكدا أن هذا أمر مختلف تماما، "فالحرب الأهلية -يضيف الرئيس السوري- ينبغي أن تكون على أساس مشكلات عرقية أو مشاكل طائفية"، وتابع "قد يكون هناك في بعض الأحيان توترات عرقية أو طائفية لكن هذا لا يجعل منها مشكلة"، ما يحدث أمرٌ مختلف تماما.. وهذا طبيعي، وعلينا أن نتوقع ذلك".
وبخصوص سؤال عن العلاقة المتوترة بين سوريا - تركيا هل تشكل سيناريو حرب واقعية؟، قال الرئيس الأسد لروسيا اليوم الناطقة بالانجليزية: "لا أعتقد ذلك.. لسببين: أولا لأن الحرب بحاجة إلى دعم شعبي، وغالبية الشعب التركي لا يريد مثل هذه الحرب.. لذلك لا أعتقد أن أي مسؤول عقلاني يمكن أن يفكر بمعارضة إرادة الشعب في بلاده.. وينطبق الأمر ذاته على الشعب السوري.. وهكذا، ليس هناك خلاف بين الشعب السوري والشعب التركي بل يتعلق الأمر بالحكومات والمسؤولين، بين مسؤولينا ومسؤوليهم بسبب سياساتهم.. وبالنتيجة لا أعتقد أن هناك أي احتمال لقيام حرب بين سورية وتركيا".
وحول مواقف البلدان العربية من الازمة السورية، أكد بشار الأسد في إجابته، أن "غالبية الحكومات العربية تدعم سورية ضمنيا، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية، مضيفا: "لأنهم يتعرضون لضغوط من الغرب ومن البترودولارات"، وتؤيدنا تلك الدول ضمنيا لكنها لا تجرؤ على التصريح بذلك علناً، هناك أولا العراق الذي يلعب دوراً فعّالا في دعم سورية خلال هذه الأزمة لأنه بلد مجاور، وهم يدركون أنه إذا حدثت حرب داخل سورية فسيكون هناك حرب في البلدان المجاورة، بما في ذلك العراق.. وهناك بلدان أخرى لها مواقف جيدة مثل الجزائر، وعُمان بشكل أساسي".
وعن مواقف السعودية وقطر، قال: بصراحة، لا أستطيع أن أجيب نيابة عنهم.. عليهم هم أن يجيبوا على هذا السؤال، وما نعرفه حتى الآن هو أن هذه الأجهزة تقدم دعما معلوماتيا للإرهابيين من خلال تركيا، وفى بعض الأحيان من لبنان بشكل رئيسي.. لكن هناك أجهزة مخابرات أخرى، ليست غربية، بل إقليمية، نشطة جدا وأكثر نشاطا من الأجهزة الغربية، وبالطبع تحت إشراف أجهزة المخابرات الغربية".
من جهة أخرى أكد أن عناصر القاعدة لا يسعون للسيطرة على المجموعات المسلحة في البلاد، بل يسعون لتأسيس إمارتهم، حسب التعابير التي يستخدمونها، لكنهم يحاولون بشكل رئيسي إخافة وترهيب الناس من خلال التفجيرات والاغتيالات، والهجمات الانتحارية، وأشياء من هذا القبيل لدفع الناس إلى اليأس وكي يقبلوا بهم كأمر واقع، وهكذا فهم يتحركون خطوة خطوة، لكن هدفهم النهاني هو إقامة إمارة إسلامية في سورية يستطيعون من خلالها الترويج لأيديولوجيتهم الخاصة بهم في باقي أنحاء العالم".
وبخصوص سؤال طرحته الصحفية حول مسألة التنحي او تسليم السلطة؟ كان رد الرئيس السوري بشار الأسد صريحا قائلا: "إن هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن أكون فيه.. أنا لست دُمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إليهم أو إلى أي بلد آخر.. أنا سوري، أنا من صُنع سورية، وعليَّ أن أعيش وأموت في سورية.. أنا كنت دائماً أؤمن بالدبلوماسية وأؤمن دائماً بالحوار حتى مع أولئك الذين لا يفهمون الحوار أو لا يؤمنون به.. علينا أن نستمر في المحاولة".
واما بشأن مسألة التدخل الاجنبي، قال الأسد: "أعتقد أن كلفة مثل هذا الغزو، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحمُّلها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سورية، خصوصاً وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر "الدومينو" الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.. وتعلمين تداعيات ذلك على باقي أنحاء العالم.. لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده". وطالب الرئيس السوري بشار الأسد في ختام حديثه "الأطراف المختلفة الشروع في الحوار والوقوف في وجه الإرهابيين".
26/5/1110
https://telegram.me/buratha