طهران- مختار برتو
اختتم المؤتمر الثاني لاتحاد الصحافة ووكالات الانباء في العالم الاسلامي أعماله في العاصمة الايرانية طهران مساء الاربعاء في قاعة النبي الاعظم (ص) بحضور الدكتور محمد جعفر محمد زادة مساعد وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي للشؤون ممثلين عن الصحافة ووكالات انباء العالم الاسلامي.هذا وقد تناول المؤتمر خلال فترة انعقاده في طهران البحث في ايجاد الوفاق الاعلامي بين وسائل الاعلام واتخاذ ما يلزم من القرارات في الشؤون الاعلامية.
هذا وبعد بحث ودراسة السبل الكفيلة بالارتقاء بمكانة هذه المنظمة على الصعيد الدولي، وزيادة الطاقة الاستيعابية للاعضاء الحقيقيين والمعنويين، واختيار رؤوساء اللجان الست المرتبطة بالاتحاد، ومن ثم التصديق على التعديلات الخاصة بالنظام التأسيسي واختيار سكرتير عام من جمهورية ايران الاسلامية، اصدروا اعضاء اتحاد الصحافة ووكالات الانباء في العالم الاسلامي بيانا تضمن مواقفهم ازاء اهم القضايا في العالم الاسلامي.
وقد شدد البيان على "اهمية وحدة المسلمين"، ولفت إلى ان "الظروف الراهنة في العالم الاسلامي ومساعي نظام السلطة والصهيونية العالمية الرامية الى تشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة لها امام اتباع سائر الاديان، ومتابعة مشروع الترهيب من الاسلام (اسلام فوبيا)، تستدعي ان يبادر مسلمو العالم كافة، اكثر من اي وقت مضى، السعي لايجاد الوحدة بين جميع المذاهب الاسلامية، وتجنب اي تفرقة قائمة على اساس قومي".
كما أشار البيان الختامي إلى القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وقال إن "فلسطين هي القلب النابض للمسلمين والقضية الاولى في العالم الاسلامي ، وان الدفاع عنها بصفتها استراتيجية الامة الاسلامية تحظى بالتأييد والتأكيد ، وان اي مشروع يقوم على الاعتراف بالكيان الصهيوني او اضعاف المقاومة، يعد خيانة للامة المسلمة ، ويتحتم على البلدان الاسلامية ومسلمي العالم كافة ، بذل جل جهودهم لتأسيس دولة فلسطين الموحدة وعاصمتها القدس الشريف".
كما ندد المشاركون بالاساءة للمقدسات الاسلامية، ولفت البيان إلى ان "المعتقدات والقيم الاسلامية، دليل السعادة البشرية والحركة نحو التسامي والكمال الانساني، وفي ضوء ذلك فان اثارة مناخ الاساءة للقيم والمقدسات الاسلامية، يفضي الى حرمان المجتمعات البشرية من فرصة التسامي"، مشيراً إلى ان "للاجراءات الشيطانية على هذا الصعيد سوابق تاريخية مديدة ، لذا يتحتم على الامة المسلمة من خلال تصديها لهذه الاجراءات، الدفاع عن حرمة الفكر والاخلاق والتسامي الانساني".
النائب الأول الرئيس الايراني محمدرضا رحيمي
وذكر البيان الختامي لاتحاد الصحافة في العالم الاسلامي ان "مفهوم استقلال البلدان الاسلامية، يعني ان يكون لشعوب هذه البلدان حق تقرير مصيرها بنفسها و ان تدخل الاجانب في الامور الداخلية للبلدان الاسلامية، بالاضافة الى كونه يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، يؤشر الى مساع مدروسة ترمي الى سلب الاستقلال من الشعوب المسلمة، وفي ضوء ذلك فاننا ندين تدخلات قوى الهيمنة"، مؤكداً على "ضرورة تقرير مصير كل البلدان من قبل شعوبها".
وأشار البيان إلى أن "شعار حرية تدفق المعلومات وعلى الرغم من مزاعم الدول الليبرالية، يتبع نظام الهيمنة العالمية ، وان قرار اغلاق القنوات الاعلامية للدول الاسلامية ، وعلى وجه خاص الدول المستقلة المنادية بالعدالة، مع انه يتنافى مع القوانين الدولية ، فانه في الوقت نفسه مؤشر على مدى تأثير وسائل الاعلام هذه في الكشف عن الحقائق وكذلك مؤشر على تعرض رسالة الحق والحقيقة لمؤامرة جادة".
وندد أعضاء الاتحاد "بالارهاب الاعلامي ضد الدول الاسلامية المستقلة وأضاف ان المعلومات الصادقة والحيادية ، تعد المهمة الاساس لوسائل الاعلام ، ومع ذلك فان الكثير من اجهزة الاعلام الدولية وبانحيازها الخبري المعبر عن ارادة اصحاب القدرة، تعرض صورة مشوهة وغير حقيقية عن الدول الاسلامية المستقلة، ونحن نعتبر هذا النوع من الاعلام منافيا للرسالة الخبرية لوسائل الاعلام، ونعده ايضا نوعا من انواع محاولات اضعاف مكانة الدول الاسلامية المستقلة واغتيال صورتها ، لذلك فاننا ندينه".
المشاركون ومعهم ممثل "الانتقاد"
يذكر ان مؤتمر الاتحاد قد أفتتح الثلاثاء الماضي برعاية النائب الأول الرئيس الايراني محمدرضا رحيمي ووزير الثقافة والارشاد الاسلامي الدكتور سيد محمد حسيني. هذا و كان قد استعرض النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في كلمته خلال مراسم افتتاح المؤتمر الثاني لاتحاد الصحافة و وكالات انباء العالم الاسلامي، الاوضاع التي يشهدها العالم الاسلامي في الوقت الراهن مؤكداً اهمية الدور الخلاق للاعلام في التعامل مع القضايا المصيرية.
كما اشار عدد من ضيوف المؤتمر وممثلي وسائل الاعلام في الدول الاسلامية، الى السبل الكفيلة بمواجهة الحملات الدعائية المناهضة للاسلام.يذكر بأن الدكتور حسين رحال مسئول وحدة الاعلام الالكتروني في حزب الله قد شارك في أعمال هذا المؤتمر،كما شارك موقع الانتقاد الالكتروني في فعاليات المعرض الدولي التاسع عشر للصحافة الذي اقيم في طهران تزامناً مع المؤتمر.
الدكتور حسين رحال متحدثاَ
كما شهد المؤتمر عقد الاجتماع التشاوري الاول للمؤتمر الثاني لاتحاد الصحافة ووكالات الانباء في العالم الاسلامي والذي ناقش خلاله المشاركون من خلال مقترحاتهم وانتقاداتهم ، اهم السبل الكفيلة بديمومة مسيرة الاتحاد في الدورات المقبلة. وضمن هذا الاجتماع تحدث عضو اتحاد الصحافة ووكالات الانباء في العالم الاسلامي الدكتور حسين الرحال ، قائلا نحن "بصفتنا مسؤولين اعلاميين ، يجب ان نلتفت الى انه في بعض الحالات بامكان النزاع في وسائل الاعلام ان يفضي الى اثارة الحروب، واليوم وبسبب الرقابة الاعلامية التي يمارسها الكيان الصهيوني، فان السياسات الفظيعة التي ينفذها هذا الكيان في الاراضي الفلسطينية المحتلة لايتم عكسها بشكل صحيح الى العالم".
واضاف يجب ان "نعرف بان بعض الاحداث هي من فبركة بعض وسائل الاعلام بعينها، ونحن في وسائل الاعلام الاسلامي نستطيع من خلال التضامن ، تغيير جوهر انباء الاعلام الغربي كما يتحتم علينا عدم التعامل بسذاجة مع الاحداث".
https://telegram.me/buratha