التقارير

السعودية على شفا الثورة؟

1638 08:17:00 2012-10-29

 

الثورة آتية الى السعودية لا مَحالة. جميع المعطيات والأرقام تشير الى ذلك. التاريخ، الفكر الاستبدادي، الفقر، انعدام المساواة، التركيبة الاجتماعية، الخلافات المقبلة على الحكم… جميعها عوامل تؤكّد أن الثورة التي عمل آل سعود على تأجيلها منذ انتفاضات الربيع العربي، في طريقها الى ربوع المملكة، لكن السؤال هو متى، وكيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع التحدي الأكبر عندما ينفد الوقت ويبدأ انهيار أكبر شركائه الشرق أوسطيين؟

كل تلك المعطيات عالجتها الصحافية كارين إليوت هاوس في كتابها عن السعودية «On Saudi Arabia:Its People, Past, Religion, Fault Lines and Future». شرحت بشكل تفصيلي عوامل تفجر الثورة داخلها ثم انهيارها، ومكونات شعبها وتاريخها ودينها والخطوط الحمراء ومستقبلها. قدمت صورة قاتمة عن البلاد التي تغلي بالتوترات والغضب الداخليين.

وينقل تقرير لموقع «مونيتور» عن الكتاب، الذي صدر حديثاً، أن أكثر من 60 في المئة من السعوديين هم دون العشرين، غالبيتهم لا تملك الأمل في الحصول على وظيفة. 70 في المئة من السعوديين غير قادرين على تملك منزل. 40 في المئة دون خط الفقر.

ويُعَدّ أفراد الأسرة المالكة، الأمراء والأميرات، أكثر من 25 ألف فرد، ويملكون غالبية الأراضي والمصالح القيّمة، بما أن النظام يقدر لكل منهم راتباً وثروة. وأكثر، المملكة لا تأكل مما يزرع أبناؤها، ولا تلبس مما يصنعون، حياة المملكة تقوم على عمل العمال الأجانب. الـ 19 مليون سعودي يعتمدون على 5.8 ملايين عامل أجنبي لتسيير الأعمال.

وبحسب هاوس، فإن الاختلافات بين الأقليم، وحتى «العنصرية الإقليمية»، «هي واقع يومي في الحياة السعودية». فأهل الحجاز في الغرب والشيعة في الشرق مستاؤون من أسلوب الحياة الصارم للوهابية، الذي فُرض باسم القرآن في صحراء نجد الوسطى.

إضافة إلى ذلك، بات التمييز الجنسي، وهو ضرورة بالمفهوم الوهابي، مشكلة متنامية، بعدما أصبحت المرأة السعودية متعلمة ومن دون أمل في الحصول على عمل. 60 في المئة من المتخرجين السعوديين نساء! لكنهم لا يشكلون سوى 12 في المئة من القوى العاملة.

ثورة في السعودية، لن تكون مماثلة في أي بلد عربي. ثورة في السعودية تعني ثورة في ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، بما أن برميلاً من أصل 4 ينتج هناك.

إضافة الى ذلك، فإن التحالف الأميركي السعودي هو الأقدم في المنطقة، يعود الى عام 1945 حين التقى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت مع مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود وأبرم معه صفقة النفط مقابل الأمن. أما اليوم، فإن الولايات المتحدة بحاجة الى السعودية أكثر من أي وقت. صادراتها النفطية من المملكة. التحالف مع مصر (بعد الانتفاضة) بات مشكوكاً فيه. العراق ينحو باتجاه ايران. والسعوديون هم حلفاء أساسيون للأميركيين في الحرب على «القاعدة» في اليمن وغيرها؛ فالاستخبارات السعودية ساعدت في إحباط هجومين على الأقل للتنظيم داخل اميركا منذ 2010. هذا إضافة الى اهمية الدعم السعودي من أجل احتواء إيران.

رغم هذه الأهمية لآل سعود بالنسبة إلى واشنطن، هناك في المقابل مصدر للقلق. الاستخبارات الأوروبية تقول إن أغنياء السعودية لا يزالون الممول الأول للجماعات الأصولية الإسلامية، ومن ضمنها «طالبان» الأفغانية و«لاشكر طيبة» الباكستانية. كذلك فإنها ساعدت نظام جارتها الصغيرة البحرين على سحق الانتفاضة الديموقراطية في الجزيرة التي تستضيف الأسطول الأميركي الخامس.

ومن الناحية التاريخية، المملكة السعودية هي الدولة الثالثة التي أنشأها آل سعود. الدولة الأولى تأسست عام 1745، لكنها انهارت بسبب التدخلات الخارجية والخلافات الداخلية على ولاية العرش. والثانية تأسست في عام 1824، والثالثة هي الدولة الحالية المؤسسة في عام 1932. والثلاث بُنيت على تحالف بين أسرة آل سعود وفكر محمد بن عبد الوهاب. ومعلوم أن هذا التحالف شكل عماد تماسك المملكة واستقرارها حتى الوقت الراهن.

وقائع وأرقام تعرضها كارين في كتابها، الذي تشير فيه إلى أن المملكة كانت محظوظة في الآونة الأخيرة بقيادات جيدة. لكن الدولة الثالثة لآل سعود، على موعد مع مواجهة غير مسبوقة في خلافة العرش. وتقول إن التاريخ غير مشجع أيضاً، فالدولة الثانية انهارت بسبب خلافات على السلطة في أواخر القرن التاسع عشر. اضافة الى ذلك، فإنه كلما نجحت الثورات في العالم العربي، اقتربت الثورة أكثر من أبواب آل سعود، لأن السعوديين سيطمحون بدورهم الى حكومة أكثر ديموقراطية.

لكن الكاتبة تحذر من أن هذه الثورة قد تأتي من الأصوليين الغاضبين من التحالف مع الأميركيين. وتقول إن هناك سيناريوات مختلفة لما يمكن أن يحصل في المملكة. الملكيات المطلقة غير قابلة للإصلاح، لذلك فإنه ما إن يبدأ التغيير في الدكتاتوريات العميقة يصعب السيطرة عليه.

عن صحيفة الأخبار اللبنانية/

.................................

5/5/1029

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك