كشفت مصادر تركية مطلعة قريبة من حزب الشعب المعارض، عن وجود ضغوط سعودية وقطرية على رئيس الحكومة «رجب طيب اردوغان»، لتوسيع العمليات العسكرية المتقطعة مع سوريا، الى مواجهة عسكرية واسعة تورط الجيش التركي بتدخل في عمق الاراضي السورية لمسافة 10 – 20 كيلومترا على اقل التقدير لكي تكون منطلقا لاقامة سلطة للجماعات المسلحة وبدء عمليات عسكرية نظامية ضد الجيش السوري وصولا الى هدف اسقاط نظام «الاسد».
وقالت هذه المصادر ان الضغوط التي تمارسها كل من السعودية وقطر على رجب طيب اردوغان مشفوعة باغراءات كبيرة ومنها تكفل كافة نفقات الحرب على سوريا، بما فيها الرواتب التقاعدية للجنود الاتراك الذين يقتلون فيها وتكفل الميزانية المخصصة لرعاية عوائل القتلى وتكريم ذويهم بمخصصات مالية اسنثنائية.
ووفق هذه المصادر فان الضغوط السعودية والقطرية عرضت على حكومة اردوغان مسارين من العمليات العسكرية ضد نظام الرئيس الاسد اما بالاعداد لعمليات عسكرية تنتهي بحرب واسعة على طول الحدود، او على الاقل بفتح جبهة مواجهة مع سوريا مقابل اقليم "هاتاي " والقيام بعمليات قصف يومي مكثف بعمق 10 – 20 كيلومترا لتامين غطاء ناري للجماعات المسلحة يمنع وصول قوات الجيش السوري اليها ويحول دون بسط نفوذه على البلدات والمدن الحدودية كي يمكن الجماعات المسلحة ومن بينها عناصر "الجيش الحر" من التحكم بالارض في تلك المناطق.
وابدت هذه المصادر خشيتها من ان "تكون قطر والسعودية نجحت في تامين قناعات لدى عدد من المستشارين المقربين لاردوغان لدخول مثل هذه المغامرة العسكرية، خاصة وان رئيس جهاز الاستخبارات التركية «حقان فيدان» الذي يمتلك علاقات متينة مع المسؤولين السعوديين والقطريين من المؤيدين لبدء عمليات واسعة ضد سوريا باستغلال قضية سقوط قذائف سورية على الاراضي التركية، ذريعة لتنفيذ هذه العمليات".
وقالت هذه المصادر: ان السعودية تقوم بالاضافة الى جهودها الدبلوماسية السرية لتحقيق هذا الهدف، باستخدام وسائل اعلامها لتحريض حكومة اردوغان على شن حرب شاملة مع سوريا واستندت هذه المصادر بذلك الى مقالات وعناوين مثيرة تحض على حرب تركية سورية، ظهرت يوم 6 و7 اكتوبر الماضي في صحيفتي "الشرق الاوسط" و"الحياة" الممولتين من المخابرات السعودية، بالاضافة الى اسلوب مماثل في التحريض ظهر في شاشة قناة "العربية" و قنوات تلفزيونية لبنانية تابعة لاحزاب ممولة من السعودية.
واظهرت هذه المصادر نسخ من صحيفتي الحياة والشرق الاوسط الصادرتين في لندن، وكان من بينها مقال للاعلامي السعودي القريب من المخابرات السعودية والمدير السابق لقناة العربية «عبد الله الراشد» نشرته جريدة الشرق الاوسط في السابع من اكتوبر الماضي، ووضعت خطوط تحت بعض فقراتها، وقالت هذه المصادر: "اقرا هذه العبارات لتعرف حقيقة الموقف السعودي المحرض على اثارة حرب تركية – سورية شاملة، انها والله جريمة ما بعدها جريمة ان تقوم دولة يدعي ملكها انه "حامي الحرمين" باشعال حرب بين دولتين اسلاميتين، وهذا مما يعزز قناعات الاتراك المعارضين للحرب، ان قطر والسعودية تنفذان مشروعا اسرائيليا لنصب فخ وكمين لتركيا بشعبها وارضها لتورطها في حرب لارابح بها الا اسرائيل فقط.
واضافت هذه المصادر: سجلوا هذه الفقرات من مقال الاعلامي المقرب من البلاط الملكي السعودي والمقرب من المخابرات السعودية عبد الله الراشد كيف يحث اردوغان على استغلال حادثة سقوط قذيفة المورترز لشن هذه الحرب، وما يلي جزء من مقال نشرته له الشرق الاوسط يوم امس الاحد السابع من اكتوبر:
"لا أدري إلى أي مدى يفهم المسؤولون الأتراك حجم الضرر الذي أصابهم في العالم العربي من وراء سوريا، القضية والمواقف، إضافة إلى ما سبقها. لكنني واثق بأنهم أقدر من غيرهم على حساب مصالحهم، ويعرفون أن لهم دورا مهما يلعبونه لم يفعلوه بعد، ونحن لا نفهم لماذا"؟
وايضا قال الراشد: "الخيبة الأكبر كانت سوريا، فالحكومة التركية أخذت مواقف قوية ضد نظام بشار الأسد، وأطلقت تهديدات متتالية ضده بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي ترتكب. لكنها وقفت مكتوفة الأيدي عبر الحدود لأكثر من عام من بدء المجازر".
ومما جاء في مقالة الراشد: "ولا يزال هناك أمل كبير أن يكون لتركيا تحت حكم أردوغان دور كبير في سوريا، بإنقاذ الشعب السوري، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من استعجال وحركة. تركيا أقوى عسكريا من كل الدول العربية، ولها حدود مباشرة مع سوريا، بخلاف السعودية ومصر".
وقال الراشد في مقاله: "نعرف أن مصلحة تركيا العليا أصبحت مرتبطة بسقوط نظام الأسد".!!
وأکدت المصادر ان حزب الشعب المعارض سيبذل كل جهوده لمنع وقوع هذه الحرب، لانها ستؤدي الى التسبب بكوارث امنية واقتصادية على تركيا بالاضافة الى سفك دماء الجنود الاتراك والسوريين خدمة لمشروع اسرائيلي - امريكي على حساب امن واستقرار وتنمية دول المنطقة.
..............
4/5/1009
https://telegram.me/buratha