لم يكن تجمع النحالين من مدن الديوانية والنجف، من كرميان وجمجمال، من ديالى و البصرة، من سنجار و بغداد، من اربيل و جنديان و دهوك وزاخو ممكنا لو لا اقامة هذا المعرض، ولم يكن ممكنا ان يلتقى هذا العدد من النحالين في دهوك لو لا دعم مديرية الزراعة لاقامة المعرض السنوي الثاني للعسل هكذا وصف احد المشاركين مع وجود الكثير من التحديات التي تواجه تربية النحل.
مهرجان دهوك الثاني للعسل، لم تعرض فيه فقط انواع العسل التي تجاوزت المئة بل تعدى الامر الى اقامة المحاضرات والندوات حول افضل الطرق لتربية النحل وأدامتها ووقايتها من الامراض حسبمل يقول خورشيد بيرومةرى رئيس جمعية نحالي دهوك.
مهرجان العسل الثاني في دهوك الذي بدأ اليوم الثلاثاء 2 تشرين اول ويستمر لغاية ال 4 منه 2012 يعد تظاهرة مهمة لعموم النحالين من العراق واقليم كوردستان حيث يشارك فيه اكثر من مئة شخص من النحالين ومن المهتمين ببيع المستلزمات الخاصة بتربية النحل، يقول خورشيد " المعرض هذه السنة له اهميته لأنه يجمع عدد كبير من النحالين من مختلف مدن العراق، وسيساهم بالتأكيد في تسليط الضوء على مشاكلهم ومقترحاتهم لتطوير هذا القطاع المهم"
خورشيد اشار ان دهوك تتصدر قائمة النحالين في العراق اذ يبلغ عددهم ( 3283 ) نحال بينهم ( 400 ) من النساء يشير الى تطوير هذا القطاع ونأمل ان يكون المعرض منفذا للتسويق و كذلك معالجة المشاكل التي تعترض تطوير هذه الثروة الكبيرة للبلاد.
المشاركين من مختلف مدن العراق ابدوا سرورهم بالمشاركة في دهوك معتبرين انها فرصة لكسب المزيد من الدعم لتطوير هذه الثروة الوطنية ولتوحيد الرأي حول وضع قانون خاص لتطوير صناعة العسل في العراق ووضع قانون حول التعامل مع العسل المستورد ، كما يقول منتصر مياح الحسناوي امين سر اتحاد النحالين العرب التابعة لجامعة الدول العربية ومسؤول جميعة النحالين في النجف.
ويضيف منتصر " لدينا مشكلة كبيرة لأنه لايوجد اي مختبر لفحص جودة العسل التجاري الذي يغزو الاسواق ولاتوجد رقابة تجارية محلية عليه كما نعاني من عدم وجود مراكز ابحاث لدراسة امراض ومشاكل النحل و الجمعيات والمؤسسات الموجودة لاتتعدى من كونها مراكز توعية فقط"
ويضيف " وصلنا صوتنا حتى الى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي لوضع حد لهذه المشاكل الى انه لم يحدث اي تغير بعد ، لأنه لابد من تشجيع صناعة العسل وتربية النحل، لأنه صناعة تنموية مهمة تأثرت كثيرا بالجفاف و العواصف الترابية وقلة المساحات الخضراء".
المعرض الذي يشارك فيه مئة نحال ويقام بدعم من مديرية الزراعة في دهوك قال محمد ابراهيم ئاميدي مدير اعلام الزراعة في دهوك ان " هذا جزء من الدعم الذي توفره المديرية للنحالين، والتي خصصت القاعة ومستلزمات المعرض و الدعاية الاعلانية ايضا"
واضاف ئاميدي " هذا الدعم يأتي نتجية خطط وجهود مديرية الزراعة لتطوير هذا القطاع حيث يتم توفير صناديق لتربية النحل وخلايا النحل الحديثة ايضا".
عسل سنجار مختلف المذاق
بالقرب من المنظدة التي عرض عليها نحالي سنجار عسلهم كان احد زائري المعرض يتذوقها بلهفة قائلا " فعلا مذاقه مختلف، و طعمه شهي جدا"
هنا اردف النحال جاسم محمد صالح الذي يعمل في المهنة منذ حوالي عشرون عاما في قضاء سنجار " نعم يختلف مذاق عسل سنجار لأنه هناك نباتات وحشائش في جبل سنجار لاتوجد في غيرها من المناطق تتميز بقلة احتوائها على المواد السكرية مثل ( رشك، نبات الغزال، كمبر، زعتر، جاتر )ولذلك تختلف حتى رائحة عسل سنجار".
ويشير جاسم " المعرض فرصة مهمة لنتعرف على اليات العمل في قطاع تربية النحل في مختلف محافظات العراق، و لابد ان تتضافر الجهود لوضع حد في استيراد العسل التجاري، خاصة ان الكثير منه مغشوش ويؤثر على الناتج المحلي ، حيث دخل مؤخرا العسل الايراني وكذلك الصيني الرديء النوعية"
قريبا لن يكون هناك عسل محلي
الجفاف والعواصف الترابية و سوء ادارة هذا القطاع و عدم وجود قوانين للتعامل مع العسل التجاري ومختبرات على الحدود لفحص جودة ونوعية العسل هي ابرز المشاكل التي اشار اليها النحالين، لكن النحال شريف اسماعيل علو قال " رغم ان المعرض فرصة مهمة للتعاون والتعرف على الاساليب الحديثة لتربية النحل ألا انه لابد الاشارة ان استمرار العواصف الترابية، والجفاف وتراجع المساحات الخضراء ينذر بالخطر"
يقول شريف " الانتاج وفق الوضع الحالي للطقس سيكون قليل جدا وأتوقع ان لايبقى ناتج محلي للعسل قبل نهاية هذه السنة بسبب استمرار الجفاف وتراجع المساحات الخضراء، ففي هذه السنة كان الناتج المحلي في السهول افضل بسبب توفر الحشائش الكثيرة، فيما في المناطق الجبلية في تراجع مستمر"
واضاف شريف " رغم الدعم الحكومي الكبير من قبل المحافظة لتنمية قطاع العسل ودعمها لاقامة المعرض ألا ان الواقع بحاجة الى خطوات جادة كبيرة لزيادة تنمية هذا القطاع ، لأنه يوفر موارد مالية كبيرة".
14/5/1005
https://telegram.me/buratha