موقع المسلة
حين وصل الى النجف استبشر البعض خيراً: شاب متطلع ومتحضر، عايش الغرب، وترك "نعيمه" كي يقحم نفسه في مخاطر بلاد تحاول ان تستنهض نفسها من كبوات كثر . لكن.. ووراء كل لكن استدراك قد لا يسر، آلت الامور حد اختلاقه وفاة شقيقه المتهم بالفساد.
عدنان عبد خضير الزرفي المولود في العام 1966، بالكوفة، هرب الى مخيم رفحا بالسعودية بعد انتفاضة 1991، ومنها غادر الى امريكا. وقيل انه دخل السجن بالسعودية بعد اتهامه بمقتل شخص اشتبه بكونه مندساً من مخابرات صدام . لكن انصاره يعدون ذلك ملمحا يستحق الاشادة، كونه دليلا على قوة معارضته "للبعثيين الصداميين". الزرفي اليوم مطلوب دم لعائلة ذلك القتيل.بعد اسقاط صدام، عيّنه الحاكم الامريكي بول بريمر محافظا للنجف،كان مقربا جدا من روبرت فورد راس السلطة المدنية في النجف انذاك، بدأ عهده ملتزما دينيا من دون تطرف، ومنفتحا، ولكنه متحفظ ازاء فكرة الفيدراليات على اساس طائفي.قادر على فتح الخنادق، ولا يأبه بردمها كثيرا. شهدت ولايته الاولى اشتباكات مسلحة مع عناصر"جيش المهدي"، ومازال الغل ازاءه يمور في صدور الصدريين. اما المجلس الاعلى فلا يطيقه.كان يدعو الامريكان للقضاء على جيش المهدي ويتفاوض مع عناصره في آن واحد، (وهو يسعى اليوم لنيل دعم الصدريين!).لم تنته الاشتباكات التي دمرت النجف القديمة إلا بمسيرة سلمية حاشدة انضم اليها اهالي النجف، ومن ثم المرجع السيستاني والتي سميت فيما بعد (فك الطوق).وبعد انتهاء ولايته الاولى وتوليه منصب وكيل وزارة الداخلية للشؤون الاستخبارية، عرضت احدى القنوات اعترافات لآمر فوج طوارئ النجف, كشفت عن انتهاكات انسانية ومالية في ولاية الزرفي، لكن الاخير أنكرها محملاً المجلس الأعلى مسؤولية ترويجها.عاد ثانيةً محافظا للنجف. وزع ابو جعفر، وهذه كنيته، 100 قطعة سكنية وسط المدينة لشخصيات من حركته المسماة "الوفاء للنجف" ويحاول حاليا تغيير اسمها الى "الوفاء العراقي"، بعد ان فتح مكاتب لها في عدد من المحافظات.يتداول ابناء النجف ان للزرفي مكتب استخبارات خاصا بالتعذيب. وأكد ذلك شهود عيان تعرضوا لانتهاكات على يد جهازه الذي منح عناصره الحماية من القانون والعرف العشائري.العام الماضي فُصل الزرفي من كلية الفقه (قسم الشريعة) بسبب الغيابات .. لم يرضخ الاساتذة لسطوته. لديه شركة تكسي النجف، اضافةً الى احتكاره تكسي المطار.
منح 10 اجازات استثمار لبناء مجمعات سكنية يضم كل منها 445 وحدة سكنية ولكن بصفقتين، خلافا للقانون والمناقصات لشركة يديرها احد مستشاري سياسي لبناني. والثمن انه يدخل دوما بصفة شريك، حتى ان تسمية "عدنان عمولة" لم تعد تنطبق عليه لان اذرعه الاخطبوطية اصبحت اكبر منها حجما.
امتد نفوذه الى بغداد، حيث تقوم الشركة نفسها (روتام) التي هو شريك فيها، ببناء دار الاوبرا (وتقع على شاطئ دجلة مقابل السفارة الايرانية في الصالحية). وثمة اتهامات بأن المشروع لم يخضع لشروط منح وإعلان العطاءات والمنافسة.ويمتد الامر الى اشقائه. اذ اقترض شقيقه عماد واسمه الاميركي "مايكل" وهو يحمل الجنسية الاميركية مبلغ مليونيَ دولار من مصرف امريكي وجهات في الامارات وبريطانيا بحجة استثمارها في شركة مقاولات يملكها. وفي 2006 اعلن عدنان الزرفي وفاة شقيقه عماد وهو نفسه (مايكل) الموجود حاليا في العراق، لكنه لا يظهر في محافظة النجف!اما شقيقه الثاني مازن فقد صدرت مذكرة اعتقال بحقه من البوليس الدولي (الانتربول) بتهمة الاحتيال والحصول على اموال ضخمة عبر ايهام شركات عالمية بالاستثمار في النجف. لكن المذكرة حُفِظت في مديرية شرطة المحافظة. ويتولى مازن الان ادارة قناة "الوفاء للنجف" التابعة لحزب الزرفي. ولقريبه الملازم الدمج علاء الزرفي (الخط الأول لحمايته) مع اخيه الطالب وصهره حصة في المقاولات.وشاع في الاوساط النجفية حديث عن صفقات فاسدة في مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2012، وانه يمتلك 40% من شركة روتام التركية للمقاولات التي احال لها تنفيذ المشروع بمبلغ 96 مليار دينار، في حين تقدمت شركات عالمية متخصصة لتنفيذ المشروع، بينها شركة ايرانية رفض عرضها لتنفيذ مشروع النجف بـ 24 مليار دينار. لكن ممثل شركة روتام التركية بالنجف واسمه وسيم انكر تلك الاتهامات.بيد أن المرجعيات الدينية اعترضت على المشروع أيضا جراء الفساد، بعد ان تم تخصيص 500 مليون دولار لمتطلباته، ثم اعلنت اللجنة المشرفة تأجيله. ولكن بذريعة المشروع سيطر الزرفي على فضائية النجف، وعلى التعيينات فيها. وقبل مدة طلب من حرسها إخراج النائب عبد الحسين عبطان من مبناها عندما زاره.سيطر الزرفي، كما أشيع على أموال مطار النجف هو ورئيس مجلس المحافظة فائد الشمري واستوليا على ادارته.محافظ النجف مجهول المؤهلات، فلا شهادة ولا تحصيل اكاديمي معلن عنه، ما عدا اجادته للانكليزية. يعاني من مرض سرطان الدم، وذهب للعلاج عام 2010 الى امريكا لثلاثة أشهر، لكن خصومه يقولون انها كانت "اشهر اجتماعات مع عناصر السي اي ايه الذين يحرص على ان يكونوا اول من يلتقي بهم باميركا".يبدو "ابو جعفر" استعراضيا بامتياز. فاللوحات الحاملة لصوره تنتشر في الكثير من شوارع النجف. ولديه ولع بعبارة: "برعاية السيد محافظ النجف ..."، حتى اصبحت العبارة موضع تندر ابناء المدينة: "برعاية السيد المحافظ.. يقوم زبالو النجف بجمع الزبالة".يدأب على الجلوس مع الشباب في المقاهي (لكنهم يحسدونه على كثرة زيارته ثانويات البنات)، وحضور مجالس وندوات شعبية ورسمية والاستماع لشكاوى المواطنين. وثمة حساب على الفيسبوك، تحت مسمى غير مألوف: "نعم وبكل فخر الى عدنان الزرفي محافظ النجف"! وهو صفحة تتغنى بـ"انجازاته" وجولاته التفقدية.
لديه طاقم حماية على النمط الأمريكي، يرتدي افراده الزي الموحد ونظارات سوداء، حتى في الليل، وحتى عند انطفاء الكهرباء. روّج لاستفتاء لم يتعد المشاركون فيه الـ 250 فردا وكانت نتيجته اختياره افضل سياسي للعام 2011 في النجف. وفي العام الحالي احتفل بنتيجة استطلاع لمنظمة مغمورة تقول انه افضل محافظ في العراق.
https://telegram.me/buratha