مسحت دموعها وصمتت .. لملمت ما تبقى من أحزانها بعباءتها الجنوبية ثم التفت قائلة " حين تفقد المرأة زوجها تكشر الذئاب انيابها ، والكل يعزف لها حتى يحظى بمبتغاه ".
وتضيف " من اصعب الاشياء على المرأة المتزوجة ان تستيقظ في الصباح فلا تجد ،غير صورة له معلقة على الحائط وذكريات تستردها عين دمعت ، كانت بالامس فرحة بمن امامها ، زوجاً يدخل عليها ويملأ البيت حباً وطمأنينة ، رغم متاعب الحياة ".
وايمان البالغة من العمر /34/عاما لم تجد بدا من الخضوع الى ما اراده المجلس المحلي في مدينة السماوة من ضرورة ختم المختار ، فيما تؤكد مديرة دائرة المرأة ان الختم هو حلقة زائدة ، وغير مبررة. ايمان فقدت زوجها خلال احداث العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد عام 2006 ، و روت فقدان زوجها قائلة " كان لدى زوجي سيارة يخرج بها كل يوم ، ولكن في احد الايام خرج ولم يعد وفقدنا الاتصال به ".
واشارت الى ان عائلتها ما تركت مكانا الا وسألت به عنه من دون الحصول على اي معلومة تؤدي الى مكان زوجها. وتتابع ايمان وهي تقلب باوراق معاملة الراتب التي تم تخصيصه لها مؤخراً " من الصعب على المرأة ان تعيش مع اطفالها وهي تجلس في البيت خاصة اذا لم يكن لها اخوة او احد من اهل الزوج يعتنون بها " مبينة ان لديها خمسة ابناء ، هم ثلاث بنات وولدان. ولم تكمل هذه المرأة دراستها الابتدائية حيث تركت المدرسة لتعين امها في البيت ، قائلة " لم اعد استوعب المواد ولذا تركت الدراسة وجلست في بيت اهلي لاعين والدتي على الامور المنزلية ".
وتؤكد انها بحثت عن وظيفة حتى لو كانت عاملة تنظيف في إحدى دوائر الدولة بعد فقدان زوجها ووجدت ان الدنيا اخذت تضيق عليها والاهل اخذوا يتململون مني ومن ابنائها ، فاخذت تبحث عن وظيفة دون جدوى. وتقول ايمان ان راتب الرعاية الاجتماعية قليل ولا يكفيها ، لكنها استطاعت الاقتراض من احدى صديقاتها لشراء ماكنة خياطة ، منوهة الى ان الاولاد والبنات حرموا من الكثير من نعم الحياة.
امام دائرة شؤون المرأة في محافظة المثنى والتي هي عبارة عن منزل ، تجلس مديرة الدائرة خلف مكتبها البسيط حاملة كلمات التطمين للمطلقات والارامل ، ولكنها في الوقت ذاته تشكو من بعض الاجراءات التي تتبعها مؤسسات حكومية بخصوص تمشية المعاملات الخاصة برواتب المطلقات والارامل.
تقول وداد الموسوي مديرة شؤون المرأة في المحافظة " بعض المؤسسات تصر على نظام معين كوجود ختم المختار مع اننا لا نطالب بذلك ". وتضيف " ان المسافة بين دائرة المرأة والمجلس البلدي طويلة تتطلب استئجار سيارة اجرة ومن ثم رحلة البحث عن المختار وهذا صعب بخاصة اذا كانت امرأة كبيرة او شابة مطلقة او ارملة ".
وتوضح " ان هناك نساء يتعرض للمضايقات من قبل بعض الاشخاص ، وتحاول الدائرة من جهتها قدر المستطاع تقليل متاعب النساء للحفاظ عليهن من السيئين ، لكن اختلاف التعليمات يمنع ذلك ". واشارت الى أن " حجم الخدمات التي تقدمها الدائرة للنساء المسجلات لديها ، كبيرة لكنها غير كافية كونها لا تلبي الطموح ". وناشدت الموسوي مجلس النواب الضغط باتجاه زيادة الحصة المخصصة للمحافظة وزيادة أعداد المشمولات بالرواتب قياسا بمحرومية المحافظة .
واكدت إن " الواقع المعاشي للمطلقات والأرامل في المحافظة مأساوي وينذر بتفاقم الأزمات التي يمررن بها ، كون الراتب الذي يتسلمنه غير كاف ولا يسد الحاجات الأساسية المنزلية ". وتابعت " قدم الينا نحو 3500 طلب من قبل الأرامل والمطلقات ولم نتمكن من شمولهن حتى الآن لعدم كفاية التخصيصات المقررة لمحافظتنا ". ونوهت الى ان " أعداد المسجلات لدى الدائرة يصل إلى15 ألف امرأة من مختلف الشرائح (المطلقات والأرامل ويتيمة الأبوين وزوجة السجين والمعوقات والشلل الرباعي والكفيفة) وتتراوح رواتبهن بين 25 - 100 الف دينار ". وذكرت ان لجانا مختصة تقوم بزيارة ميدانية لكل متقدمة بطلب الحصول على الراتب ، فيما تقوم الدائرة بزيارات موقعية للعوائل التي تسكن في منطقة الطمر الصحي حيث يتفاجأ المرء بالواقع المرير الذي تعيشه الأسر في تلك المنطقة.
8/5/1001
https://telegram.me/buratha