الاخبار" مكتب بغداد - مدينة بعقوبة واحدة من المدن العراقية التي قتلت على الهوية خلال العام الماضي و تم تهجير سكانها الكورد الفيلية والعرب الشيعة عقب تقتيل عشوائي للمئات من ابناءهم وتدمير او تفجير كل المراقد والمزارات الشيعية عقب تفجير مرقد الاماميين العسكرين (ع) في مدينة سامراء في 22 شباط 2006 .
مدينة بعقوبة التي تقع الى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد ولا تبعد عنها سوى 55 كم فقط ,ابتليت ومنذ الايام الاولى لسقوط النظام الطاغوتي السابق بنشاط مكثف من الخلايا المسلحة المرتبطة بشكل او باخر بتنظيم القاعدة الارهابي بعدما وجدت مواطئ قدم وحواضن دافئة ومنتجة لها في اوساط العشائر والتنظيمات السنية التي اعتقدت بانها خسرت حكم العراق الى غير رجعة , فراحت تعرقل بشتى السبل والوسائل استتباب الامن وسيادة القانون فيها ,فحولوا المدينة الوادعة الى مقبرة تنبعث منها روائح الموتى .
وقد يتسائل سائل ,كيف نشا وترعرع الارهاب الديني في مدن ديالى الى الحد الذي فضل المقبور الزرقاوي ترك الرمادي والفلوجة والاختباء بين ظهراني العشائر العربية السنية في بلدة هبهب (احدى بلدات مدينة الخالص التابعة لمحافظة ديالى ) وحتى الزواج من احدى ماجداتها ! . ولاننا لانرغب في نشر تقريرنا هذا في اكثر من موقع مثلما يرغب الاخ جواد كاظم خلف( http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20070303-26200.html)
,ولاننا من اهل ديالى , واهل ديالى ادرى بشعابها ,كان لابد من العودة الى الوراء قليلا, والى بداية الثمانينيات تحديدا , لنتمكن من الاجابة على هذا التسائل, حيث شهدت الحدود الشرقية لهذه المحافظة (وهي الحدود الشرقية للعراق ) وبدءا من شمال بلدة قورتو في مدينة خانقين وانتهاءا بجنوب هنجيرة في بلدة قزانية التابعة لمدينة مندلي, رحى قادسية صدام المجنونة ومارافقتها من مظاهر عسكرة المجتمع المحلي التي دفعت بالالاف من شبابها التطوع في الجيش العراقي ,ولان لابناء ديالى دور سابق في ثورة العشرين ( حزيران 1920 ) ,استطاع صدام حسين استمالة السواد الاعظم من هولاء المتطوعين لاسيما القرويون منهم في التوجه نحو الاستخبارات والامن والمخابرات والاجهزة القمعية الاخرى ,(وانا اتذكر شخصيا ان 60 % من ضباط الشرطة والامن والمخابرات والاستخبارات في محافظة كربلاء في عام 2002 كانوا من اهل ديالى ) ,وبعد سقوط الطاغية وتعمد الادارة المدنية والعسكرية الامريكية في حل الجيش العراقي (اعتقد بان العملية هذه لم تكن خطأ تكتيكيا او ستراتيجا وقعت فيها امريكا , بل كانت خطوة خبيثة و مدروسة بعناية تامة,الهدف منها ما تحقق لاحقا ) ,اصبح هولاء العسكريون النواة الاولى والارضية الخصبة لتشكيل الخلايا المسلحة للتنظيمات الارهابية .
والكل هنا في بعقوبة , يتذكر كيف تحول البعثيون وفدائيو صدام والعسكريون المخلصون !! من حماة للوطن الى قطيع من السلابة ينهبون ما تقع ايديهم عليها في معسكراتهم من اسلحة واعتدة وذخائر وتخزينها في منازلهم في عمق القرى التي ينحدرون منها , ثم شراء الاسلحة الاخرى من سوق بعقوبة , بينما الكورد والشيعة منشغلون في التنافس على المناصب الحكومية ومجالس البلدية في مدن المحافظة , وتشكيل منظمات المجتمع المدني وغيرها من النشاطات السياسية الاخرى التي جعلتهم مكشوفين امام الناس , في الوقت الذي بدأ العسكريون هولاء في اعادة تسليح و تنظيم خلايا الفدائيين في مسميات جديدة تمشيا مع الظروف السائدة والمد الديني وخطابته المتشددة .
محافظة ديالى تتألف من 5 مدن كبيرة هي بعقوبة (مركز المحافظة )وخانقين والمقدادية وبلدروز والخالص, يسكنها خليط متجانس من العرب والكورد والتركمان ,وتتباين نسبهم في المدن المذكورة, فبينما الغالبية الكوردية هي السائدة في مدن خانقين ومندلي ,تكاد ان تتساوى العشائر التركمانية والكوردية والعربية في مدن السعدية وجلولاء وقزانية ,وتواجد لاباس به من الكورد والتركمان في مراكز المدن الاخرى تبعا للوظيفة والعمل وحتى التزاوج .
من المهم هنا, ان نشير الى ان غالبية الكورد المتواجدين في مدن ديالى هم من الشيعة ويطلق عليهم (الكورد الفيلية ),وان العديد من العشائر تضم اكرادا وعربا وتركمانا وشيعة وسنة في صفوفها وعشيرة البيات مثلا دليل واضح على ما نقول ,اما مدن المحافظة الاخرى فان العشائر العربية هي السائدة , وتختلف في انتماءاتها المذهبية ,ويمكن الاشارة الى ان العشائر العربية التميمية التي تستوطن مدن المقدادية وبلدروز هي من الشيعة بينما العشائر العربية من الجبور المتواجدين في المقدادية هم من السنة ,يقابلهم عشائر شمر الشيعية في كنعان والعبيد السنية في الخالص والعظيم ,وعتبة الشيعية في بلدروز والمهداوي والخيلانية السنة في المقدادية, فضلا عن العشرات من العشائر العربية الاخرى التي تتوزع ولاءاتها المذهبية بين الشيعة والسنة بنسب متفاوتة ويستوطنون مراكز تلك المدن منذ نشوءها .
هذا التنوع المذهبي والقومي الذي كان الى وقت قريب (مطلع السبعينيات )عامل قوة وتماسك اجتماعي ,نجح المقبور صدام حسين في فك اواصره من خلال ابعاد ابناء العشائر الكوردية والشيعية من المناصب الحكومية المهمة والاجهزة الامنية والعسكرية, وممارسة سياسية التطهير العرقي للكورد في مدن خانقين ومندلي (عام 1975) وتعمد تهجيرهم من قراهم على الشريط الحدودي مع ايران واسكان العرب محلهم , والذي ولد احتقانا مذهبيا وقوميا خفيا ,سرعان ما ظهرت على السطح بوضوح وعلانية بعد زوال الدكتاتورية ,من خلال سيطرة ابناء الشيعة والكورد على المناصب الحكومية والامنية و انزواء العرب السنة تبعا للفتاوى الدينية والسياسية التي دأبت مراجعهم على اصدارها على مدار الساعة والقاضية بحرمة المشاركة في العمل السياسي تحت ظل الاحتلال!!!!.
خلال اشهر نيسان ومايس وحزيران من عام 2003, بذلت قوات متعددة الجنسية جهودا مضنية في اقناع عدد من العرب السنة في المشاركة في الحوارات التي شرعت بها لتشكيل مجلس محافظة وانتخاب المحافظ بدلا من السادة رياض العودة وهشام شحاذة الذين تولا ادارة المحافظة مؤقتا ,الا ان هذه الجهود كانت تصطدم باحلام التسلط والفوقية التي اعتادوا عليها طيلة العقود الثلاث الماضية .
ومن المهم هنا ان نورد شهادة ضابط كبير خدم في شرطة ديالى واطلع بحكم منصبه على الكثير من مجريات الامور في محافظة ديالى حيث يقول " ان الجزء الاكبر من مسؤولية تردي الاوضاع الامنية في المحافظة ,يتحملها قادة قوات متعددة الجنسية المتعاقبون ومحافظا ديالى رعد رشيد الملا جواد و سلفه الدكتور عبد الله حسن الجبوري". مضيفا ""ليس من الانصاف ان نحمل قادتنا في الشرطة والجيش مسؤولية استفحال القاعدة وخلاياها في مدن المحافظة ,فقد كنا ومنذ الايام الاولى وحتى تشكيل مجلس المحافظة الاول في 13تموز2003 نحذر من خطورة ترك قادة الجيش والاستخبارات والمخابرات واعضاء الفروع والشعب في الحزب البائد - التي تعج بهم مدن المحافظة احرارا, (بعدما لمسنا منهم النوايا السيئة من خلال لجوءهم الى العمق العشائري والاحتضان المريب من خريجي الحملة الايمانية للدكتاتور السابق وقيامهم بجمع و شراء الاسلحة من الاسواق المحلية بعد ان تركتها قوات متعددة الجنسية سائبة في معسكرات سعد والمنصورية ),الا ان تحذيراتنا هذه كانت تذهب ادراج الرياح ولاتجد لها اذان صاغية عند القادة الامريكان رغم انها كانت موثقة بالصور والبراهين ".
واخيرا استطاعت هذه القوات من جمع 50 وجها عشائريا ومهنيا من مدن المحافظة لاختيار مجلس محلي لادارة المحافظة والذي بدوره اختار في 13 تموز 2003 الدكتور عبد الله حسن الجبوري(عربي سني - عاد الى مهنته في صناعة الاسنان في احدى ضواحي لندن بعد فشله بالمشاركة في الانتخابات الاولى والثانية ,ويقال بانه متزوج من انكليزية شقيقة احد جنرالات بلير ) محافظا, وكل من الشيخ عقيل العادلي(عربي شيعي-- اغتيل بعد 3 شهور من اختياره , في عملية ارهابية في منطقة الكاطون ) ونجم عبود حسين(كوردي سني -- ارتحل الى اربيل ) معاونين للمحافظ رغم اعتراضات الاحزاب والكيانات السياسية التي ملئت يافطاتها مدينة بعقوبة !!!.
الى هنا ,كان افراد القوات الامريكية يتجولون بحرية في اسواق بعقوبة ويتبضعون من محلاتها و(بكالاتها ) دون ان يمسهم (المجاهدون والبعثووهابية )باي ضرر, ومع الايام الاولى من ادارة الجبوري للمحافظة اخذت اقدام البعثيين والعسكريين( المنزويين والمختفيين في القرى والارياف) بالتوجه نحو مبنى المحافظة(مبنى القبة الزرقاء ) زرافات وفرادى .
وفي ظل عدم ممانعة الجنرال ديفيد هوغ امر اللواء الامريكي المسؤول عن مدينة بعقوبة وضواحيها ,وتحت ضغط متواصل من عشيرته وبعض العشائر الاخرى,استحدث الجبوري مكتبا لشؤون العسكرين مهمته اعادة الضباط الى التشكيلات الامنية وافواج الحرس الوطني التي بدأت بالتشكل حينها ,واناط ادارة هذا المكتب بعميد عسكري يدعى محمد العبيدي (يقال بانه اختلس عشرات الملايين من رواتب دفعات الطوارئ لزملاءه في محافظة البصرة ),كما اخذ يستقبل يوميا العشرات من افواج المدرسين والمعلمين البعثيين المفصولين طبقا لقانون اجتثاث البعث ,ونجح الرجل في اعادة الكثير منهم بالتعاون مع قوات متعددة الجنسية ,مما فتح الابواب على مصراعيها لعودة غالبية البعثيين الذين شملتهم اجراءات قانون الاجتثاث,فعادوا مرة اخرى الى ذات الدوائر من شبابيكها بعد ان تم طردهم من الابواب لاسيما في مديرية تربية ديالى ,واطمئنانهم من الانتقام والثأر من ضحاياهم ,وهكذا عادت حليمة الى عادتها القديمة !!,
وهنا نورد جزءا اخرا من شهادة الضابط الكبير " ان الفترة التي اعقبت سقوط النظام وحتى استلام الدكتور عبد الله حسن الجبوري مسؤولية ادارة المحافظة في 13 تموز 2003 وانتهاءا بولايته غير المأسوف عليها , عقب الانتخابات الاولى كانت فترة خصبة لنمو وترعرع الجماعات المسلحة من خلال الدعم والاحتضان من قبل الدكتور الجبوري الذي اوكل هذه المهمة الى العميد محمد العبيدي مسؤول مكتب شؤون العسكرين في المحافظة الذي قام بدور مفصلي خطير من خلال استقطاب الضباط البعثيين واسناد المناصب الادارية والامنية والاستخبارتية لهم ,فاعادوا تنظيم وهيكلية قوتهم للوثوب مرة اخرى ,وهذا ما حصل فعلا بعيد الانتخابات الاخيرة مباشرة وكان المرحوم الشهيد المحامي حسين علوان التميمي قائممقام المقدادية السابق ونائب رئيس مجلس محافظة ديالى اول ضحاياهم ".
واضاف " ومن المحطات المهمة التي يجب الوقوف عليها هنا , عقد ما سمى في وقتذاك مؤتمر اهل ديالى الاول في مايس 2004 الذي رعته ومولته منظمة مجاهدي خلق الايرانية والذي اعتبره المراقبون بانه المثابة الاولى لاعادة تنظيم فرع ديالى لحزب البعث ,ثم اللقاء الموسع لشيوخ ووجهاء عشيرة الجبور في صلاح الدين وديالى التي حضرها محافظ صلاح الين وقتها حسين الجبوري والتي عقدت في قاعة المحافظة (قاعة المجلس الان) بالقبة الزرقاء ,والذين دعيا بصراحة الى عودة البعثين الى مناصبهم ومواقعهم السابقة ,وهذا ما نفذه عبد الله الجبوري طيلة ادارته للمحافظة لغاية اذار 2005".
وكما هو معروف عن البعثيين , السرعة في اقتناص الفرص المتاحة ,استطاعوا في فترة وجيزة في الوثوب واحتلال مناصب امنية وقيادية مهمة في ادارة المحافظة , والتمتع مرة اخرى بالاموال السائبة والاستئثار بالمشاريع الوهمية والمقاولات الورقية ,واستخدام ريعها وارباحها في شراء الاسلحة والذمم من المغفلين والسذج والمغرر بهم, بعدما اخرجوا ذات العباءات التي لبسوها اثناء الحملة الايمانية الكبيرة التي ابتدعها الطاغية صدام ,واستعانوا بالسور والايات القرأنية التي حفظوها في سجون النظام في اطار التخفيف من مدد محكومياتهم ,فاصبح من المعتاد ان ترى امر لواء او مدير امن او ضابط مخابرات او عضو فرقة او شعبة يرتدي ثياب بيضاء قصيرة ويطلق العنان للحيته ويحلق شاربه وهو يتوجه الى المبنى السابق لاتحاد العمال في منطقة المفرق (ساحة اشبيلة )حيث مقر حزب الاسلامي العراقي !! .
ومع اقتراب موعد الانتخابات الاولى ,دخلت مدن المحافظة في حلبة صراع حقيقي بين المؤيدين والساعين لها وبين المعترضين عليها ,الان ان الغريب في الامر ان تكون محافظة ديالى هي الوحيدة في العراق ,التي شارك الحزب الاسلامي فيها واستطاع ان يحرز 14 مقعدا من اصل 41 مقعدا يتألف منه مجلس المحافظة (20 منها للائتلاف العراقي الموحد و7 منها للتحالف الكوردستاني ),وبعد اجتماعات وحوارات متواصلة واتفاقات وضمانات متبادلة ,توصل الفائزون الى اتفاق حول تقسيم المناصب الحكومية الرئيسية في ادارة المحافظة والمجلس على ان يكون المحافظ المحامي رعد رشيد الملا جواد(عربي شيعي ) ونائبه المهندس عوف رحومي مجيد( عربي سني ) ومعاونيه عماد جليل (كوردي سني ) وحافظ عبد العزيز (عربي سني ),فيما يترأس ابراهيم حسن الباجلان (كوردي سني ) مجلس المحافظة ,ونائبه حسين علوان التميمي (عربي شيعي -- استشهد بعد اقل من شهر بتفجير سيارة مفخخة قرب ملعب نادي ديالى , ولم يستلم حتى راتب واحد من المجلس --- وتم اختيار الشيخ ضاري الفهد الاسدي بدلا منه فيما بعد) ,على ان يكون مهدي الجبوري (عربي سني ) مقررا للمجلس .
وهنا لابد من الاشارة الى حدث مهم جدا ,كان السبب في استفحال الارهاب بشكل جنوني ,ونقصد تشكيل غرفة العمليات المشتركة لمحافظة ديالى (مركز التنسيق المشترك للمحافظة ) واناطة مسؤولية ادارته الى ضباط متعاونون مع الارهاب لاسيما مديره العميد تحسين الحيالى ومعاونيه الذين سبق لهم المشاركة بشكل فعال في عمليات الانفال التي جرت في مدن اقليم كوردستان ,وتعمدهم في تشويه الحقائق الامنية الميدانية وعكس الصورة للمراجع العليا بالتعاون مع مسؤوليين رفيعي المستوى في ادارة المحافظة .
وبعد شهرين من المداولات والمباحثات الجانبية مع قيادة قوات متعددة الجنسية من جهة ومع المحافظ عبد الله الجبوري من جهة اخرى تم اقناع الاخير بالتنازل عن ادارة المحافظة وتسليمها للمنتخبين , وبعكس ذلك سيتم اعتقاله من قبل متعددة الجنسية (يشار في هذا الصدد ان الجبوري لم تسمح له المفوضية العليا للانتخابات من المنافسة بقائمته لعدم استكمال اجراءات تسجيلها اصوليا ,الا ان الرجل لم يقتنع ,وراح يتشبث بالحزب الاسلامي العراقي ليكون مرشحه في تسنم هذا المنصب ,الا ان طلبه رفض ورضخ للقبول بنتائج الانتخابات ووافق على حضور مراسيم الاستلام والتسليم لخلفه رعد الملا جواد في اذار 2005 ".
الا ان الملا جواد ازاد طين ديالى بلة ,ويقول عنه الضابط الكبير بانه " خلق نعرات طائفية كنا في غنى عنها ,اوجدت احتقانا وتخندقا مذهبيا وطائفيا حادا انعكست اثارها السلبية على الاوضاع الامنية في مدن المحافظة ,وانه لايفقه من وظيفته شيئا,وهمه الوحيد تقديم ولاءات بعثية صدامية له , وان الرجل وان كان محاميا لبقا في علم الكلام الا انه لايصلح حتى لادارة شعبة مهملة في اصغر دائرة حكومية في ناحية قزانية القصية , ان وجوده على راس المحافظة من الاساس خطيئة وقعت فيه كتلته وكان الاجدر بهم ان يغيروه لو كانوا حريصين على ابناء مذهبهم وناخبيهم الذين اوصلوهم الى سوق المربد (مجلس المحافظة )".
وقال " ان جزءا اساسيا من المسؤولية تتحملها الجهة التي رشحت الملا جواد على راس قائمة للشيعة في ديالى وكان عليها ان تختار شخصا من ابناء ضحايا النظام السابق ,لا ان تختار الملا جواد المقرب من الدكتاتور السابق واسرته الذين كانت مضايفهم في الوجيهية المكان المفضل لرموز البعث وقادته في اقامة ولائمهم ومهرجاناتهم السياسية والاجتماعية والفنية والثقافية ".
وتسائل الضابط الكبير "لا ادرى لماذا تغافل منظمو قائمة القوى الوطنية والاسلامية في انتخابات 2004 هذه الحقائق التي يعرفها القاصي والداني في ارجاء المحافظة ,هل من منطلق ( من قلة الخيل شدو على ...... سروج ) , او وفق قاعدة ( شيليني واشيلك) ام لامر دبر في ليل !!,ان على منظمي القائمة الذين هربوا الى النجف قبل ان يستلم مرشحهم ادارة المحافظة وحدهم يعرفون الاسباب وعليهم ايضاح ذلك للناخبين الذين تحولوا في ظل مرشحهم اما الى اشلاء ممزقة تنهش فيها الحيوانات السائبة في اطراف الكاطون والمفرق والتحرير والمقدادية وبني سعد , او الى عاجزين ينتظرون الحكومة ان تشملهم برواتب الحماية الاجتماعية , او الى نازحين يفترشون الارض ويلتحفون السماء تتصدق عليهم المساجد والحسينيات ".
وخلص الضابط الكبير على ان الشخصية المهزوزة للمحافظ وعدم قدرته على ضبط حتى ( الجايجي في مكتبه ) جعلت الخنادق تتساقط الواحدة تلو الاخرى ,حتى وصلنا الى ما نحن عليه بعد ان قدمنا اكثر من 7500 شهيد شيعي و5200 اسرة مرحلة وتفجير وتخريب 65 مسجدا وحسينية ومزارا ومرقدا دينيا واحراق اكثر من 415 بستانا ,فضلا عن الالاف من العقارات والمنازل والمحلات التجارية التي تم استيلاء عليها بوصفها غنائم صفوية على حد وصف التكفيرين لنا ".
ويرى الضابط الكبير" ان هولاء القادة وبدءا من العقيد ديفيد هوغ الذي اوجد المحاصصة البغيضة عند تشكيله مجلس المحافظة الاول وخليفته العقيد بيترد ومرورا بالعقداء فرانسو سالازار ودي جونز وانتهاءا بالعقيد الحالي ديفيد سازرلاند ,مسؤولون عن استدراج كل المجاميع المسلحة من شمال وغرب العراق والسماح باستيطانها في بؤر معينة محددة في اطراف مدينة بعقوبة ,من خلال تجهلهم لتحذيراتنا من جهة, وعرقلة محاربتهم من جهة اخرى ".
" لذلك من بداهة القول ان نحملهم مسؤولية هذا التردي الامني الذي نراه اليوم ونسائلهم عن انجازاتهم خلال مدد قيادتهم المحافظة ومحاسبتهم على ما جنوه بحق مدننا التي تحولت في ظلهم الى امارات اسلامية وفق قياسات القاعدة ,يتقلد الامور فيها اراذل الناس وابناء ......بدلا من وجوه المجتمع الذين اما ان طوتهم الارض شهداء مضرجين بدماءهم,او تحولوا الى لاجئين نازحين في اوطانهم ".
وقبل ان نختتم تقريرنا هذا لابد ان نشير الى شهادة اخرى ,وهذه المرة من الكولونيل ديفيد ساثرلاند، قائد قوات متعددة الجنسية العاملة في مدينة بعقوبة وضواحيها الذي قال "إن هجمات المسلحين ضد القوات الأميركية في ديالى ارتفعت بنسبة 70 في المئة خلال الصيف الفائت, مشيرا الى ان العمليات الأمنية في بغداد دفعت المسلحين السنة في العاصمة للهرب إلى المحافظات المجاورة، وخصوصا ديالى". واضاف "ان تدفق المسلحين على المحافظة ساهم في ازدياد ملحوظ في أعمال العنف في ديالى التي تعرف بـ"العراق المصغر" لأنها تضم خليطا من السكان السنة والشيعة والأكراد, محذرا من ان الهجمات المتزايدة في محافظة ديالى، التي يعتبرها المتمردون السنة مركز دولتهم الإسلامية في العراق، قد تؤخر عملية تسليم المسؤوليات الأمنية فيها إلى القوات العراقية".
ومن جانبه قال الميجر ميكسون "ان سبب تفاقم الأوضاع في ديالى يعود إلى التمرد السني الذي ينشط بدعم من أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل " وأضاف ميسكون قائلا : "إن السنة يدركون حقيقة أن عليهم السيطرة على المناطق المحيطة ببغداد إن أرادوا فيما بعد السيطرة على العاصمة، ونلاحظ أن هناك حركة انتقال للعناصر المسلحة من الأنبار إلى بغداد لضمان السيطرة على ديالى."( http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20070226-25901.html ).
واعتقد الان باني لست مضطرا لعمل ملخص للتقرير المسهب اعلاه ,ونستطيع ان نجزم بان المسؤولين عن تفشي الارهاب في مدن محافظة ديالى يتحملها قادة قوات متعددة الجنسية المتعاقبون ومنظمة مجاهدي خلق الايرانية والحزب الاسلامي العراقي وملاكاته ( الذين كانوا بمنائ عن الاغتيالات والاستهداف عندما كانت القاعدة مشغولة بحملة تصفية الكورد الفيلية والشيعة فيها طيلة السنوات الثلاث الماضية,وعندها كان هولاء السياسيون مع الاسف اول المنادين بالافراج عن الارهابين والمطالبة بايقاف عمليات الرد السريع التي شرعت بها قوات الفرقة الخامسة في نيسان الماضي ,ورغم ذلك لم تشفع لهم هذا الجميل بعد ان صنفت القاعدة بالمرتدين مؤخرا ,وسبق لها ان اغتالت قائممقام مدينة المقدادية عليوي فرحان الدليمي و الدكتور عدنان اسكندر عضو مجلس المحافظة ,
فيما غدا البقية من مسؤوليهم واعضاء مجلس المحافظة مطاردون ومهجرون الى كلار وخانقين) , ومحافظا ديالى الذين مهدوا الارضية المناسبة للقوى الظلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي ,لكي تستفاد من الفرصة الزمنية والظروف الميدانية ,والاحتضان الطائفي ,في الشروع باشرس حرب ابادة للشيعة والكورد الفيلية ,ترسخت معالمها الواضحة في العام الماضي باعلان الدولة الاسلامية في مدينة بعقوبة لاسيما في احياء التحرير والكاطون والمفرق وحي المعلمين والسوامرة والسادة وقرى الكرخية وبني زيد والمجمع في جنوب كنعان ,وبهرز ,وقرى الداينية والدهلكية والشمسية والنفافشة في جنوب بلدروز ,وومناطق ابو صيدا الصغيرة والمخيسية والمقدادية برمتها لاسيما قرى سنسل والعالي والجزيرة والزور وحنبس ,ووفي مناطق العظيم والناي وهبهب في الخالص التي تنشط فيها مجلس شورى المجاهدين و الجيش الاسلامي وسرايا القصاص وسرية الحجاج والشهيد الزرقاوي (التوحيد والجهاد سايقا ) واخيرا كتائب الاخت صابرين الجنابي التي تبنت مقتل 18 متطوعا من شرطة ديالى مؤخر , والذين يسلكون منافذ قرى العظيم (يسلكه عادة الارهابيون القادمون من مدن الضلوعية في صلاح الدين والحويجة من من كركوك ) و جنوب بلدروز (ويسلكه القادمون من المدائن وشمال الصويرة) و جنوب كنعان وبهرز (وياتي منها القادمون من بغداد و الفلوجة والرمادي) وطريق العام بغداد –بعقوبة عبر القرى والطرق الفرعية البعيدة عن الشارع العام (ويسلكه القادمون من بغداد ايضا
https://telegram.me/buratha