التقارير/ براثا نيوز
اعتبر راديو "اوستن" النرويجي، غياب السعودية عن اجتماع القاهرة لبحث الازمة في سوريا، اعتراضا على التوجهات السلمية للحلول المقترحة للازمة في سوريا.
فيما اعتبر راديو "اوستن" النرويجي، غياب السعودية عن اجتماع القاهرة لبحث الازمة في سوريا، اعتراضا على التوجهات السلمية للحلول المقترحة للازمة في سوريا، اكد وزراء خارجية مصر وايران وتركيا الثلاث في مؤتمرهم الصحفي في القاهرة على الاستمرار في التشاور لحل الازمة السورية والسعي للوصول الى رؤية مشتركة تساهم في انهاء الازمة.
اللجنة التي عقدت اجتماعها في القاهرة اكدت انها ستواصل مشاوراتها خلال الاجتماع المقبل في نيويورك على هامشة اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، في غياب نائب وزير الخارجية السعودي «عبد العزيز بن عبد الله» الذي يقوم بمهام الوزارة بسبب الحالة الصحية الخطيرة للوزير «سعود الفيصل» دون ان تذكر الرياض عذرا مقبولا لهذا الغياب غير المبرر بمرض الوزير لان نائبه سبق وان شارك في قمة عدم الانحياز في غياب سعود الفيصل.
وأكد وزير الخارجية التركي «أحمد داود أوغلو» أنه كانت هناك محاولة خلال الاجتماع للتوصل إلى وجهة نظر مشتركة لمستقبل سورية، معتبرا أنه من المهم مواصلة التشاور والبحث في سبل لإيجاد الحلول.
وشدد وزير الخارجية الايراني «علي اكبر صالحي» ان ايران تصر على موقفها على الاصلاح في سوريا ورفض اي تدخل خارجي في الازمة السورية وان يكون الحل سلميا وسوريا وليس خارجيا.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أسبوع على لقاء تحضيري ضم مسؤولون من هذه البلدان في إطار تفعيل المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري «محمد مرسي» بشأن الأزمة السورية.
وكان الرئيس المصري دعا لتشكيل الرباعية كجزء من الجهود التي تبذل لجمع اللاعبين الإقليميين لإنهاء الازمة في سوريا حيث تقوم مجموعات مسلحة تدعمها دولا اقليمية والغرب واميركا بالاعتداء على المدنيين وارهابهم وضرب الجيش والشرطة السوريين.
الدور المصري يزعج السعوديين
اعلن راديو اوستن الذي يبث من النرويج، ان انباء انتشرت في كواليس الجامعة العربية اليوم - اكدتها مصادر مقربة من امين عام الجامعة العربية ان مقاطعة السعودية لاجتماع القاهرة الرباعي يعود الى ممانعتها للتوجه الذي تتسم به مواقف الدول الثلاث ايران ومصر وتركيا بنسب متفاوته بالتاكيد على اعتماد الحل السلمي لانهاء الازمة في سوريا.
ووفق راديو اوستن ان السعودية تشعر باستياء الى انتقال "ملف سوريا" من يد الجامعة العربية التي تهيمن عليها هي وقطر، الى يد مصر، وهو مايصحح " قطب التحرك العربي" ليعود لمصر بعد سنوات طوال كانت تستأثر به السعودية بسبب تضاؤل الدور المصري بفعل خضوع نظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك» لنفوذ السعودية واتجاهه المفرط في التحول الى اداة من ادوات النفوذ الامريكي في المنطقة لنحو ثلاثة عقود بالاضافة الى خضوعه للمصالح الاسرائيلية في كثير من التطورات التي كانت تشهدها منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتها قضية فلسطين والمشاركة في حصار غزة.
واكد راديو اوستن ان تاكيد وزراء الخارجية للدول الثلاث مصر وايران وتريكا على الحل السلمي للازمة السورية، واعلان وزير الخارجية الايراني بحضور وزيري الخارجية المصري والتركي بان "المشتركات تجاه الازمة في سوريا اكثر من نقاط الخلاف" يمثل خطوة في غاية الاهمية لاعلان احتضار المشروع الامريكي لاسقاط نظام الرئيس «الاسد» والذي تتبناه السعودية وقطر بكل امكاناتهما الدبلوماسية والاعلامية والمخابراتية وبدعم مالي مغر.
تركيا تبحث عن خلاص من المستنقع!
ونوه راديو اوستن الى ان مشاركة تركيا في اجتماع وزراء الخارجية الى جانب مصر وايران وخروج الوزراء الثلاث باتفاق على التاكيد على الحل السلمي للازمة في سوريا، بات يدلل عن وجود رغبة تركية للتوصل الى حل للازمة السورية بعد ان شعرت حكومة «اردوغان»، متاخرا انها تغرق في مستنقع الاحداث السورية وتغرق تركيا معها وان اسقاط الرئيس الاسد اصبح غير قابل للتطبيق لا فوق الارض في المعارك بين الجماعات المسلحة والجيش السوري، ولا في المجتمع الدولي او في دائرة مجلس الامن بعد تصدي روسيا والصين لكل الجهود التي بذلتها الدول الغربية الثلاث امريكا وبريطانيا وفرنسا.
واكد راديو اوستن ان التغيير في موقف حكومة اردوغان في التخلي عن مربع اسقاط نظام الاسد بالقوة، الى المشاركة في جهد اقليمي للتوصل الى حل سلمي للازمة في سوريا، تبلور لدى حكومة اردوغان اثر تطورين اثنين داخل تركيا:
الاول، بعدما اخذت تنعكس تطورات الازمة السورية العسكرية والمذهبية على الوضع الامني والسياسي في تركيا وانعكست بمؤثرات خطيرة على وحدة نسيج المجتمع التركي المعقد بتشابكه القومي بين الترك والاكراد الذي تهدد تماسكه الجغرافي في ظل وحدة الاراضي التركية، تصاعد العمليات المسلحة لعناصر حزب العمال الكردستاني والتي تسبب مقتل عشرات الاتراك في الاشهر الثلاثة الاخيرة.
والثاني، ظهور بودار تخندق طائفي في المجتمع التركي، بسبب تشابكه وانتمائه المذهبي المنقسم بين السنة والعلويين، الذي يرى نحو 25 مليون علوي تركي ان ما يجري في سوريا هدفه تنفيذ مذبحة للعلويين في سوريا والانتقام من نظام الرئيس الاسد ببعد طائفي.
قلق السوريين من ظاهرة طالبان سوريا
وبهذين التطورين يجد المراقبون اسبابا واقعية مرة، تقف وراء ظهور بوادر تحول في السياسة الخارجية لحكومة اردوغان والاندفاع للمشاركة في لقاء القاهرة الثلاثي الى جوار مصر وايران، والتخلي عن المراهنة على "الجيش السوري الحر" و "الجماعات المسلحة" أوانتظار انشقاقات واسعة في الخط الاول في نظام الرئيس الاسد، لان هذه المراهنة فشلت طوال عشرين شهرا من فبراير في العام الماضي وحتى الان، ويبدو انها لن تاتي باية نتيجة بعدما استعاد نظام الرئيس الاسد المبادرة فوق الارض واصطف حوله جميع الاقليات الدينية الى جانب اغلبية صامته من السوريين السنة الذين هالهم مجازر ومذبح الجماعات الوهابية السلفية التي نشرتها مواقع الانترنت واشعرهم بان البديل لنظام الرئيس لاسد خسارتهم للحياة والاستقرار في ظل حكم قادم يشكل فيه طالبان سوريا راس الحربة فيه.
...............
28/5/918
https://telegram.me/buratha