ميسان- نزار عبد الواحد
تبقى الأعياد والأيام المخصصة للمناسبات محطات مراجعة واستذكار وبيان حصيلة لانجازات وإخفاقات رافقت مسيرة عام وهي المدة الفاصلة بين حلول ذكرى وذكرى سنويا ، ومع حلول اليوم العالمي للمرأة برز تساؤل مشروع عن مواقع المرأة الميسانية وما تحقق لها وما حققته وهل وجدت فسحة التمثيل الحقيقي لتعبر عن نفسها وتتبنى مشاكل بنات جنسها أم بقيت تعاني التهميش والتحجيم القسري .
في ميسان عملت عدد من المعوقات على تحجيم دور المرأة وفي مقدمتها العادات والأعراف العشائرية كما قالت التدريسية في كلية التربية ضحى السدخان والتي فرضت وجودها على المرأة وأنانية الرجل في غبن حق المرأة وعدم جعلها تأخذ دورها ، وكيان المرأة نابع من تصرفها خاصة إذا كانت لها فسحة من الحرية، تستطيع المرأة ان تخلق لها ثقافتها الخاصة وتعليمها الذي من الممكن ان تكمله حتى في بيتها والمهم ان تكون لها الإرادة والقوة لتكون لنفسها شخصيتها المستقلة و تستطيع ان تتحدى الصعاب المفروضة من البيئة والأسرة .وتضيف السدخان ان كلمة تخلف لاتعني المرأة وإنما تعني المجتمع ككل باعتبار المرأة نصف المجتمع وإذا حكمنا بتخلف المرأة فيعني ذلك ان المجتمع متخلف والوعي الثقافي لا تحدده الشهادة والتحصيل الأكاديمي وإنما الخبرة في الحياة فالكثير من الأمهات لم يكن متعلمات لكنهن يحسن التصرف وقائدات متميزات لأسرهن وترى العكس كذلك فالكثير من المتعلمات فشلن في إكمال رسالتهن في الحياة ،وكل الظروف التي تحيط بالمرأة وتودي الى تحجيم دورها اعتقد انها تتآكل تدريجيا متى ماعملت المرأة على تثقيف نفسها وتكوين شخصيتها ووعيها بعيدا عن أي معوقات من المجتمع أو من الأعراف والتقاليد السائدة.
وتقول أسيل صالح وهي من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وعضو في رابطة المرأة المسلمة "ان المرأة في ميسان عانت من الظلم وخاصة النساء اللائي عملن في المجال السياسي فالرجال اخذوا دورهم كاملا في هذا المجال أما النساء ورغم امتلاك بعضهن للحنكة والخبرة في العمل السياسي إلا أنهن لم يأخذن الفرصة الموازية وهكذا لم نجد من يمثلنا ويوصل صوتنا ومعاناتنا والتعريف بحقوقنا على أكمل وجه .وتطالب أسيل صالح "ان يكون هناك نسب تمثيل نيابي اكبر للمرأة وان تصقل مواهبها من خلال إعطائها الفرص المتساوية مع الرجل لبناء المجتمع وان لاتبقى مهمشة ومنسية.
رئيسة التجمع النسوي في ميسان زكية عليوي الجشعمي قالت " ان المرأة الميسانية انتفضت عن واقعها وشاركت بهمة في العملية الديمقراطية متمثلة بالانتخابات التي شهدها العراق الجديد في مرحلة التغيير وكذلك من خلال العمل في مؤسسات المجتمع المدني وأسسنا التجمع النسوي الذي ضم كافة الروابط والتجمعات النسوية في المحافظة ونفذنا الكثير من البرامج التثقيفية والمهنية والتدريبية للنساء.
وتضيف الجشعمي "ان المرحلة الحالية شهدت انحسارا واضحا وتهميشا مقصودا لدور المرأة فلا صوت لها يطالب بحقوقها والسبب في ذلك هو وجود شخصيات لااريد تسميتها ولكنها معروفة للوسط النسوي الميساني عملت على تلفيق التهم للمرأة في سبيل إبعادها عن دورها وهكذا فان الكثير من المحافظات نلحظ ان المرأة أخذت دورها في العمل ولكننا هنا في ميسان لا صوت ولا عمل أو رأي لنا .
من جانبها قالت عضو مجلس محافظة ميسان إسراء عداي الوحيلي " ان المرأة العراقية بصورة عامة مهمشة ولم تأخذ دورها المناسب وحتى في مرحلتنا الراهنة فأن المرأة لم تعطى الدور القيادي المناسب لها ولو قمنا بإجراء مسح على المناصب القيادية التي تتبوؤها المرأة فنجد انها لاتمثل أي شيء أمام مايشغلة نصفها الآخر .
وهنا في ميسان تؤكد الوحيلي ان فكرة كون المرأة تصلح فقط كمعلمة أو ربة بيت وليست قادرة على اخذ دور اكبر من ذلك لاتزال مسيطرة ورغم اننا نقتدي بأمثلة كبيرة ومعروفة من النساء العظيمات في التاريخ كسيدتنا الزهراء والسيدة زينب والشهيدة بنت الهدى اللائي ضربن أروع الأمثلة في الدور الفاعل الذي من الممكن ان تؤديه المرأة الواعية المتسلحة بالعلم والإيمان.
وتشير عضو مجلس محافظة ميسان :بان عشرة ممثلات عن النساء في المجلس لكن هل قمنا بتمثيل أخواتنا والدفاع عن حقوقهن والتصدي لمطالبهن فالحق أقول اننا لم نقوم بدورنا بتمثيلهن بالصورة التي نتمناها والسبب يعود الى نفس النظرة التي ينظر لها عموم المجتمع الميساني وحتى حينما نريد ان نشارك فان مشاركتنا تكون مسبوقة بالرجل ولم نحظى بأي دعم لأي مقترح أو مشروع من الممكن ان يوجه كاملا لنساء المحافظة ، وما نفذ هو برنامج محو لامية وكان بدعم مباشر وأساسي من إحدى المنظمات العالمية وهي منظمة ميرسي كور العالمية وحتى الدعم المعنوي حصلنا علية بشق الأنفس من المجلس . وتثير السيدة إسراء الوحيلي نقطة مهمة تتمثل بان التمثيل النيابي للمرأة يجب ان لايحدد بنسبة وإنما يجب ان يكون مفتوحا .
يشار الى ان الإحصائيات في دائرة إحصاء ميسان تشير الى ان مجموع النساء في ميسان يمثل أكثر من 60%من نسبة السكان المحليين البالغ عددهم قرابة المليون نسمة وان نسبة الأمية بين النساء تزيد على 65% تتركز غالبية هذه النسبة في الاقضية والنواحي القرى الريفية في عموم المحافظة مما أدى الى نقص الوعي الثقافي بين النسوة في مدينة يغلفها الطابع العشائري بتقاليده التي لم تتغير منذ مئات السنين . يذكر بأنه في عام 1857 في الثامن من شهر آذار(مارس) قامت عاملات نسيج في مدينة نيويورك بإضراب عام احتجاجاً على شروط العمل القاسية والأجور المنخفضة، وانطلقن على أثره في «مسيرة الجوع» في الشوارع، انتهت بسقوط مئتين وخمسين امرأة، لتحتفل به تاريخاً منذ ذلك اليوم نساء العالم، إحياء لذكرى العاملات الباسلات، وهو ما دفع بالأمم المتحدة في عام 1977 إلى اتخاذ قرار الاعتراف باليوم العالمي للمرأة ، بعد أن كان مقصوراً على احتفال النساء في حدودهن الضيقة
https://telegram.me/buratha