ضمن توثيقها لجرائم الاحتلال الامريكي واذنابه تمكنت البينة من الكشف عن جريمة بشعة تنشر خيوطها لاول مرة وهي جريمة مذبحة الطائرات, وفق شهود قرروا ان يرووا للبينة قصة اغرب من الخيال. تبدأ الجريمة اثر السقوط المخزي لنظام صدام وضمن تخبّط النظام في اخفاء اسلحة الجيش العراقي ،عمد النظام الى تهريب قسم من طائراته الحربية الى الجارة ايران فيما دفن القسم الاخر منها تحت اكوام من التراب وفي بساتين نائية بعيداً عن العيون استعداداً لاستخدامها في مرحلة لاحقة ضد الامريكان وضد شعبه اذا ماأفلت النظام الصدامي من السقوط . واثرسقوط النظام وانهيار الجيش وهروب القادة ومن ثم حل الجيش بقرار متسرع من الحاكم المدني بول بريمر ,تطوع احد الطيارين العراقيين الشرفاء وتقدّم الى رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري متطوّعاً بجمع الطائرات المخفية ونقلها لمكان آمن بغية افادة الحكومة منها,وبالفعل قام الجعفري بدعم جهود الطيار العراقي وقام الطيار بجمع قرابة ال28 طائرة حربية البعض منها طائرات سمتية وطائرات سيخوي واثنتان منها من الميغ الحديثة وطائرات غزال ,فصدرت الاوامر للطيار بجمعها وتسليمها الى نادي ابن فرناس في محافظة ديالى ,فقام بالفعل بتسليمها للنادي الذي كان يديره آنذاك محمد الشهواني الذي اصبح بعد ذاك رئيسا لجهاز المخابرات الوطني. وبعد اشهر استمر الطيار بمتابعة الطائرات التي سعى بجهود حثيثة لجمعها كي لاتقع بالايدي الخطأ ,الا انه صار يفاجأ مع كل زيارة ان قسما من الطائرات بدأ يختفي حتى اختفت جميعها ,فقام بطرق الابواب والسؤال عن مصير الطائرات دون جدوى وعند الحاحه بالسؤال على مديري نادي ابن فرناس ادعى المسؤولون عن النادي ان عقداً بالصيانة قد وقعه الشهواني لصيانة الطائرات عبر شركة بلاك ووتر الامنية سيئة الصيت,وكان نفوذ تلك الشركة طاغيا في مفاصل الدولة ومدعوماً بقوة من الجيش الامريكي الممسك بخناق كل المؤسسات العراقية. لم يقتنع الضابط بالاجابات الغامضة عن مصير الطائرات التي عرّض نفسه للمخاطر بجمعها,فقام بابلاغ هيئة النزاهة التي كانت قد تشكلت وكانت تعمل بجدّية بدعم من وزارة العدل الامريكية,فقامت النزاهة عن طريق احد المخلصين بتحقيق اولي سري توصل فيه الى ان شركة بلاك ووتر قد قطعت اوصال الطائرات وعبأت المقصورات والمحركات والقطع الثمينة وبعضها من الذهب الخالص واجهزة قذف الطيارين وعبأتها بصناديق استعدادا لتهريبها ونقلها الى مقراتها في امريكا وان الصناديق موجودة باحد المطارات بالمنطقة الخضراء وان الشركة قد قطعت ذيول الطائرات ورمتها في مكب للنفايات. وقام الموظف المخلص بتصوير الصناديق وبعث بها الى قضاة هيئة النزاهة فقامت الهيئة بمفاتحة وزارة الدفاع لاستطلاع رأيها فانكرت الوزارة علمها بالموضوع وقررت الشكوى على بلاك ووتر وقام ممثلها القانوني برفع دعوى قضائية ,فقامت شركة بلاك ووتر بتهديده ولكنه رفض ليقتل بعد تقديمه الدعوى في احد شوارع بغداد باطلاقات كاتمة للصوت!!!. وبدأت التدخلات من الاف بي آي لغلق الدعوى ولكن النزاهة استمرت بالمتابعة والتحقيق واخذت افادة الطيار العراقي والتحقيق مع ادارة نادي ابن فرناس التي انكرت في البداية علاقتها بالطائرات ثم لتعود تحت وطأة الادلة القاطعة الى الاعتراف بأن محمد الشهواني هو الذي امر بتسليمها الى بلاك ووترلصيانتها، فصدرت الاوامر باستدعاء الشهواني الذي اصبح آنذاك مديراً لجهاز المخابرات الوطني ولكن المخابرات لم تستجب لطلب النزاهة باعتقال الشهواني وتحرزت النزاهة على الصناديق المعبّاة باوصال الطائرات العراقية المذبوحة بمناشير مجرمي بلاك ووتر وتهرّبت الشركة من الصناديق ولم تجرؤ على الاقتراب من الصناديق وادعت عدم علمها بها وعدم استلامها اصلاً,انكر الشهواني في بادىء الامر ثم اقر بانه تعاقد مع بلاك ووتر على صيانتها ممتنعاً عن المثول امام القضاء,فاصدرت النزاهة عبر قضاتها امرا بالقبض عليه وجمّد الامر ولم ينفّذ لعدم تمكّن النزاهة من القاء القبض عليه,ثم دخلت القضيّة في دهاليز السياسة ليلغى امر القبض عليه بقدرة قادر ولتنتهي فصول الجريمة الحمقاء باستقالة الشهواني مقابل الغاء امر القبض القضائي القانوني وتفلت الشركة الاجرامية الملطخة ايديها بدماء العراقيين من جريمتها كما افلتت من جريمة ساحة النسور ولتبقى اوصال طائراتنا المذبوحة ومصير الاوصال مجهولاً الى الان.
17/5/913
https://telegram.me/buratha