تونس / براثا نيوز
على اثر تواصل الاعتداءات على بعض رموز الفكر والثقافة والسياسة منذ شهرين والاعتداءات الوحشية على بعض منظمي الاحتفال بيوم القدس ببنزرت مؤخرا ما منع بعض التظاهرات الثقافية المسرحية والفنية واحداث العنف في الملاعب والمدرّجات والجماهير الرياضية أدان حزب الأمان الى جانب احزاب تونسية اخرى بالاعتداءات المتكررة والجبانة التي وقعت اخيرا في البلاد التي تهدد العملية الديمقراطية وتنشر افكار وهابية متطرفة.
وقال الحزب في بيان حمل توقيع رئيس المكتب السياسي اسكندر الرقيق الاعتداءات المتكررة التي وصفها بالجبانة التي تهدد العملية الديمقراطية للبلاد، منتقدا تعامل الحكومة في معالجة مثل هذه المظاهر التي باتت تهدد الانتقال الديمقراطي.
ودعا الحزب الى التصدي بحزم لكل محاولات العنف بأنواعه سيما السياسي والثقافي والرياضي وكشف كل من يحاول اشعال فتيله وكل من يقف وراءه.
كما دعا الى مزيد الفاعلية في تأمين مختلف التظاهرات العمومية السياسية والثقافية والفكرية والرياضية وحماية القائمين عليها.
كما دعا إلى مزيد اليقظة والحذر في التعامل مع مختلف مظاهر العنف لتجنب الوقوع في الفوضى أو المس من هيبة الدولة أو الوقوع في انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان.
واثر الاعتداءات السلفية المتكررة على المؤسسات العمومية التابعة لوزارة الثقافة وآخرها كان اقتحام دار الثقافة بمنزل بورقيبة وافشال عرض لطفي العبدلي تلاه الاعتداء على منظمي مهرجان الأقصى بمدينة بنزرت فضلا عن الاعتداءات التي جرت في مدينة القيروان ومنع الفرقة الموسيقية الايرانية من تقديم عرضها والتحريض على طرد الفنان لطفي بوشناق ومنع عرضه في نفس المدينة
اصدرت وزارة الثقافة التونسية بيانا ادانت فيه إقدام بعض العناصر من التيار السلفي بالاعتداء على مهرجان الأقصى بمدينة بنزرت وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من البلاد.
واعتبر البيان أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله.
وتهيب بجميع الأطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة ، وتدعو إلى محاسبة الأطراف المتورّطة وعدم التسامح معها.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الثقافة أن الادارة القانونية بوزارة الثقافة وبالتنسيق مع وزارتي العدل والداخلية تسعى الى ضبط اللائحة الاسمية للأشخاص الذين شاركوا في مثل هذه الاعتداءات قصد تقديمهم للعدالة في أقرب الأوقات.
وأكد المصدر أن الوزارة لن تصمت في حق التجاوزات التي تطال المؤسسات التابعة لها بالنظر وستقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين كافة العروض التابعة لمهرجاناتها.
وقد احتفلت جمعيات تونسية بيوم القدس العالمي بحضور عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار و الشيخ الخضر نورالدين عضو المكتب السياسي لحزب الله.
وأرادت الجمعيات المشاركة وعلى رأسها الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية أن يكون الاحتفال رسالة في وجه عدو الأمة أن العرب والمسلمين يجمعهم الهدف ذاته وهو تحرير أرض فلسطين وتخليص الأقصى من التهويد وتزييف الحقائق و التاريخ.
ومنذ شهرين وقعت بعض أحداث العنف والتخريب في عدد من مناطق تونس وأصدرت مجموعة من الاحزاب بيانات نددت فيها بهذه التجاوزات التي ارتكبتها مجموعات وهابية متطرفة في البلاد.
وكان حزب الثقافة والعمل ندد في بيان له بشدة بالمس بمقدسات الشعب التونسي وبقيم الاسلام، داعيا كافة القوى السياسية والمدنية الملتزمة باهداف الثورة وبانتظارات الشعب التونسي تغليب المصلحة الوطنية كما طالب الحكومة بملاحقة كل من يمارس العنف ويعتدي على المحاكم ومراكز الامن والاملاك العامة والمؤسسات القضائية.
وطالب حزب الشباب الحر الجيش التونسي بأن يتحرك أكثر لضبط الامن ويتحمل مسؤوليته التاريخية مثلما عودنا في اللحظات العصيبة التي مرت بها البلاد.
وأدانت الطليعة الطلابية العربية التطرف مهما كان مصدره ، سواء كان تحت لافتة حرية التعبير والنشر او الابداع التي مست من مقدسات الشعب ووجدانه لتمرير مخططات خطيرة ومرفوضة او تحت لافتة الدفاع عن المقدسات التي ترمي الى نشر افكار وهابية متطرفة غريبة عن المجتمع التونسي.
وحثت الطليعة الطلابية العربية قوات الامن والجيش الوطنيين على القيام بواجبها الوطني المقدس في حماية المواطن والذود عن الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية ومكاسب المجتمع.
ودعا الاتحاد الوطني الحر في بيان له كل الاطراف الوطنية الى العمل الجدي على منع مثل هذه المنزلقات والتصدي لها بالحزم الذي تفرضه سلطة القانون بعيدا عن التردد والضعف.
ونبه حزب اللقاء الدستوري الى خطورة ما آل اليه الوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بالبلاد من احتقان، مناشدا مختلف مكونات المجتمع المدني للتوحد والتضامن من اجل الحفاظ على تماسك الشعب التونسي والدفاع عن القيم المدنية والمبادئ الجمهورية ومنهج الاعتدال الذي ميزه.
وشهدت تونس في الأيام الأخيرة احداثا والتي تعكس تنامي الظاهرة السلفية بشكل لافت تساؤلات عن جذور هذه الظاهرة والفكر الذي تمثله وتداعيات هذا المدّ الهائل للظاهرة على النمط المجتمعي التونسي.
من أحداث بنزرت خلال اختتام مهرجان الأقصى ومحاولة الاعتداء على المناضل اللبناني عميد الأسرى المحررين سمير القنطار إلى التوترات التي عاشتها عدة مناطق صباح يوم العيد بسبب تدخلات شباب محسوب على التيار السلفي في «تنظيم» صلاة العيد وتنصيب الأئمة وعزلهم سيطرت الظاهرة السلفية على اهتمام التونسيين خلال الايام القليلة الماضية.
وقد قال رئيس حركة النهضة في تصريحات سابقة إن « السلفيين أبناؤنا ولم يأتوا من المريخ وهم يبشرون بثقافة جديدة » وقد كانت هذه التصريحات محل انتقادات شديدة من فئات واسعة من التونسيين الذين بدأوا يتململون ويضيقون ذرعا من صمت السلطة على ما يعتبرونها « تجاوزات » من جانب شباب محسوبين على التيار السلفي.
......................................
3/5/823
https://telegram.me/buratha