كانت تعلم أنها تزوجت بطريقة مليئة بالمخاطر هذه المرة، إذ بمجرد انكشاف الأمر يعد سببا لأهلها أن يغلقوا جميع أبواب الرحمة بوجهها، لذا كانت تكرر مرارا أثناء حديثها لنا التأكيد على الحفاظ على سرية اسمها وعنوانها. وتقول خمگين ان الرجل الذي تزوجها اخبرها بان هذا الزواج "سري وحلال".
تقول خمگين (38 عاما)، بعد ثلاث زيجات سابقة، أصبحت الآن زوجة لرجل عن طريق زواج المسيار، "لم اوفق في الزواجين الاول والثاني، وفي الثالث تم تزويجي لرجل يكبرني 32 عاما".
تتحدث خمگين عن زواجها الثالث بالقول "لم يبق شيء من قدراته كرجل، لذا اتفقنا على العيش كصديقين لتحاشي انتقادات وعتاب الناس، ومن ثم تطلقت منه، بيد اني استمريت في العيش معه".
تسلمت خمگين اوراق الطلاق من زوجها عام 2007، الا ان الامر بقي سرا بينهما، تسمع بعد فترة احاديث عن زواج المسيار هنا وهناك وتذهب لرجل دين في السليمانية وتخبره بقصتها، وتستفتيه بشأن هذا النوع من الزواج "قلت له هل لي في وضعي الحالي ان اتزوج برجل زواج المسيار؟".
وبحسب كلامها الذي اطلعت عليه "شفق نيوز" فان رجل الدين، بعد ان شرح لها الاراء الشرعية المتباينة، قال لها "لا تستطيعين ان تفعلي الامر على المذهب الشافعي"، مستدركا "تستطيعين فعل ذلك على مذهب آخر". فتلجأ خمگين الى مذهب آخر وتتزوج رجلا عن طريق زواج المسيار.
نشأ زواج المسيار في عدد من البلدان الاسلامية كطريقة اخرى للزواج وتسبب في عاصفة من الآراء المختلفة، اذ حرّم قسم من علماء الدين هذا النوع من الزواج لشرط السرية في إجرائه، وأجازه القسم الآخر استنادا على "مبادئ الشرع".
لم ترغب خمگين بسرد تفاصيل كيفية اتمام عملية زواج المسيار التي اقدمت عليها وتقول "لا أخفيكم الامر، أقدمت على زواج المسيار كي لا يعلم احد بزواجي، الا انه بعد مدة ألغيتُ هذا الزواج، لأني علمت ان الرجل يريدني لمدة قصيرة ولا يريد الاستمرار معي واخذ يعاملني ببرود"، مضيفة ان "رجالا آخرين أبدوا الرغبة في اقامة علاقة زوجية من هذا النوع معي، وانا ايضا ارغب فيه وأصبح الامر طبيعيا عندي".
من الاشياء التي يتذرع بها القسم الذي يجوز هذا النوع من الزواج من العلماء هو حضور رجل دين يقوم بعقد الزواج بين الرجل والمرأة.
وتؤكد خمگين ان "زواجنا تم من خلال عقد اجراه رجل دين من السليمانية"، وبناء على شروط هذا العقد فان خمگين ارتضت ان تتكفل بجميع مصاريف هذه العلاقة بحكم انها متمكنة من الناحية المادية.
"لان الناس لم يعرفوا بطلاقي من زوجي العجوز ونعيش فقط كصديقين في بيت واحد، لم يستطع زوجي من المسيار ان يزورني في البيت، لذا كنا نقصد مكانا آخر"، كاشفة انها وزوجها يلتقيان مرتين اسبوعيا.
في الدورة الثانية لبرلمان اقليم كوردستان، طرح مشروع قانون خاص بزواج المسيار بحجة ان الحروب المتتالية التي حدثت في كوردستان فان نسبة الارامل والعوانس قد ارتفعت بشكل كبير، الا ان ذلك المشروع رفض باغلبية اصوات الاعضاء.
ولدت فكرة زواج المسيار لاول مرة على يد احد علماء الدين في المملكة ال سعود ، يدعى فهد الغنيم في منطقة القصيم بهدف تزويج النساء العوانس والمطلقات، بحيث لا يقوم الزوج بتحمل النفقة المترتبة على الزواج.
ويعتقد الشيخ آري عزيز بوسكاني الذي يحمل شهادة البكالوريوس في القانون والشريعة الاسلامية ان "الاراء توضح ان هذا النوع من الزواج لا زال غير جائز لحد الان"، مؤكدا ان "هذا النوع من الزواج مباح مكروه في الشرع".
ويضيف بوسكاني ان "الزواج له اهداف خاصة، والنفقة فيه مشروطة على الرجل مع مكوثه في منزل الزوجية، والفلسفة المتوخاة منه هو الحب والمودة والتعايش وادارة البيت والاطفال وتربيتهم"، مستدركا ان "الشروط اعلاه غير متوفرة في زواج المسيار، فيعد غير مقبول شرعا".
https://telegram.me/buratha