المستقبل العراقي / خاص
في الباب الشرقي وفي المكان الذي يكتظ بالعراقيين والجنسيات العربية حاولت المرور للاستطلاع رغم أنني كنت مستهدفا موضوعا معينا لإجراء تحقيق للبوابة العراقية، ما تحمله هذه المنطقة من تناقضات جرتني إلى أن اقضي صباح الجمعة للاطلاع على ما يدور هناك خصوصا ما يتعلق بالبيع المباشر لحبوب الهلوسة وأقراص cd الخادشة للحياء
فضلا على توفر منشطات جنسية لا يعرف مصدرها من أين وأخيرا ما سمعنا عن بيع أعضاء ذكرية وأنثوية اصطناعية علنا وكل ذلك يستدعي التوقف عن دور الأجهزة الأمنية التي يضج بها المكان والتي يجري كل شيء على مقربة منها دون تحريك ساكن، حاولت الوقوف عند إحدى البسطيات لكن إلحاح إحدى المتسولات أجبرتني على المغادرة رغم اللين والتعاطي من قبل صاحب البسطية فضلا على إطلاق نار شديد قد رافق وجودي في ذات المكان من قبل القوات الأمنية لحدوث مشاجرة داخل احد المطاعم ،
وفي احد الممرات للشارع الأخر الذي يعرف بسوق هرج في الباب الشرقي كان بالإمكان لأي شخص معتاد على تعاطي المخدرات أن يأخذ بضاعته من حبوب الهلوسة كما تعرف "بالارتين" وغيرها دون أي هاجس خوف لأنهم على ما يبدو قد اعتادوا التجول في المكان بلا قيد أو شرط أو خشية من يمنعهم، جذبت انتباهي إحدى البسطيات التي تحمل الكثير من المنشطات الجنسية سألته عن نوع معين كي أتمكن من التعرف على حقيقة بيع الأعضاء الجنسية الاصطناعية قلت له هل يوجد ما أسعى إليه فقال لي ما نصه، جنسية أم بطاقة سكن ؟ من أنت وعن ماذا تبحث؟ وابرز عضلاته ولعله كان مع حاشيته التي التفت حولي ولولا مجيء احد المتواجدين في المكان لكنت الآن ارقد في احد مستشفيات بغداد الحبيبة.
وبعيدا عن صخب المكان وما يحمل، توجهت نحو جواد سليم لأخذ قيلولة من الاستراحة في حديقة الأمة وكان شابا لم يتجاوز العشرين عاما مستلقيا بفيء الأشجار وبعد حديث طال معه ذكر لي الكثير من الأمور الغامضة.
قال حيدر 20 عاما من محافظة بابل أن تعاطي المخدرات بل والمتاجرة بها في هذا المكان أمر طبيعي وربما التقرب من بعضهم يفقدك جميع ما لديك من أموال لأنهم أشبه ما يكونوا بالعصابات والغريب كما يذكر حيدر أن اغلب أصحاب هذه البسطيات لا يتجاوز مردودهم المالي من البيع اليومي حتى خمسة آلاف دينار في حين أنهم لازموا هذا المكان منذ فترة طويلة وأصروا على البقاء فيه متسائلا عن الأسباب التي تدفعهم للبقاء ومن يقف وراءهم ومن أين تأتي هذه المواد الممنوعة ولماذا تغض القوات الأمنية النظر عنهم ؟
في طريق العودة إلى محل سكناي وبينما كانت سيارة (الكوستر) تضج بالرجال والنساء وبصوت مبحوح ضاق عليه اللين بسبب الحر القاهر طرحت ذات الموضوع واختلفت الآراء وكان الحديث شيقا حيث لم يستثن الجواب حتى سائق السيارة التي أقلتنا إلى بيوتنا.
أبو مصطفى من سكنة باب الشيخ في العقد الرابع من عمره قال انا اذهب كل جمعة إلى هذا المكان، وربما هناك من الأمور التي اخجل التطرق إليها لكن ما ذكرته من تعاطي للمخدرات فهو تحصيل حاصل في هذا المكان وحتى الذين يتاجرون بالمنشطات الجنسية علنا فهم لهم مصادرهم الخاصة التي يحصلون من خلالها على بضاعتهم،
ويضيف أن الكثير من العراقيين يتحاشون التقرب إلى هكذا منشطات مشبوهة بل ويحذرون منها، لكن أصحاب البسطيات على واقعهم ولم يتغير أي شيء بل اعتادوا البقاء في هذا المكان متسائلا عن السر الذي يدفعهم إلى البقاء،
أما ياسر أمير من منطقة الباب المعظم فهو يرى أن في هذه الظاهرة سواء كانت بيع الأقراص أم المنشطات الجنسية أم تعاطي المخدرات تستدعي الجانب الحكومي إلى اخذ موقف صارم تجاه هذه الظاهرة على اعتبار أنها تخدش الحياء وتحاول تغيير طبيعة المجتمع وتصدر إليه بعض الأمراض في جسده السليم
مستغربا من أن تكون وزارة الصحة العراقية بعيدة عن الموضوع وليس لها به علم فاتحا السؤال من خلال البوابة العراقية عن إمكانية القضاء على هذه الظاهرة الغريبة
https://telegram.me/buratha