تقرير أعده : صالح عبد القادر
يُعتبر ضرب النساء وتعريضهن للتعذيب من أقسى أنواع التجلمد العاطفي وانعدام الضمير، ذلك لأن المرأة بطبعها كائن ناعم، لا تتحمل الإيلام النفسي بغير استحقاق، فكيف بالإيلام الجسدي الكبير...
في البحرين الحافلة بعشرات الأنواع من انتهاكات حقوق الإنسان، يبرز ملف تعذيب النساء على أنه الأشد إيلاماً في المجتمع، وعلى الرغم من أن النظام الحاكم في البحرين كان قد اعتقل المرأة قبل تفجر "ثورة 14 فبراير" الحالية، إلا أن الاعتقالات السابقة كانت محدودة جداً، وتنتهي غالباً بالتحقيق والإبقاء فترة في السجن، لكن بعد حالة الهستيريا التي أصابت النظام في مارس 2011، وإنزال العقاب الجماعي بالقرى والأحياء، نال النساء ما نال إخوانهن الرجال، وبلغت المعتقلات يومها ما يقارب المائة والعشرين امرأة في فترة من الفترات، وقد تعرضت أولئك النسوة، اللاتي يصطلح عليهن في البحرين بالحرائر، لصنوف التعذيب، ومن قبل ضباط الأمن الذين عاملوهن بقسوة متناهية، وفي غاية الخسة والمهانة، مثل التحرش الجنسي، وتعريتهن، وهو ديدن ضباط المخابرات المصابين بالنرجسية والسادّية في التلذذ بالتعذيب، ولقد تجرأت بعض المعتقلات على البوح العلني ببعض ما تعرضن لهن من التعذيب.
ومن أوائل من أعلن عن التعذيب، الصحافية «نزيهة سعيد» حيث أوضحت بعد نصف يوم من اعتقالها في أيار/ مايو 2011، بعد تدخل جهات فرنسية لإطلاق سراحها، حيث تعمل مراسلة قناة "فرانس – 24"، (استلّت إحدى الجلادات أنبوباً بلاستيكياً) وبدأت بضربها في مختلف مناطق جسمها الذي أخذ يتلوى تحت الضربات لتسقط نزيهة أرضاً، سرعان ما بدأت الجلادات برفسها، والاستهزاء منها، ورميها بألفاظ بذيئة... لم تكن سوى 12 ساعة قضت نزيهة عشراً منها تتعرض للضرب.. تم سحب نزيهة وبدأ الضرب بالأنبوب البلاستيكي على يديها وقدميها وجسمها، استنزفت نزيهة كل قوتها، وبعد إنزالها تم إجلاسها على كرسي بطريقة معاكسة، حيث كان ظهرها يقع بمواجهة الجلادات اللائي أخذن في ضربها بوحشية فوق ظهرها.
وأجرت الإعلامية «لميس ضيف» حواراً مع الطالبة الجامعية «زهرة الشيخ» (22 عاماً) بعد الإفراج عنها، ومما قالته زهرة: "فنادى النقيب غازي مرتزقته لخلع ملابس زهراء بالكامل، توقعت أن يضربوني بالأنابيب والسياط أو يعلقوني ويحرقون جسدي كما يفعلون مع المعتقلين، لم أتخيل.. لم أتوقع منهم أن ينزعوا ثيابي! تسألها لميس: هل كان معك شرطة نسائية؟ فتجيب زهراء: لا أحد سوى تلك الذئاب، ولم يكتف النقيب بفعلته، فجاء بعصى غليظة وهددني بالإعتداء الجنسي في تلك الغرفة الضيقة"، وأضافت: "اعتقلوني في الرابعة عصراً، وأودعوني الزنزانة في الرابعة فجراً (من اليوم التالي) حتى أن الشرطيات تعجبن من موعد وصولي خلال تلك الفترة.. لم أحصل حتى على شربة ماء، وكانوا يفتحون أرجل السجينات كالدجاج، يتفحصنهن بلا حياء، لو نطقت جدران السجن لروت ما لا يُروى عن ما يجرى خلف تلك الأسوار".
كما جاء في موقع "مرآة البحرين" عن تعذيب إحدى النساء أنهم "أدخلوها التوقيف بعد أن عذبوها بـ"الهوز"، وقام رجال الأمن بقص شعرها، بل أكثر من هذا؛ قاموا بتلمس أماكن عفتها.. كل هذا حدث أثناء التحقيق معها وهي معصوبة العينين، مكبلة الأيدي، وقد انهارت في الأيام الأوائل بسبب إيقافها فترات طويلة دون تحرك، وهددوها عدة مرات بالاغتصاب".
وقد تحدثت الدكتورة «ندى ضيف» و«رولا الصفار» اللاتي اعتقلن في قضية الكادر الطبي بعد خروجهن من السجن لعدد من الجهات الإعلامية الأجنبية عن بعض ما تعرضن له من التعذيب.
هذا الملف هو الأكثر وقعاً، والعديد من المواجهات الشرسة بين شباب الثورة ورجال الأمن هو من فعل هذا الملف.
................
10/5/812
https://telegram.me/buratha