صيام رمضان فرصة سنوية لتنقية الجسم من سموم البدن والروح من السموم المعنوية، إلا أن كبار السن لابد من التعامل معهم من وجهة نظر صحية طبية، فعندما يصوم كبار السن شهر رمضان بشكل عشوائي ودون الرّجوع إلى أطبائهم أو استشارتهم، لتحديد إمكانية الصيام من عدمه ومعرفة التعليمات الخاصّة بصيامهم وتنظيم أدويتهم وأنظمتهم الغذائية خلال أيام الصيام، فإن ذلك كفيل بأن يؤثر تأثيراً سلبياً بليغاً في صحتهم، وهذا ما يؤكّده الدكتور جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومي للقلب من خلال مجموعة من النّصائح الرمضانية تتمثل في: قيام المسن الذي يطلب الصوم باستشارة طبيبه الخاص، ليقوم بفحص عام وبعض الفحوص المعملية اللازمة له، كتحليل الدم لمعرفة نسبة الهيموجلوبين والسكر في الدم، ووظائف الكلى ووظائف للتأكد من سلامته، وأيضا الفحص الإكلينيكي العام للتأكد من جميع الأمراض كضغط الدّم المنخفض، أو الضّعف العام وما يصاحبه من احتياجات المسن من فيتامينات وأملاح معدنية وحديد، وما يكفيه من غذاء مع تحديد نوعيته وكميته وفحص قلبه برسم القلب وعمل موجات صوتية للقلب.
- حالات يمنع فيها الصّيام
ولا ينصح بصيام الكبار الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني المعتمد على الأنسولين ومرضى تمدّد عضلة القلب، خاصة لو كانت كفاءة البطين الأيسر أقل من 40 في المائة، والذين يعانون من هبوط احتقاني ويأخذون الأدوية المدرّة للبول، والتي قد تؤدي إلى الجفاف في كبار السن، ولا سيما وقد تزامن رمضان هذا العام مع موجة شديدة الحرارة، كما لا ينصح بصيام الكبار الذين يعانون من الارتجاف الأذيني والمعرضين للجلطات والذين يأخذون أدوية السيولة (الوارفارين).
أيضا ينبغي ألا يصوم الكبار الذين تعرضوا لأزمة قلبية حديثة، سواء مازالوا في العناية المركزة أو تعرضوا لعملية قلب مفتوح أو إجراء قسطرة بالونيه للقلب أو تم تركيب دعامة شريانية أو جهاز كهربي قلبي.. والكبار الذين يعانون من فشل كلوى ينصح بعدم صيامهم أيضا، لأن توازن السوائل والمحاليل في الجسم قد يتأثر بالصيام.
** ترتيبات منصوح بها
كما ينبغي إعادة ترتيب أوقات تعاطي عقاقير ضغط الدم المرتفع، بحيث تتلاءم مع وجبتي الإفطار الذى يمكن اعتباره وجبة غداء متأخرة والسحور وجبة إفطار مبكرة كما يعاد تقييم جرعات الأدوية لتناسب حالة الصيام. فإذا كان في صحة جيدة تسمح له بالصيام دون أي مضاعفات، فيتوجب عليه الآن أن يتفادى التعرّض المباشر لأشعة الشّمس، لاسيّما فترات الذروة لتجنّب الجفاف والاحتباس الحراري والجلوس في مكان مكيف في أوقات الذروة مع مراعاة ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة الفاتحة اللّون.
** مراعاة قواعد الغذاء
كما تراعى قواعد الغذاء وتناول الطعام الصحيحة والتي تناسب وضعه تحديداً، وبشكل عام يجب أن يكثر من شرب السوائل والمياه بعد الإفطار، ويركز على الأطباق الغنية بالفيتامينات والمعادن والأملاح، وألا يقترب من المخللات والأطعمة الحريفة والمشروبات الغازية وخاصة التي تحتوي على الكافيين والأطعمة عالية الدسم كالقطايف والكنافة حتى لا يرتفع ضغط الدم لديه ويدخل في مشاكل هو في غنى عنها.
** أكلات غير مرغوب فيها
-كما لا بد من الاعتناء بالوجبات التي يتناولها عناية خاصة، التي يجب أن تكون على فترات متقاربة وبكميات صغيرة بحسب حجم المعدة، مع الحرص على عدم ملء المعدة بكمية كبيرة من الطّعام، خاصّة الأطعمة التي تسبّب صعوبة في الهضم، وأن يكثر من تناول الفاكهة والعصائر الطّازجة والسلطة الخضراء، ويتجنّب الإكثار من الحلوى، لأنها تسبب عسر الهضم خاصة عندما يدخل في تكوينها الدهون الحيوانية.
** على مائدة الإفطار
والأفضل لكبار السن أن يبدؤوا إفطارهم بالتمر واللبن منزوع الدسم الذى يمنح الطاقة الكبيرة والسعرات الحرارية التي يحتاجونها، وسبع تمرات في اليوم كفيلة بأن تحمي الإنسان من السموم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم والتمرة يمكن اعتبارها بمثابة الشوكولاتة الطبيعية الربانية لبساطة السكريات التي توجد بها وسهولة امتصاصها وقلة السعرات الحرارية واعتدال كمية ملح البوتاسيوم الذي يحافظ على إيقاع القلب، ويقلل ضغط الدم المرتفع كما توجد بداخلها النواة بروعة خطوطها كأنها البصمة الإلهية، لذلك ينصح بجعل التمر هو الحلوى الرمضانية الرسمية على موائد الصائمين وخاصة كبار السن.
و ينصح بتناول الشوربة الساخنة وبعدها طبق الخضار المطبوخ وقطعة من اللحم المشوي أو المسلوق من اللحوم البيضاء كلحم الدجاج أو السمك، بالإضافة إلى طبق السلطة بالليمون والقليل من الأرز أو المكرونة، أيضا البطيخ لوفرة السوائل به وقلة السعرات وغناه بمادة الليكوبين المضادة للأكسدة التي تحمي القلب والأوعية الدموية من الأزمات القلبية والدماغية التي قد تصيب الكبار الصائمين وخاصة في هذا الحر القائظ.
** على مائدة السحور
وبالنسبة للسحور فلا ينبغي الاكتفاء بوجبة واحدة لأهمية السحور في الحفاظ على التوازن بين مستوى الكولسترول النافع والكولسترول الضار، كما كشفت الدراسات الطبية الغربية الحديثة مصداقا لمقولة المصطفى (تسحروا فإن في السحور بركة) فكلما تأخر المسن بتناول وجبة السحور كان ذلك مفيدا له أكثر، وعليه أن يتناول في هذه الوجبة لبن الزبادي مع الخيار والفاكهة، والإكثار من شرب السوائل، وعدم تناول الحلويات، لأنها ستشعره بالعطش أثناء ساعات الصيام. وأيضا ينبغي النوم بعد الطعام مباشرة وترك فترة لا تقل عن ساعتين بعد الطعام لخطورة النوم المباشر في الكبار على صحة القلب والمخ والأوعية الدموية.
** ضرورة المراجعة الصحية
وأخيراً على المسن الصائم أن يعرض نفسه على الطبيب بين فترة وأخرى خلال شهر رمضان، للتأكد من حالته الصحية، وإذ ما كان في حالة جيدة تسمح له باستكمال الصيام أم لا.
21/5/807
https://telegram.me/buratha