تقرير :احمد الشمري/أثار حادث تسلل عدد من الانتحاريين الى مبنى مديرية مكافحة الارهاب في بغداد يوم امس تساؤلات كثيرة وقلق عن هشاشة الوضع الامني في بغداد.
وكان مجموعة من الارهابيين قد تسللوا الى مبنى المديرية بعد وقوع تفجير سيارتين مفخختين ظهر امس الثلاثاء بالقرب من مديرية النجدة ومستشفى الواسطي وسط بغداد اسفرتا عن مقتل واصابة [65] شخصاً.
واكدت مصادر امنية متواجدة في مكان الحادث أمس لوكالة كل العراق [أين] أن" قوات العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الارهاب قامت بأقتحام مبنى المديرية مساء امس بعد ان قامت بقطع التيار الكهربائي عنها".
واضافت أن" نتيجة الاقتحام اسفرت عن مقتل جميع الانتحاريين بعد ان قاموا بتفجير الاحزمة الناسفة التي كانوا يرتدوها لحظة دخول القوات".
واشارت تلك المصادر الى أن" الحادث اسفر عن استشهاد ثمانية من عناصر القوة المقتحمة اضافة الى اصابة اثنين اخرين بجروح".
وبينت أن"الارهابيين الذي كانوا يتردون احزمة ناسفة دخلوا مستغلين ارتدائهم بدلات رجال الامن العاملين في المديرية لكي يتمكنوا من تحرير بعض السجناء".
وهذا هو الحادث الثاني الذي تتعرض له المديرية أن العام الماضي شهد محاولة عدد من أعضاء تنظيم القاعدة المحتجزين في سجن مكافحة الإرهاب في بغداد الهروب، الأمر الذي أدى وقوع اشتباكات مسلحة أودت بحياة نحو تسعة منتسبين وقتل أفراد التنظيم الذين حاولوا الهروب.
ويأتي هذا الحادث بعد اكثر من سبعة ايام عن تفجيرات ثالث ايام رمضان التي استهدفت عدة محافظات عراقية بينها بغداد واسفرت عن استشهاد واصابة العشرات من المواطنين .
وزارة الداخلية العراقية اعلنت في بيان اصدرته مساء امس ان قواتها احبطت هجوما "إرهابياً استهدف مبنى مديرية مكافحة الإرهاب بإقتحامه من قبل مسلحين إرهابيين غايتهم تهريب عناصر قيادية إرهابية محتجزين في المديرية".
واضاف أن"ثلاثة إرهابيين حاولوا دخول المديرية عبر تفجير عبوة ناسفة تلتها سيارة مفخخة في بوابة المديرية بعد ظهر اليوم إلا أن حراس المديرية احبطوا الهجوم وقتلوا إرهابيين إثنين ومنعوا الإقتراب من السجن الذي يحتجز فيه الإرهابيون".
واعلن أن" ضابطا برتبة مقدم استشهد وجرح عنصران أمنيان آخران جراء الحادث كما فرضت الأجهزة الأمنية طوقاً حول مكان الحادث".
واكد ان " هذه الهجمات الإنتحارية اليائسة تأتي في سياق حملة يقوم بها تنظيم القاعدة الإرهابي خلال شهر رمضان المبارك لاعادة الزخم المعنوي لعناصره واستمداد غطاء ديني لعملياته الإجرامية بعد سقوط الأقنعة والذرائع التي يتحجج بها".
تلك الاحداث تثير تساؤلات كبيرة في الشارع العراقي عن حقيقة الوضع الامني وماهي قدرة الاجهزة الامنية التي تعمل على استبابه .
لجنة الامن والدفاع اعتبرت هذا الامر خرقا كبيرا وعزت ذلك عن لسان احد اعضائها هو النائب عيفان العيساوي الى عدم وجود "وزراء امنيين مختصين بوضع ودراسة الخطط الامنية ".
وقال في تصريح لوكالة كل العراق [أين] اليوم أن" مسؤولية الوزراء الامنيين هو وضع ودراسة الخطط الامنية واعتماد الفعاليات الاستباقية والالية التي يتم التعامل بها في مواجهة الارهاب".
واشار العيساوي الى أن"ماحدث امس كان له مثيل في عدة مناطق ومنها قضاء الفلوجة حيث حدثت فيها اكثر من ست حوادث مشابه وفي بغداد ايضا اكثر من 20 حادث".
وشدد العيساوي على عدم وجود اهتمام "بالملف الامني وان الخلافات والمشاكل الخارجية والحدود طغت على العمل من اجل تحسين الواقع الامني اضافة الى عدم ثقة الجماهير بالقيادة الامنية ".
واكد ان وراء الحادث هو "تنظيم القاعدة في العراق حيث انه يمثل الاسلوب الذي يعملون فيه".
من جانبه عدنان الشحماني عضو اللجنة عزا تدهور الملف الامني الى الخلفيات العسكرية لبعض القيادات الامنية.
وقال في تصريح لوكالة كل العراق[اين] ان"عقلية وخلفية هؤلاء هي مشاة ومدفعية وغيرها ممن تقود امن العراق وانهم غير قادرين على مواجهة التطورات الامنية وهم بحاجة الى تخصص أمني وهؤلاء لايمتلكون ذلك التخصص".
وطالب الشحماني باستبدال كل الاجندة العسكرية والخطط الاستراتيجية لانها غير صحيحة ويجب ان تتحول الى ملف امني حقيقي وقيادات امنية متخصصة".
النائبة في التحالف الوطني سوزان السعد اتهمت من جانبها اياد خفية بمحاولة افشال الاجتماع الذي دعا اليه رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري لقادة الكتل السياسية بغية تقريب وجهات النظر لحل الازمة الحالية ، وذلك من خلال التفجيرات التي وقعت الثلاثاء في العاصمة بغداد .
وقالت السعد في بيان لها ان " هناك اجندات تحاول زعزعة الامن في البلد لتعكير الاجواء السياسية وضمان استمرارية الازمات السياسية الحاصلة "مشيرة الى ان هذه الاجندات تخشى من ان تثمر دعوة الجعفري لقادة الكتل على مائدة الافطار وتتمكن من ترطيب الاجواء كافة ".
واضافت ان "التفجيرات تحمل بصمات الجهات التكفيرية التي تحاول ارباك البلد وتحول دون حل الازمات سيما ان التحالف الوطني واطرافا اخرى في العراقية والتحالف الكردستاني يحاولون جاهدين التوسط ما بين قادة الكتل لحل المشاكل العالقة فيما بينهم".
من جانبهم القادة الامنيين اجمعوا ان سبب تدهور الوضع الامني في العراق يعود الى ضعف استخباري ونقص المعلومات وذلك بسبب الامكانيات الضعيفة والذي تقره الحكومة.
وعزوا سبب تلك الامكانيات الضعيفة خلال الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي الى عدم وجود موازنة خاصة بذلك او قانون خاص بها اضافة الى عدم وجود مصادر مالية للحصول على المعلومات.
مجلس النواب اعلن وعلى لسان النائب الاول لرئيس المجلس قصي السهيل استعداده لتشريع جميع القوانين التي تساعد الاجهزة الامنية في عملها داعيا الى وضع خطط امنية كفيلة بالحد من تكرار الخروقات الامنية.
وهناك يطرح سؤال نفسه هل ان الوضع الامني الذي يشهده العراق يتطلب الى تشريعات قانونية او سجالات بين الكتل السياسية لكي يستقر ويشهد جلاء فلول الارهاب بمختلف صفاته؟
https://telegram.me/buratha