معلومات تسربت من المخابرات الأمريكية أن الولايات المتحدة وبعض من القيادات العسكرية المصرية قد قاموا بعملية اغتيال لعمر سليمان لعدة اعتبارات، أولها أن هذا الأخير يعتبر العلبة السوداء في مصر لما يملكه من معلومات هامة تخص المؤسسة العسكرية المصرية والعلاقات الإسرائيلية والأمريكية ودول الجوار.
كما أفادت مصادر قريبة الصلة من المجلس العسكري في مصر أن من بين دوافع تصفية عمر سليمان هو أن المعلومات السرية التي بحوزته ،قد تعصف بعدة قيادات بالعسكر المصري ،سيما وأن عمر سليمان كان يعد مذكرات يروي فيها كل شيء عن العسكر ومعاهدة "كامبديفد" وهو ما لا يخدم عدة جهات داخل و خارج مصر.
وتقول تلك مصادر أن الـ"سي أي إيه" تحصلت من عمر سليمان على معلومات عن الأسلحة البيولوجية التي تصنعها مصر ،حيث تعتبر مصر من بين أكبر الدول الناجحة في صناعة هذا النوع من الأسلحة ،كما تحصلت المخابرات الأمريكية أيضا من عمر سليمان عن معلومات هامة حول حركة حماس ومصادر تمويلها.
ولا تستبعد ذات المصادر أن يكون قرار عمر سليمان بكتابة مذكراته كان بعد إحساسه أنه عرضة للتصفية ،لما يحوزه من معلومات أرادها أن لا تبقى محجوبة ،وأن تظهر للعلن وتفضح الجميع ،لكن يبدو أن الأجل سبق أمل عمر سليمان.
وقد جاء إعلان وفاة عمر سليمان في وقت كان فيه العالم بأسره منشغلا بما يحدث في سوريا بعد عملية إغتيال وزير الدفاع السوري و أخرين من كبار الضباط و القادة الذين كانوا معه ،ما جعل الحادثة تمر دون أن تستوقف المتابعين للوضع ودون أن ينفتح باب الإستفهام عن ظروف وفاة هذا الرجل،ليمر الحدث مرور الكرام.
من جهنها أعلنت السفارة المصرية في واشنطن في بيان لها أنها أُخطرت صباح 19 يوليو/ تموز، من قبل ذوي نائب الرئيس المصري السابق، عمر سليمان، بأنه قد وافته المنية صباح اليوم، وذلك بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، والذي كان يُعالج فيه، وأن سبب الوفاة كان مرضاً وراثياً في الدم، تم اكتشافه خلال الأيام الماضية، أثناء الفحوصات التي كان يجريها بالمستشفى.
وأضاف بيان السفارة أنه يجري الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المستشفى والقنصلية المصرية بواشنطن، ليتسنى نقل الجثمان إلى البلاد.
ومن جانبه، أكد ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن جنازة عمر سليمان ستكون عسكرية، وذلك وفق البروتوكولات العسكرية.
وأضاف على أن رئاسة الجمهورية أرسلت برقية عزاء إلى أسرة الراحل عمر سليمان، وستوفد مندوباً لحضور العزاء
وتوفي سليمان، في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يعالج من مشاكل في الرئة. .
وكان نائب الرئيس المصري السابق قد رشح نفسه في مايو/أيار الماضي للانتخابات الرئاسية التي فاز بها مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، لكن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رفضت استمراره في السباق الرئاسي، نظراً لعدم حصوله على النسبة المقررة من التوكيلات في الوقت المحدد.
وتولى سليمان منصب نائب الرئيس المصري السابق حسني مبارك أثناء مجريات ثورة 25 يناير الشعبية، التي أطاحت به، وهو الذي أعلن البيان الشهير الذي لم يزد عن 50 ثانية، معلناً ترك مبارك لمنصبه بعد 30 سنة قضاها في الحكم. وقبل ذلك كان سليمان رئيساً لجهاز الأمن القومي (المخابرات العامة)، وإليه ينسب فضل حماية حياة مبارك في 1995 عندما تعرض لهجوم من مقاتلين ينتسبون إلى الجماعة الإسلامية المصرية، وذلك عقب وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية.
ولد عمر سليمان في 2 يوليو/تموز 1936، وينتمي إلى محافظة قنا في صعيد مصر، ورأس جهاز المخابرات في الفترة من 22 يناير/كانون الثاني 1993 إلى 19 يناير/كانون الثاني 2011، حيث تم تعيينه نائبا للرئيس. تلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة وانضم للقوات المسلحة في عام 1954، ثم تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي السابق، وفي ثمانينيات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.
ترقى سليمان في عمله بالقوات المسلحة إلى أن وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة العمليات، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية.
صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أوضحت أن وفاة اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة السابق جاءت بمثابة مفاجأة، نظراً لعدم وجود أي تقارير مسبقة عن مرضه أو عن ذهابه للولايات المتحدة لتلقي العلاج، مشيرة إلى وجود حالة من التضارب والغموض حول وفاة سليمان، ونقلت الصحيفة عن السفير المصري بالولايات المتحدة، نبيل فهمي، قوله: "أعتقد أن الكثير من الأسرار ستموت معه"، واصفاً عمر سليمان بأنه كان "مهنياً".
وسائل الإعلام الإسرائيلية بمختلف توجهاتها أبرزت خبر وفاة ، قائلة: إن سليمان أهم شخصية في عهد الرئيس مبارك رحلت في صمت وسكون.
وسيدفن معه الكثير من أسرار عهد الرئيس السابق سواء السياسية أو العسكرية، لاسيما تلك التي ترتبط بالحركات السياسية الإسلامية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: إن رحيل سليمان بالتأكيد سيكون له الكثير من الآثار السلبية على مصر، خصوصًا وأن لديه مفاتيح العديد من الملفات، والأهم من هذا كله أنه كان يعرف كيف يتعامل مع أكثر القضايا تعقيدا بخاصة القضية الفلسطينية.
اللافت أن الصحيفة عادت وركزت على نقطة الأسرار التي يحتفظ بها سليمان، موضحة أن هناك عددأ من الأسرار العملية التي كان يحتفظ بها سليمان لنفسه وحصل عليها نتيجة لمنصبه السياسي، أو أسرار عامة موجودة في أرشيف المخابرات العامة المصرية.
ونعت الصحيفة في النهاية سليمان، موضحة أنه كان واحدا من أبرز الساسة المصريين ممن تعاملوا مع إسرائيل. أما داخليا فقد أكد مصدر أمني رفيع المستوى في مصر أن وفاة اللواء عمر سليمان جاءت طبيعية ولا توجد أية شبه جنائية او إستهداف له من قبل أي جهة.
هاآرتس: سليمان حامى السلام بين مصر وإسرائيل
وتحت عنوان "حامي السلام بين مصر وإسرائيل"، انطلقت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تؤكد أن تل أبيب فقدت اليوم الرجل الذي حمى السلام بين مصر وإسرائيل.
وأضافت أن سليمان كان بمثابة الوساطة السلمية بين العلاقات المصرية والإسرائيلية، مشيرة إلى أن إسرائيل ستفتقد سياسة هذا الرجل فى المنطقة.
وأكدت أن سليمان فعل الكثير من أجل أمن مصر وسلامة أراضيها وقوة شعبها، فضلا عن مساهمته التي لا تنسى في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وعمل جاهدًا على الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، على حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة أن اللواء عمر سليمان توفى في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة الامريكية أثناء قيامه بالعديد من الفحوصات الطبية ولكن دون سابق حالة مرضية خطيرة.
وذكرت الصحيفة أنه بدأت منذ ساعات قليلة إجراءات نقل الجثمان إلى القاهرة لتشييع جنازته في موكب عسكري تكريمًا له ولخدماته لصالح الوطن.
من جهة أخرى وأوضح مصدر في الرئاسة المصرية أن تحريات الجهات السيادية أثبتت عدم تورط أي دولة او منظمة في وفاة سليمان، خاصة ان بعض وسائل الاعلام قد رددت هذا الأمر لطبيعة عمل سليمان السابقة كرئيس لجهاز المخابرات العامة.
وبدأت مبكرا للغاية حملة التشكيك فى حقيقة وفاة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، حيث أطلق أنصاره وأعضاء حملته لخوض انتخابات الرئاسة الماضية، سهام الشك والريبة حول وفاته، مؤكدين أنها ليست طبيعية، وأن هناك شبهة جنائية فى الوفاة، متهمين الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف خلف مقتله خوفا من وصوله للحكم خلال السنوات القادمة، على حد زعمهم.
وقال حسن الغندور منسق الحملة، إنهم سينظمون وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية للقاهرة للمطالبة بطرد السفيرة الأمريكية والتنديد بمقتل نائب رئيس الجمهورية السابق، مؤكدا أنهم لن يتنازلوا عن حقه نهائيا حتى وإن وصل الأمر للتصعيد ضد أمريكا وممثليها فى مصر.
من جانبها كلفت وزارة الخارجية سفارة مصر في واشنطن، والقنصلية العامة في نيويورك، اتخاذ جميع الإجراءات العاجلة لشحن جثمان اللواء عمر سليمان، الذي وافته المنية فجر اليوم الخميس.
وقال: السفير الحسيني عبد الوهاب، مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية، في تصريحات خاصة لـ'بوابة الأهرام' أنه في مثل هذه الحالات يتم التصديق على شهادة الوفاة، وشحن جثمان الفقيد بصورة عادية، دون أي إجراءات استثنائية.
ولفت عبد الوهاب إلى أن الوزارة قامت بالفعل عبر السفارة والقنصلية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بسرعة شحن الجثمان وإعادته إلى القاهرة، لافتا إلى أن سفير مصر في واشنطن سامح شكري الذي عاد إلي مقر عمله الثلاثاء الماضي، بعد عطلة قضاها بالقاهرة يشرف بنفسه على هذه الإجراءات.
الإخوان المسلمين لم يخفوا فرحهم بوفاة سليمان، فقد عبر الداعية الإسلامي وجدي غنيم عن سعادته البالغة بوفاة اللواء عمر سليمان، واصفا إياه بـ "المُجرم".
وقال غنيم عبر تسجيل صوتي له على موقع "يوتيوب": "فرحت لهلاك المُجرم المُنافق عمر سليمان، وفرح المسلمون الحقيقيون وليس المزيفون، نحن نفرح لهلاك المُجرمين وهنثبت إجرامه".
وتابع: "نفق عمر سليمان، غار في 60 في داهية، الله ينتقم منه بقدر عدائه للإسلام والمُسلمين، حسبى الله ونعم الوكيل فيه، أيوة انا شمتان في موته، اومال ازعل واعيط!!".
الجماعة الإسلامية في مصر طالبت بالتحقيق في وفاة اللواء عمر سليمان ، مشيرة إلى أنه كان خزينة أسرار نظام مبارك.
وأصدرت الجماعة الخميس بيانا طالبت فيه بالتثبت من حقيقة وفاة رجل المخابرات اللواء عمر سليمان للكشف عما إذا كانت هذه الوفاة حقيقية طبيعية أم أنها محاولة للإفلات من المحاكمات التى تنتظره، أم أنها تمت للتخلص التام من خزينة الأسرار التى يحملها، مشيرة إلى أنه كان ركنا من أركان نظام مبارك، وتعاون مع دول أجنبية بما يضر بمصالح الشعب المصرى وشعوب أخرى مجاورة، وفقا لصحيفة المصريون.
وأكد الجماعة أن عمر سليمان و أفنى عمره فى خدمته والتستر على جرائمه والتى اتخذت أشكالا عدة من تعذيب إلى تصفية جسدية، وتعذيب مواطنين أبرياء ورعايا دول أخرى بالوكالة لصالح أجهزة مخابرات أجنبية لا تسمح قوانينها ولا أخلاقياتها المزعومة بذلك.
وطالبت بدفنه بعيد عن مظاهر التكريم لأنه لا ينبغى تكريم من أجرم فى حق شعبه وأمته فى حين أن مناضلى الوطن والذين أفنو أعمارهم فى معارضة النظام السابق مازالوا يعانون الحرمان السياسى بسبب معارضتهم النظام الذى كان أحد زبانيته عمر سليمان .
وأكدت أن في وفاته عظة وعبرة لكل من ساهم فى دعم استمرار النظام السابق، تدفعهم للتوبة والخروج من المظالم التى وقعوا فيها قبل حلول الأجل والوقوف أمام الله عز وجل، حيث يحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة.
13/5/720
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha