عمان / مراسل براثا نيوز
أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن ما يحدث في جامعة "مؤتة" ما هو إلا نتاج طبيعي لما أسمته بـ"أسلوب النعامة" الحكومي في التعاطي مع ملف العنف الجامعي.
وأشارت الحملة إلى أن ما حدث اليوم في جامعة "مؤتة" هو تطور خطير في ملف العنف الجامعي من حيث الشكل والمضمون، حيث أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها الزجاجات الحارقة داخل الحرم الجامعي، ويتم استهداف مباني كليات بعينها للحرق والتدمير إضافة إلى حرق الأشجار.
ونوهت "ذبحتونا" إلى أن دخول الأسلحة والزجاجات الحارقة ومئات الملثمين إلى داخل الحرم الجامعي اليوم مع علم إدارة الجامعة منذ يوم أمس بالوضع المشحون داخل الجامعة، وتساءلت الحملة عن دور الأمن الجامعي على بوابات الجامعة وداخل الحرم الجامعي، وكيف تم تمرير كميات كبيرة من الزجاجات الحارقة والأسلحة دون رقيب أو حسيب.
وأشارت إلى خشيتها من حديث حول تطويق للمشاجرة من خلال توزيع بضعة فناجين قهوة وعشرات "تبويس اللحى" ومن ثم إغلاق الملف وكأن شيئاً لم يكن.
واعتبرت "ذبحتونا" أن الحكومات المتعاقبة ووزارة التعليم العالي يتحملان المسؤولية الكاملة عما آل إليه الوضع في جامعاتنا الأردنية، وعلى الرغم من قيامهما بتشكيل اللجان لعلاج هذه الظاهرة إلا أن ما خرجت به هذه اللجان - رغم ملاحظاتنا على مخرجاتها- بقي حبراً على ورق ولم يتم تطبيق أي من توصيات اللجان، وكان آخر هذه اللجان تلك اللجنة التي تشكلت في عهد وزيرة التعليم العالي السابقة الدكتورة "رويدا" وترأسها الدكتور "موسى اشتيوي" مدير مركز الدراسات الإسترتيجية حيث بقيت هذه التوصيات حبيسة الأدراج.
ورأت الحملة أن الحكومة تتعامل مع قضية العنف الجامعي من على قاعدة "الإحتواء وليس القضاء"، حيث تعمل الحكومة وإدارات الجامعات على احتواء هذه المشاجرات دون بذل جهد حقيقي للقضاء عليها، فالحكومة تستفيد من وجود هذه الظاهرة التي تمنع وجود جسم طلابي متماسك يواجه السياسات الحكومية في الجامعات وعلى رأسها سياسات الخصخصة في الجامعات الرسمية وتنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي.
وقالت إن على الحكومة أن تعلم جيداً بأن سياساتها هذه تساهم بشكل كبير في ضرب التعليم العالي في الأردن، وتشويه سمعة الجامعات الأردنية التي كان الطلبة من كل الدول العربية المحيطة بنا يتسابقون لدخولها، وكان خريجو هذه الجامعات الأميز بين خريجي معظم الجامعات العربية.
وأضافت "ذبحتونا" إن استمرار سياسة "النعامة" و"الإحتواء" لن يؤديا إلا إلى مزيد من العنف الجامعي، ونحذر في حملة ذبحتونا حكومتنا من أن "السحر قد ينقلب على الساحر" ويفلت زمام الأمور من الجميع. وعلى كافة الجهات المعنية الوقوف ملياً أمام ما التحول الخطير الذي حدث اليوم في جامعة مؤتة.
ورفضت أي خطوات حكومية تهدف إلى امتصاص غضب الرأي العام الأردني، ونطالب باتخاذ خطوات جدية لمواجهة هذه الظاهرة تبدأ باطلاق الحريات الطلابية والعمل السياسي في الجامعات مروراً بأسس القبول الجامعي ودور الأمن الجامعي وليس انتهاءاً باتخاذ العقوبات الرادعة بعيداً عن الواسطة والمحسوبية و"فناجين القهوة".
https://telegram.me/buratha