بعدما اعلن الديوان الملكي السعودي وفاة ولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز في خبر وقع كالصاعقة على السعوديين ،حيث شكلت وفاته مفاجاة لهم لان النظام السعودي كان يتكتم على مرض عضال كان يعاني من الامير نايف ، كما كان نجله الامير محمد مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف قد كذب الاسبوع الماضي انباء عن تدهور صحة والده واصر على التكتم على تدهور صحته رغم تسرب تقارير عن حالته الصحية الميؤوس منها. وتمثل وفاة ولي العهد الامير نايف المفاجئة وغيابه عن المسرح الامني والسياسي في السعودية ، منعطفا خطيرا في البلاد ويهدد اسرة ال سعود بمزيد من المخاطر الامنية في توسع دائرة المعارضة له ، ويهدد بمزيد من الانشقاق والخلافات داخل الاسرة الحاكمة لاسباب عديدة منها :اولا : كان نايف بن عبد العزيز ، هو الرجل الاول الذي يمسك الملف الامني في داخل النظام السعودي ، من دون جميع اخوته ولم يسمح لهم بمشاركته في هذا الملف ، خاصة وانه استلم وزارة الداخلية منذ عام 1970 باعتباره مساعدا لوزير الداخلية فهد بن عبد العزيز ، ثم استلم الوزارة عام 1975 وحتى وفاته ، وطوال فترة 37 سنة كان الامير نايف، الرجل الاول في جميع الملفات الامنية داخليا وخارجيا ، حيث كا ن يشرف على مشاريع ومخططات جهاز الاستخبارات السعودية الذي يديره شقيقيه الامير مقرن بن عبد العزيز ، وهذا الجهاز يعتبر من اشد الاجهزة تاثيرا في تنفيذ المخططات والمشاريع السياسية والامنية السعودية في الخارج سواء في الدول العربية او الدول الاسلامية ، واكدت تقارير اعلامية ان الامير نايف بن عبد العزيز ، كان يشرف بنفسه على تشكيل ودعم التنظيمات الوهابية المسلحة في دول عربية واسلامية ، ومنها التنظيمات الطائفية الوهابية في العراق التي نفذت المئات من عمليات التفجير والاغتيالات لزعزعة الاستقرار في العراق وضرب الاغلبية الشيعية فيه وفي منطقة الخليج. كما كان الامير نايف بن عبد العزيز يرسل تعليماته المباشرة لرجال الدين الوهابيين اعضاء هيئة العلماء التابعة للنظام كي يصدروا الفتاوى التكفيرية ضد الشيعة وبقية المسلمين ويعتبر الامير نايف بن عبد العزيز هو المشرف الاول على الملفين الامني والعسكري في كل من سوريا ولبنان ، حيث عرف عنه متابعته لهذين الملفين بشكل دائم وفي لقاء له مع قيادات في المعارضة السورية في انقره اثناء زيارته لتركيا ، قال لهم " ابشروا نحن معكم حتى التخلص من بشار الاسد وطائفته بالاضافة الى ذلك كان الامير نايف بن عبد العزيز مسؤولا عن دعم تشكيل تنظيمات وهابية مسلحة في الفغانستان وباكستان ومنها تنظيم " جيش الصحابة " الذي تاسس في البنجاب في باكستان عام 1985. وكان مؤسسو هذا التنظيم هم وهابيون متطرفون على علاقة بالنظام السعودي وهم " مولانا حق نواز جانجوي، ومولانا زيوار رحمن فاروقي، ومولانا إيثار الحق قاسمي، ومولانا عزم طارق" وانتشر هذا التنظيم في 74 منطقة و225 منطقة فرعية في باكستان وكانت تستهدف الشيعة بعمليات الاغتيال والتفجير كما اشرف الامير نايف بن عبد العزيز على تشكيل ودعم تنظيم ارهابي دموي اخر في باكستان المعروف ، باسم "جيش جانجوي " في عام 1996 وكان الوهابي المتطرف رياض بصرة رئيسا له ونفذ هذا التنظيم مئات العمليات الارهابية استهدف فيها قيادات شيعية ومسوؤلين حكوميين من الشيعة في باكستان ، و بحلول عام 2001 كان " جيش جانجوي" قد تورط في 350 حادثة اغتيال ضد قيادات شيعية وغيرها من العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء باكستان وفي ايران ، يعتبر "تنظيم جند الله" البلوشي بزعامة الوهابي المتطرف عبد الملك ريغي من انجازات جهاز المخابرات السعودي في عهد الامير نايف حيث تم الاعلان عن تشكيله عام 2002 باشراف ودعم المخابرات السعودية ، بهدف اثارة الفتنة الطائفية ومحاولة تنفيذ مشروع اقامة اقاليم سنية في ايران وصولا الى زعزعة الاستقرار والامن في ايران والعمل على تفككها خدمة للمشروع الاسرائيلي الغربي ،وقد تم اعتقال عبد الملك ريغي من قبل عناصر من المخابرات الايرانية بينما كان في طائرة خاصة انطلقت من دبي في طريقها الى دول مجاورة لايران في اسيا الوسطى ، وتم اجبار طائرته الخاصة على الهبوط في ايران وبعد محاكمة امام القضاء الايراني حكم عليه بالاعدام ونفذ فيه الحكم في الثالث من شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2010 ثانيا -وبخلاف هذه العمليات المخابراتية السعودية، فان الامير نايف اشرف على تنفيذ مشاريع الالتفاف على ثورات الصحة الاسلامية في العالم العربي ، في كل من مصر واليمن وتونس والبحرين اذ يعتبر الرجل الاول وراء كل الجهود المخابراتية في هذا المجال المدعومة بمليارات الدولارات لضرب هذه الثورات ، وكان وراء مشروع "انقاذ" الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي من تونس بطائرة خاصة رافقه فيها نجله الامير محمد بن نايف وذات الدور مارسه الامير نايف في مصر حيث كان على صلة بالرئيس المخلوع مبارك وقام بزيارته بصورة سرية وقاد عملية دعم المجلس العسكري وبقايا رموز النظام بهدف العمل على انتاجه ثانية من خلال انتخابات يستخدم فيها مئات الملايين من الدولارات كمال سياسي للتاثير في اتجاهات الراي العام وشراء الاصوات بهدف تحقيق فوز مرشحي الفلول ثالثا - ويمثل وفاة الامير نايف بن عبد العزيز تطورا خطيرا في ثبات وتماسك الاسرة الحاكمة ، خاصة وان استلامه لمنصب ولاية العهد في تشرين الاول الماضي مباشرة من الملك عبد الله بن عبد العزيز وليس من خلال هيئة البيعة ، لعلم الملك بوجود معارضين لاسناد منصب ولاية العهد للامير نايف ، لذا يتوقع المراقبون ان يكون اختيار ولي عهد جديد خلفا له ، على حساب مزيد من الخلافات والتشضي داخل الاسرة الحاكمة سواء بين اخوة الامير نايف من ابناء عبد العزيز ، او بين ابناء عبد العزيز وابناء الملك فيصل الذين ينتظرون حصتهم في ولاية العهد بعد انتظارطويل وكانت تقارير صحفية امريكية قد كشفت قبل عدة شهور ولاكثر من مرة ، عن قلق كبير لدى الادارة الامريكية من ازدياد الخلافات في الاسرة الحاكمة وتسرب خبر نزاعاتهم الى الاوساط الشعبية السعودية ، بالتزامن مع الحالة الصحية القلقة للملك ، ونشوب نزاعات بين ابناء الجيل الجديد من اسرة ال سعود ، حيث يمني كل امير نفسه بالحصول على حصة من "غنيمة" ارث الكبار من ال سعود الذين باتوا على اعتاب الموت والمرض وغير قادرين على حكم البلاد ، ومن هؤلاء الشباب ابناء الملك عبد الله وابناء الملك فهد وابناء الملك فيصل الامير نايف ولد عام 1934 واستلم عدة مناصب مهمة واهمها وزارة الداخلية ومن ثم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالاضافة الى وزارة الداخلية ، واخيرا منصب ولي العهد مع تمسكه بوزارة الداخلية الى ان توفي امس الاول في جنيف لينهي عهدا طويلا من التورط في مشاريع امنية داخلية وخارجية ، كان من بين ابرزها استمالة المجاميع الارهابية من اعضاء تنظيم القاعدة ، والبطش بالذين رفضوا عروضه المغرية للانضمام الى دعم النظام السعودي.
6/5/618
https://telegram.me/buratha