جاء الصيف وجاءت معه قصص أفعى سيد دخيل، والتي أثارت رعباً كبيراً جداً في منطقة ناحية سيد دخيل في محافظة الناصرية، هذه المنطقة التي تقع في فوهة أهوار الجنوب شهدت في العام الماضي مقتل حوالي 35 شخصاً بسبب لدغة هذه الأفعى التي تتواجد على وجه الخصوص في منطقة آل إبراهيم، والحكايات في شأنها كثيرة، وقصصها تثير القشعريرة في البدن حال سماعها، ولكن يجمع أهالي المنطقة إلى أن سبب وجودها يعود إلى أيام الاحتلال البريطاني، والرواية العامة لدى آل إبراهيم تقول بأن أحد أفراد العشيررة قتل أحد الضباط الإنكليز أثناء تفاوضهم مع زعماء الناصرية إبّان أيام الجهاد ضد البريطانيين، فاستفسرت أخته عن منطقة القاتل فجاءت إلى منطقة العشيرة في سيد دخيل وجاءت بزوجين من هذه الأفعى، الأفعى صغيرة جداً وهي لا تزيد عن 50 سنتمتراً ورفيعة جداً أيضاً ولكنها كثيرة التكاثر إذ أن المعروف عنها ان ها تضع خمسة إلى ستة بيضات تحتوي كل واحدة منها على ستين صلاً، وتعد هذه الأفعى ثاني أخطر أفعى في العالم من حيث درجتها السمية، ونتيجة الرعب في المنطقة فإن أي لدغة أفعى تحسب على هذه الأفعى، ولكن الوهم كبير جداً في هذا المجال فالمنطقة تتواجد فيها أفاعي متعددة ولا سييما الكوبرا وأفعى أم الصليب وحية أم راسين وفي العادة تكون هذه هي من نوع الكوبرا، ولكن حية سيد دخيل نوع مختلف، فهي ليست هجومية، وإنما هي من نمط دفاعي وتتكاثر في المناطق الرطبة وليست الجافة كما توهم العديدون وفي العادة فإن الشهر الرابع إلى أخر الشهر الخامس تكون هي الأشهر المثالية لتواجد هذه الأفعى في حقول المنطقة، ومن المعروف أن سمّها يصيب الدائرة العصبية في البدن، وبالتالي فهي سريعة التأثير على الملدوغ، وبالرغم من إدعاء دوائر الصحة في المنطقة عن توفر الأمصال اللازمة لها، ولكن في الحقيقة يجري غموض في هذا الشأن وسط التضارب في معرفة هذه الأفعى، وعادة ما تكون الطريقة بدائية جداً قياساً إلى التقدم الصحي في المنطقة، إذ يتم تخليص الإنسان من دمه وبكميات كبيرة في مهمة تنقية الدم من سمّها، خاصة وأن الكثير من ملدوغي الأفاعى يتحدثون عن انهم لم يحسوا بلسعتها في البداية وأمضوا وقتاً مهماً قبل أن يشعروا بتسممهم بلسعتها، وهذا خلاف واقع لسعة هذه الحية، فالقتلى الذين قضوا نحبهم في العام الماضي هم وحدهم يعرفون قصة حية سيد دخيل التي لا تمهل ضحاياها وقتاً كبيراً.
https://telegram.me/buratha