تقرير: التحولات الدستورية في العراق برأي باحثة روسية
متابعة ـ علي عبد سلمان
صدر للمستعربة الروسية مارينا سبرونفا كتاب " التحولات الدستورية في العراق" الذي يصور المراحل التأريخية للتطور الدستوري ومؤسسات الدولة في هذه البلاد التي عانت خلال عدة عقود من الحكم الدكتاتوري والحروب والاحتلال الامريكي والاضطرابات الطائفية. وتتناول المؤلفة سياسة بريطانيا لأقامة نظاام اداري في مرحلة الانتداب وصدور اول دستور عراقي عام 1924 ثم الدساتير المؤقتة في اعوام 1958 و1964 و1998 . كما تبحث دستور عام 1970 الذي كرس نظام الحزب الواحد في العراق، وكذلك تشكيل الاجهزة الانتقالية للدولة في ظروف الاحتلال ، حتى صدور الدستور العراقي الدائم في عام 2005 .
ويشير مترجم الكتاب د. فالح الحمراني الى ان الكتاب يمثل محاولة جادة للمساهمة في فهم الخلفيات التأريخية لما يجري في العراق واحتمالات تطوره ووسائل تجاوز الازمة المستديمة والتغلب عليها. انه محاولة لوضع وصفة ناجعة بيد النخب العراقية ، ويمكن ان يكون مرشدا للساسة العرب ، لبناء الدول على أسس عقلانية وواقعية تقوم على اتفان فن الحلول الوسط والبحث عن اشكال الادارة التي تلائم طبيعة المجتمع وتقاليده وموروثه الحضاري ومستوى تطوره في المرحلة الراهنة.
فيما يؤكد الباحث المعروف د. جيورجي كوساتش في مقدمة الكتاب ان المؤلفة تكتب عن العراق، البلد الذي ظهر ( ومثله بذلك مثل الكيانات السياسية التي يطلق عليها جيوسياسيا العالم العربي) ليس نتيجة عوامل داخلية ونشوء طبيعي داخلي بل نتيجة تدخل قوة خارجية كبرى في منطقة الشرق الاوسط. وبمساعدة هذه الدولة العظمى اقيمت المملكة العراقية في عام 1920 على جزء من الدولة العثمانية التي لم يعد لها وجود ( في البداية تحت الوصاية البريطانية).ولكن فقط بتأثير هذه القوة الخارجية حددت رقعة ارض للدولة العراقية.. كما ساعدت على نشوء نظام محلي لادارة الدولة بما في ذلك اعداد دستور عام 1924 ... وهكذا ظهرت صورة متناقضة : فمبادئ بناء الدولة التي غرست من الخارج وثبتت في اول دستور عراقي تعرضت لتحول داخلي معقد ..ومن دون شك انها انها كانت مبادئ ديمقراطية – ففي نهاية المطاف ان مصدر هذه المبادئ كانت بريطانيا وهي احدى أعرق الديمقراطيات في العالم ..لكن عملية تحول هذه المبادئ لاحقا ادت الى تشكل نظام دولة الحزب الواحد. وبرأيه ان كتاب سبرونفا عبقري لكونها استطاعت ان تشرح الوضع العراقي من خلال قراءة النص الدستوري الذي عكس بصورة مركزة جوهر هذا الوضع.
9/5/427
https://telegram.me/buratha