شر البلية ما يضحك ! بعد تحطيم تمثال الحمار: رئيس حزب الحمير الكردستاني: يستعد لخوض انتخابات مجالس المحافظات!
تقرير ـ سالار توفيق مراسل براثا نيوز في كردستان
حطم مجهولون تمثال حزب الحمير الكردي الذي تم وضعه مؤخرا وسط مدينة السليمانية، وفيما وصف النحات الكردي زيرك ميرة العمل بـ”الإرهاب الفكري”، طالب مئات الفنانين والصحفيين في المحافظة بفتح تحقيق بالحادث ومحاسبة المتورطين به .
وكان رئيس حزب الحمير الكردستاني عمر كلول، قد أزاح مؤخرا الستار عن أول تمثال برونزي لحمار يرتدي بدلة وربطة عنق وضع في ساحة نالي وسط مدينة السليمانية، وهي واحدة من أشهر ساحات ثاني مدن إقليم كردستان العراق، التي كانت المعارضة الكردية قد تظاهرت بالقرب منها العام الماضي واتخذتها مركزا لاعتصاماتها.
وأوضح كلول، رئيس حزب الحمير الكردستاني، أنه «أقام نصبا تذكاريا في قلب مدينة السليمانية قرب المكتبة العامة المركزية، وهو لحمار بكامل أناقته»، موضحا أن «منفذ العمل الفنان زيرك ميرو هو من ألبس الحمار البدلة وربطة العنق تعبيرا منه عن ثقافة وأناقة الحمار».
وأعلن رئيس حزب الحمير الكردستاني عمر كلول، مطلع شباط الماضي، عن فتح باب الانتماء إلى صفوفه لغير العراقيين بهدف “عولمة النضال” من أجل حقوق هذا الحيوان، ولفت إلى قبول أربعة بنغلادشيين بين أعضائه الجدد، مطالبا بحماية الحمير في مناطق النزاعات المسلحة في العالم.
وأكد كلول، في30 كانون الثاني 2012، خلال ندوة في قضاء كويسنجق التابع لمحافظة اربيل أن حزبه رفض مساعدات مالية من الحكومة قدرها مليوني دينار بسبب المخصصات الهائلة التي تدفع لأحزاب لا تملك أعضاء بمقدار حزبه، مضيفا أن الحمير لعبت دورا محوريا في جبال كردستان خلال فترة النظام السابق بعد أن كانت تسخّر لحمل الأسلحة في الجبال الوعرة، فضلا عن حمل المسؤولين الذين لم يفوا لـ”جهود هذا الحيوان”.
وقال ميرة وهو الفنان الذي انجز التمثال ، إن “مجهولين قاموا، اليوم، بتحطيم أجزاء من تمثال الحمار التابع لحزب الحمير وسط السليمانية، والذي يعد منجزا مهما”، واصفا ذلك بـ”الإرهاب الفكري والثقافي”.
وأضاف ميرة أن “المئات من الفنانين والصحفيين والناشطين في مجالات مختلفة بالمحافظة، أطلقوا حملة للتضامن معي”.
من جانبه، أكد الفنان التشكيلي آري بابان وهو أحد منظمي الحملة أن “هذه الحملة جاءت للتضامن مع ميرة، ولإدانة الأيادي السوداء التي شوهت التمثال”، مطالبا الجهات المختصة بـ”فتح تحقيق حول الحادث وتسليم المتورطين إلى القانون”. ورفع حزب الحمير الكردي، في الـ11 نيسان 2012، الستار لأول تمثال للحمير في ساحة نالي وسط محافظة السليمانية، فيما اعتبر رئيس الحزب أن هذا اليوم يعادل في أهميته “يوم زواجه”، وحضر مراسم رفع الستار عن التمثال الذي يمثل رأس حمار يرتدي ربطة عنق، جمهور غفير من محبي فن النحت في السليمانية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني فضلا عن رئيس حزب الحمير الكردستاني عمر كلول.
وأسس كلول مع مجموعة من أصدقائه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي جمعية من اجل الدفاع عن حقوق الحمير، إلا أن النظام السابق هدد أعضاء وناشطي الحزب من مغبة الاستمرار في مثل هذا النشاط.
ويسمي كلول مكتبه السياسي بـ”الخان” الذي يعتبر وفق اللغة الكردية مكان نوم الحمير، في حين يتبادل أعضاء الحزب كلمة “أنت حمار” التي يعتبرونها دليلا على الاحترام، بعكس ما يتداول عند عامة الناس.
وجاءت الإجازة الرسمية لحزب الحمير في، آب 2005، من حكومة إقليم كردستان العراق (إدارة السليمانية) اثر ندوات وفعاليات و”رفس” حسب تعبير ناشطي الحزب وندوات مختلفة لأعضاء الحزب المذكور وفي مقدمتهم عمر كلول.
يذكر أنه في منتصف القرن الماضي أسس في أوروبا “نادي الحمير” الذي يرأسه “فرانسوا بيل”، ويتمتع الأعضاء فيه بمكانة اجتماعية مرموقة وللبعض وزنهم في الحياة السياسية والاقتصادية، ونظرا لمكانة هذا النادي وأهدافه الاجتماعية الترفيهية، افتتح له فروعا في مصر ولبنان وسوريا.
قال عمر كلول، رئيس حزب الحمير الكردستاني، إن «عشرات الفنانين والكتاب والمثقفين الأكراد قرروا الانضمام إلى حزبنا، حزب الحمير، بعد أن أزحنا الستار عن تمثال الحمار رمز حزبنا في مدينة السليمانية»، مشيرا إلى أن «موقع تمثال الحمار أصبح موضع اهتمام وزيارة العشرات من المواطنين الذين يلتقطون الصور التذكارية إلى جانبه».
ويستعد كلول لخوض انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في سبتمبر (أيلول) المقبل، وأكد أنهم «طلبوا منه جمع 500 توقيع ليتمكن من ترشيح نفسه، ولكنه سيجمع عشرة آلاف توقيع، حسب تأكيده».
وتحدث كلول عن بدايات تأسيسه لهذا الحزب الذي يربو عدد أعضائه اليوم على عشرة آلاف شخص، موزعين على أنحاء كردستان وأجزاء من العراق، قائلا: «عندما سجنت في مديرية الأمن التابعة لنظام صدام حسين، فكرت وأنا داخل السجن بأن ألجأ إلى خدعة النظام لمواصلة نضالي القومي، فمع اشتداد قبضة النظام البعثي على مفاصل العراق وملاحقته لكل صوت معارض، واتتني فكرة التستر تحت اسم معين لحزب جديد أواصل من خلاله نضالي القومي، ونظرا لتعاطفي الشديد مع الحيوانات، وخاصة مع الحمير، وبعد أن وجدت أن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وصل إلى حد القتل والإبادة والتعذيب بشتى الأشكال، أعلنت تأسيس حزب الحمير عام 1979، وبعد فترة قصيرة وجدت الكثيرين يطلبون الانتماء إلى هذا الحزب، وهكذا أصبح هناك انتماء للحزب حتى من بقية مناطق العراق». وبسؤاله عما إذا حصل على الإجازة الرسمية للحزب قال كلول: «من أين آخذ الإجازة؟ النظام السابق كان يرفض ظهور أي صوت معارض له في تلك الفترة المبكرة من حكم صدام حسين حتى لو كان صوت الحيوانات ونهيق الحمير، وهو الذي بدأ رئاسته للعراق بإعدام أكثر من عشرين قياديا من رفاقه في الحزب، فالدافع الأساسي عندي كان هو التستر وراء هذا الاسم، ثم تحولنا إلى حزب كبير، وما زلنا موجودين على الساحة لحد الآن».
وعن شروط العضوية يقول الأمين العام للحزب: «من الشروط الأساسية أن لا يكون المنتمي إلى الحزب كذابا، وأن يكون قنوعا وصبورا، ويقدم خدماته دون مقابل، وأن يكون في خدمة القضايا القومية لشعبه أولا، وحريصا على خدمة الحمير ثانيا».
وعن طريقة الانضمام والعضوية للحزب يقول: «يخضع طالب الانتماء إلى تجربة، هي أن يقوم برفسة كبيرة، وهي شرط الاختبار للدخول إلى الحزب بغض النظر عن مكانة هذا الشخص وطبقته الاجتماعية».
وأوضح قائلا: «نحن أيضا لدينا قيادة أنا أمينها العام، لكن تسميات مكاتبنا تختلف عما هو معمول به في الأحزاب السياسية، فالمكتب السياسي عندنا يسمى (الخان)، وتسمى المكاتب الفرعية بـ(الإسطبل)، وهناك تراتبية في الدرجات الحزبية، منها حمار وأتان وجحش». وكانت المجموعة قد طلبت ترخيصا من حكومة إقليم كردستان لفتح إذاعة خاصة بهم باسم «النهيق». ويقول رئيس المجموعة إنه «لو تلقى الدعم المادي اللازم من الحكومة لحول جميع أبناء كردستان إلى أنصار الحمير، لأن هذا الحيوان معروف بصبره ومسالمته وسعيه لخدمة الإنسان، على عكس الأحزاب السياسية التي تتناحر وتتصارع ويقتل بعضها بعضا، ولكن للأسف لم يخصص البرلمان لنا سوى مليوني دينار (ما يعادل 1600 دولار) كميزانية للحزب، في حين أن هناك أحزابا أخرى تقتات على ميزانيات ضخمة من الحكومة، ولذلك نحن نعاني من ضعف إعلامي ومن خفوت صوت نهيقنا».
13/6/424
https://telegram.me/buratha