هل ان اغلاق اذاعة شفق مقدمة لإجراءات اخرى لتطهير "بيئة" بغداد؟
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
تتوارد انباء مقلقة من وطننا العراق، خاصة من العاصمة بغداد، احدى المواطن التاريخية للكورد الفيلية الذين وضعوا منذ القدم بصماتهم الواضحة على الحياة التجارية والسياسية والاجتماعية لهذه المدينة العريقة، انباء تنذر بمخاطر جديدة تهدد مكوننا.
فبالأمس وجهت جهة سياسية ممثلة في مجلس النواب تهديدا وانذارا بالتطهير العرقي في العاصمة بغداد ومناطق اخرى. واليوم نقرأ قرارا بالتطهير الثقافي والاعلامي يأمر بغلق محطة الاذاعة الكوردية الفيلية الوحيدة في بغداد بذريعة ان برجها المتواضع يضر بالبيئة في المنطقة.
لا نريد ان نناقش ضعف الحجج المقدمة عن سبب قرار الاغلاق لان آخرين ذكروها وفندوها لكونها غير موضوعية من الناحية التقنية. ولكننا نسأل، هل اصبح كل شيء حتى البيئة مباح في السياسة في العراق الجديد وقابل للاستخدام كسلاح في الصراعات السياسية؟ فان كان الامر كذلك فإنها لمصيبة ان تغلق محطة اذاعة كوردية فيلية وحيدة في العاصمة بسبب خلافات سياسية بين بغداد واربيل، كما يقال. والمصيبة اعظم اذا كان الامر هو مقدمة لما نخشاه أن يكون تنفيذا للتهديد والوعيد والانذار الذي وجّهته تلك الجهة الممثلة في مجلس النواب العراقي والمقربة من بعض اجنحة السلطة قبل اسابيع بوجوب رحيل الكورد عن بغداد ومناطقهم الاخرى (التي مرت مع الاسف الشديد دون ادانة او استنكار من الحكومة العراقية) بإسكات المحطة التي سبق وان حصلت على جميع الموافقات الرسمية كما تؤكد.
ان اسكات صوت المحطة هو ايضا ضربة للغة والثقافة الكوردية الفيلية التي تعكس برامج المحطة جوانب منها كوسيلة اعلام صوتية. ونتساءل لماذا هذه المحطة بالذات وهناك عشرات المحطات الاذاعية والفضائيات التي تبث من بغداد وقسم منها في نفس منطقة بث هذه الاذاعة؟ نأمل ان لا يكون اغلاق المحطة مقدمة لإجراءات اخرى قادمة لكم افواه الكورد الفيلية وغيرهم وتقييد التعددية والمنافسة الديمقراطية. ان حرية التعبير عن الرأي هي من اهم اسس الديمقراطية ومكفولة لجميع المواطنين في دستور العراق الجديد. لقد دفع الشعب العراقي ومنهم الكورد الفيلية ثمنا باهظا من اجل ان ينال هذا الحق الاساسي. ان تقييد والغاء حرية التعبير عن الرأي تعني العودة الى المربع الاول. فهل يريد الشعب العراقي فعلا العودة الى ذلك المربع المظلم؟
لذا نتساءل من جديد، ما هذا الذي يجري في العراق؟ اين القانون يا بلد كان اول من شرع القانون، بلد قاسى شعبه من دولة اللاقانون لعقود من الزمن، بلد يريد شعبه ان يبني دولة تطبق القانون على الجميع سواسية دون انتقائية ودون تمييز بأية ذريعة كانت. ان احترام جميع الجهات للقانون والضوابط القانونية من حقوق وواجبات يمنع التجاوز عليه ويكون محترما من الكل ولا تحصل فوضى في المجتمع ولكي يحترمه الناس ويلتزموا به يجب ان يطبق للأغراض التي شُرع من اجلها وليس لأية اغراض اخرى، كما هو الحال في الدول الديمقراطية.
ونقول ان استخدام البيئة سلاحا سياسيا لأي سبب كان يدل على عدم الجدية وضعف المصداقية في قيام الجهات المختصة بواجباتها خاصة حين نلاحظ عدم اكتراثها الجدي بالتلوث البيئي الخطير على صحة وسلامة سكان بغداد والعراق عامة المتمثل في تلوث الهواء والماء والاطعمة المكشوفة في الشوارع والاسواق ونظام الصرف الصحي وأكوام القمامات (الزبالة) المنتشرة في كل مكان (باستثناء المنطقة الخضراء طبعا) والمولدات الكهربائية وما تنفث من غازات ضارة بصحة الانسان والبيئة، وضوضاء ضار بالصحة النفسية وبنمو الاطفال، وغازات اول اوكسيد الكاربون وغيرها التي تبعثها مئات الاف من السيارات والشاحنات وغيرها (خاصة الارتال الطويلة من سيارات المسؤولين في الدولة)، اضافة الى التصحر والالغام وتلوث الانهار وغير ذلك. هل هناك فعلا سياسية بيئية في العراق؟
ونضيف اخيرا باننا كنا نتمنى ان تمثل شبكة الاعلام العراقي الممولة بالمال العام، من اموال الشعب العراقي (الذي يشكل الكورد الفيلية احد مكوناته)، جميع اطياف الشعب العراقي بدون استثناء ويكون لها بث اذاعي وتلفزيوني باللهجة الكوردية الفيلية أيضا كما هو الحال في البلدان المتحضرة التي لا تميز بين مواطنيها. لذا نطالب الجهات ذات العلاقة (البيئية/السياسية) الى ترك هذه الاذاعة المتواضعة الوحيدة الناطقة باللهجة الكوردية الفيلية وشأنها لان بعض تصرفات هذه الجهات باتت تذكرنا مع الاسف الشديد بالحقبة البعثية الظلامية البائدة.
22/4/2012
www.faylee.org info@faylee.org
https://telegram.me/buratha