تحقيق : وزارة الصحة تحذر من انتشار مرض المناعة المكتسبة
في الوقت الذي رصدت الحالة الأولى في أواخر التسعينات ، تم تحديد وحجر عدد هائل من المواطنين، للتأكد من وجود فيروس نقص المناعة البشرية( الإيدز) بحلول عام 2003.
في السنوات ال 20 الماضية ارتفعت الحالات لتصل إلى 30 . على الرغم من أن كمية اكتشاف حالات فيروس نقص المناعة البشرية في العراق كانت منخفضة للغاية، إلا أن الانهيار الذي رافق النظام الصحي، والافتقار إلى الفحص الدقيق لجميع المسافرين على الحدود وتزايد تعاطي المخدرات بين الشباب جعل العراق ضعيف جدا أمام سرعة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. حيث كشفت وزارة الصحة عن أعداد المصابين بمرض الإيدز. مشيرة إلى أن هناك 48 حالة إصابة في عموم البلاد مؤكدة اتخاذها إجراءات صحية عند المنافذ الحدودية لمنع دخول الفايروس.وقد تمت العادة في السابق بأجراء اختبارات لمكافحة مرض الإيدز من الانتشار، حيث كان الداخلين إلى البلاد من العراقيين وغير العراقيين يخضعون لفحص مرض الإيدز، خلال الفترة الأولى، وقد اعتبر الإفراد الذين يعملون في مهن ترفيهية هم أشد خطراً، ويتم كذلك اختبار الناس الذين يعملون في النوادي الليلية، والسجناء، والبغايا، والنساء الحوامل، والمتبرعين بالدم وفحص الأزواج قبل الزواج. وبالرغم من ذلك فأن الممارسات الفعلية كانت ضيقة الجهود وتم تضمين فيروس نقص المناعة البشرية ضمن برامج التثقيف الوقائي، لبعض المناهج الدراسية. بينما كانت معاهد التدريب لا تقدم عن مرض الايدز من التثقيف الوقائي شيئاً مهماً ضمن مناهجها الدراسية الأساسية، وعامة الجمهور لا يعرف من مرض الإيدز سوى بعض التعليمات المستهلكة، وكانت وسائل الاتصال ووسائل الإعلام المستخدمة تقتصر على نشر المواد التعليمية المتعلقة بمرض الإيدز فقط . وربما كان لقضية "التحرر الجنسي"، والتي أثرت على "العالم الغربي" في القرن العشرين، ظهور مرض الإيدز أولاً في داخل "مجتمع مثيلي الجنس"، وانتشر بعد ذلك في أوروبا من "مجتمع مثيلي الجنس" إلى مدمني المخدرات عن طريق استخدام الحقن الملوثة، والتي تستخدم لحقن أنفسهم بالهيروين،ثم انتشرت إلى البغايا وزبائنهم، كل هذه الأمور كانت معروفة في ذلك الوقت باسم جماعات "عالية المخاطر" ، كما ان الاختلاط (خارج الزواج) أصبح "طبيعيا" في نمط سلوك "العالم الغربي"، أصبح الإيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجسدي كما هو معتاد، وأصبحت ظاهرة الاتصال دون زواج واسعة الانتشار و "مقبولة اجتماعيا"، كما هو حال تعاطي الكحول والتبغ. ومن "العالم الغربي"، في البداية من خلال "الجنس السياحي "، ومن ثم عن طريق الاختلاط المحلي، انتشر الايدز في أفريقيا وآسيا. في السابق وكان العراق يعتبر من البلدان الخالية من الإيدز. في العراق، كانت هناك سياسات صارمة للوقاية من انتشار مرض الإيدز، واضطر جميع الزائرين إلى العراق من الدول المصابة بمرض الإيدز الى الخضوع لاختبارات الدم الإجبارية قبل الدخول إلى العراق. ومع وجود القوات الأميركية والعمال الأجانب من مختلف البلدان المصابة بمرض الإيدز، فأن عدد من المراقبين يؤكدون أن مرض الإيدز انتشر الآن في جميع أنحاء العراق، تماما كما حدث في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وشبه القارة الهندية. قيام السلطات الأمريكية بعمل اختبار منظم لأفرادها العسكريين والعاملين معهم لفيروس الإيدز. فيما وجد الباحث الاجتماعي أيمن جاسم أن المرحلة السابقة بعد عام 2004 وفتح الحدود العراقية على مصراعيها، أدى إلى دخول العديد من المتمردين وأفراد العصابات وقطاع الطرق والخارجين عن القانون، دون حسيب أو رقيب، وبالتأكيد هناك من يحمل هذا الفايروس. مشيراً إلى عمليات الخطف والتعذيب من قبل الشبكات الإرهابية لم تخلوا من إدخال هذا الفايروس، ولا استبعد أن يكون الفرد العراقي خاضع للعديد من التجارب من قبل جهات عديدة وأجندات مختلفة. يمر الظرف العراقي حالياً في منعطف دقيق. وتسود طريقه ضبابية مردها انفجار المطالب والتناقضات الاجتماعية والمعيشية. وقد يكون التعثر الحاصل في جميع المرافق هو ضريبة حتمية مردها الإجراءات والقرارات التي نفذت في الأعوام الماضية دون وقفة جدية، والتي نقلت المطالب من طور بسيط إلى أصعب. من جهته أكد الخبير القانوني محسن الحيدري أن ما يجري الآن بخصوص العمالة الأجنبية، أمر مهم، لكن الأهم هو النتيجة النهائية. ومستقبل هذه العمالة ودورها، فليس ثمة شيء واضح حتى الآن. ما جرى عبر عن حالة من عدم التوازن في اختيار الأيدي العاملة الأجنبية، وهذا يجرنا للتساؤل هل يتم اختيارهم وفق آليات وضوابط صحية، أم أن كل من يرغب بالسفر إلى العراق تقوم تلك المكاتب بتسهيل المهمة، وهذا ما يشابه تلك البضائع والسلع التالفة والمقلدة والرخيصة التي يقوم التجار العراقيين باستيرادها إلى العراق وإدخالها إلى أسواقنا المحلية وفرضها على المستهلك العراقي فرضاً، لتظهر نتائجها السلبية لاحقاً، وما أدرانا بالأيدي العاملة فقد تكون مهربة ومصابة بأمراض منها مرض الايدز وهم عبارة عن خريجي سجون ومتمردون وأصحاب سوابق، مشيراً إلى أن دول الخليج بدأت بالحد من قضية العمالة الأجنبية، ووضعت شروط قاسية جداً على استخدامها، بسبب ما أفرزته تلك العمالة من نتائج وتأثيرات مزرية. في المقابل فقد أكد وزير الصحة السابق صالح ألحسناوي في تصريح سابق له إن "أعداد المصابين بمرض فايروس الايدز ارتفعت في عموم البلاد. وبحسب فرع منظمة اليونيسيف في العراق التابعة للأمم المتحدة فأن عدد الإصابات المسلحة بمرض الايدز في العراق بين عامي 1986-2008 بغلت 480 إصابة، بينها 274 لمواطنين عراقيين، أغلبهم فارق الحياة. الملفت أن وزارة الصحة حذرت في تصريح لها من ممارسة الوشم على الأجسام، كونه أحد أسباب الإصابة بمرض الإيدز. وقال المتحدث باسم الوزارة أن ظاهرة الرسم وحفر الاوشام قد يسبب الاستخدام العشوائي للأجهزة المستخدمة بالوشم أمراض تنتقل عن طريق الدم، ومنها الإيدز، الذي يسبب انهيار مناعة الجسم، ويجعله معرضاً لأنواع الجراثيم والسرطان. والرسم على الجلد والوشم في مأمن إذا ما يمارس معايير التعقيم السليم ومكافحة العدوى، لأن الإبر التي تستخدم في الرسم هي على تماس مع الدم وسوائل الجسم، ومع ذلك، هناك الكثير من المخاوف والمخاطر الصحية من الإبر والمعدات الأخرى المستخدمة في الوشم أو ثقب الجسم التي لم يتم تعقيمها أو تطهيرها، أو استخدامها في غير موضعها، وزيادة خطر نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد، والكزاز، وفيروس نقص المناعة البشرية (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز).الصحة العالمية ووفقا لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك، وجدوا إن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يتضاعف عاما بعد عام الآن. حيث أن الفقر هو من أهم الأسباب التي تساهم في انتشار هذا المرض، حيث غلاء الأسعار، وعدم وجود دعم حقيقي من قبل الجهات المعنية. وأن أسعار المواد الغذائية الصحية في تصاعد كبير، وان امتناع الطفل وحتى الشخص الكبير عن تناول الفواكه والخضار الطازجة يولد عدم مناعة ويكون الجسم عرضة للكثير من الأمراض. من جهته، يقول الدكتور سالم عبد الكريم اختصاص الأمراض الانتقالية يمكن أن تنتقل العدوى من خلال إعادة استخدام الإبر أو خلال ممارسات التعقيم والصبغ والتقنيات، وقد يحصل تندب وتورم يسبب مضاعفات تحدث في حالة لم تتم الإجراءات بشكل صحيح.
https://telegram.me/buratha