تقرير موسع عن أسرار الدور القطري في معادلة الربيع العربي السورية
متابعة خاصة
يبدو أن فندق السميرأميس في القاهرة، يحمل كل الأسرار التي تفتح الأبواب على مصادر التمويل السياسي والسفريات والإقامة والدعم الإعلامي للمعارضة السورية. لكن الإسم الحاضر الغائب عند المعارضة السورية ومنظمات المقاومة الفلسطينية في دمشق والأمانة العامة للجامعة العربية. هو رئيس هيئة التنسيق العربية الخاصة بالملف السوري، رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم. وحمد بن جاسم الذي يعتبر أن لديه قناعة كاملة بأنه قادر على أن يفعل ما يريد في تقرير مصير الشعب السوري ومستقبل دمشق. فقد فبرك "رئيسا" للمعارضة وسوق له، وموّل السلفيين الكويتيين من أجل تعويم عدنان العرعور على قناة وصال التي يرأس إدارتها وليد الطبطبائي ويشرف على تلقي أموالها أحد مساعديه الذي تلقى 200 مليون ريال قطري من أجل إبقاء القناة في حالة استنفار مذهبية ضد الشيعة والعلويين لقناعته بأن هذا سيجعل النظام يتخلى إما عن الرئيس بشار ومحيطه أو عن تحالفه مع إيران.
في هذا المجال تتحدث أوساط المعارضة السورية في القاهرة عن كلام لحمد بن جاسم في اجتماع مع أعضاء في المجلس الوطني السوري في العاصمة المصرية قال فيه بن جاسم أن حركة حماس انتهت كحركة مقاومة مسلحة. وحسب ما يقول المعارضون السوريون هنا في القاهرة ، قدم وزير خارجية قطر تحليلا قال فيه أن خروج حماس من دمشق الذي أصبح مؤكدا هو نهاية الحركة في المقاومة. واعتبر حمد بن جاسم أن الإخوان المسلمين في مصر لن يتمكنوا من حماية حماس كما هي الآن حركة مقاومة مسلحة بسبب اتفاقية كامب دافيد ووجود الجيش المصري والضعف الاقتصادي الكبير الذي تعانيه مصر فضلا عن عدم الاستعداد النفسي للمجتمع المصري للدخول في حرب على حدود مع فلسطين، فيما لا يمثل إخوان الأردن حالة احتضان لأن الوضع الأردني لا يمكن له تحمل هذا العبء.
ولم يعد سرا في أوساط المعارضة السورية المقيمة حاليا في القاهرة الجلسة التي طلب فيها حمد بن جاسم من حمد بن خليفة أمير قطر أن يعهد إليه بالملف السوري وتحديد السياسة الإعلامية للجزيرة. كان حمد بن جاسم يحمل صورا ووثائق وأقراص مدمجة جمعها فريقه في المخابرات القطرية تظهر غياب صور الأمير من عدة أماكن في جنوب لبنان وصور للشيخة موزة طولها ثلاثة أمتار وضعت أمام السفارة القطرية في دمشق ومقاطع من تلفزيون دنيا السوري والتلفزيون السوري تهاجم الأمير والجزيرة. وقد كان هناك أخطاء في السياسة الإعلامية السورية تم توظيفها في خلق شعور عدائي عند الأمير وقبول عنده لمشروع حمد بن جاسم القائم على إيصال حكومة في دمشق تأخذ أوامرها منه. ومن أجل ذلك، اجتمع عدة مرات مع أحمد رمضان الإسلامي الثقة عند الأمريكان والأتراك ووضع تحت تصرفه موازنة مليونية، طالبا منه أن يقطع علاقته التاريخية بحماس وموقف عدائي واضح من المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتنسيق مباشر مع مسؤولة التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي في مؤسسة فورد بسمة القضماني.
وقد تحرك الإثنان لتوفير غطاء سياسي من تنظيمات سورية لمشروع اسطنبول القائم على استبدال معارضة الداخل بمعارضة خارجية تتبنى مشروع حمد بن جاسم المدعوم فرنسيا والمقبول أمريكيا والمحتضن تركياً. بعد التحويل المالي الأول اعتبر أحمد رمضان نفسه الزعيم الفعلي للمشروع، إلا أن ضغوطا مارسها المفكر عزمي بشارة جعلت أمير قطر يطالب بعدم وضع الإسلاميين في الواجهة والتنسيق مع باقي أطراف المعارضة. لم يقبل حمد بن جاسم بهذه الفكرة وأصر على أن خطته هي الأساس وأن يكون برهان غليون الواجهة عوضا عن أحمد رمضان. وقبل رمضان بذلك مقابل ضمانات بانتساب رياض الترك ومجموعته ورياض سيف ومجموعته للمشروع وبعض السوريين المستقلين مثل ميشيل كيلو وعارف دليلة وفايز سارة وهيثم المالح. كانت مهمة برهان سهلة في اجتذاب رياض الترك وجماعته خاصة وقد تعهد بمساعدات مالية كبيرة لهم من التحويلات المالية التي قدمها له الملياردير السوري البريطاني أيمن الأصفري. وقد طلب رياض سيف من سمير نشار ووليد البني مغادرة البلد للالتحاق بمجلس اسطنبول على أن يبقى سيف الجوكر المطروح من المجلس لرئاسة الحكومة الانتقالية. وقد رفضت الشخصيات الوطنية رغم الضغوط الفرنسية القطرية الإنتساب للمجلس ولم يدخل إليه سوى هيثم المالح وعدنان العرعور.
كانت هيئة التنسيق الوطنية العائق الأكبر أمام نجاح مجلس اسطنبول في مصادرة المعارضة السياسية السورية، خاصة أن أهم الشخصيات النضالية في سورية والشخصيات النقابية كانت في هيئة التنسيق أو تنسق معها مثل حسين العودات وحسن عبد العظيم وعبد المجيد منجونة وراسم الأتاسي ومحمود مرعي ومحمد القداح وعارف دليلة وعبد العزيز الخير وسمير عيطة وهيثم مناع ومحمد العمار وميس كريدية وجان نسطة وعزة البحرة وصدى حمزة وصالح محمد وعبد الله وغيرهم. وقد جاء المشروع الروسي باقتراح حكومة إنقاذ وطني يرأسها هيثم مناع ضربة في الرأس لحمد بن جاسم الذي شعر بأن مشروعه ينهار رغم كل الأموال التي دفعها والتوظيف الإعلامي لخدمة جماعة اسطنبول في الجزيرة ووصال. فطلب من كل من له قدرة على التأثير عليه شن حملة على هيثم مناع. وكان ملاحظا حشر اسم مناع في شعارات مثل (باع دم أخيه الشهيد، يزور سورية سرا، يتبرأ منه أبناء درعا وعميل حماس وحزب الله وغير ذلك من الجمل) في برامج الجزيرة الأكثر مشاهدة (الاتجاه المعاكس، حديث الثورة، ما وراء الخبر..) وقد أرسل حمد بن جاسم هدية مالية للهيئة العامة للثورة السورية للهجوم على شخص هيثم مناع وكلفت الهيئة بسام جعارة بهذا العمل. وحسب ما يتداول في القاهرة من داخل مجلس اسطنبول فقد سرق الوسطاء من المجلس معظم ما أرسل من أموال. وجرى إخراج عدد من الأفلام ضد هيئة. وتجلى طلب حمد بن جاسم هذا في الاستشراس الإعلامي عبر المقاطعة الثابتة لهيثم المناع من قبل قناة الجزيرة .
بناء على هذا أعدت هيئة التنسيق الوطنية اجتماعا سريا مع ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد وهناك أنباء لم تتأكد عن أكثر من اجتماع سري بين ولي العهد والمعارض السوري هيثم مناع نظمها عزمي بشارة لشرح وجهة نظر هيئة التنسيق ومتابعة الملف السوري معه خارج علم حمد بن جاسم الأمر الذي يزيد في كراهية الأخير للدكتور مناع الذي رفض حتى اليوم إي لقاء مع حمد بن جاسم والتقى بأطراف عربية ودولية خارج الدائرة القطرية (روسيا، إيران، مصر، البرازيل، الهند، مجلس حقوق الإنسان ووزراء خارجية أوروبيين شماليين). وقد قال لنا معارض مخضرم أثناء زيارته لباريس مؤخرا: "معرفة حمد بن جاسم بالملف السوري هزيلة واقتراحاته مدمرة حتى لأصحابه. تصور أن شخصا سيحسب عليه فشل خطة العمل العربية يحرض ضد الخطة ويطلب من جماعته السورية الهجوم عليها ويفتح الجزيرة لكل ما يسئ لها. ويطلب من جماعته تقديم ضمانات لأمريكا وإسرائيل بالمجان، حيث يعتبر بن جاسم المثل الليبي الحل الوحيد للقضية السورية، هذا الرجل يظن أن خطه المباشر على واشنطن والمال الغازي والجزيرة والقرضاويين يمكنهم أن يقرروا مستقبل العالم العربي".
https://telegram.me/buratha