احمد الحلفيالطب مهنة انسانية ،هذا ما يتناهى لمسامعنا عندما تعرف تلك المهنة ... ولا ناتي بجديد اذا قلنا ان صفة الانسانية التي يجب ان تطبع مهنة الطب مردها لمباشرة الطبيب ارواح البشر واذا ما نزع الطبيب جلبابه الانساني وتعامل مع مريضه الذي أمنه النفس وسمح له ان يقلب بدنه ذات اليمين وذات الشمال ،وفق مقياس المنفعة المادية والعلاقة التجارية،أو ان الطبيب لم يستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقة عندما تتوقف حياة الناس على مدى دقته وجده واجتهاده في كشف المرض او مايصفه من دواء ونحوه ،فان هذه المهنة تاخذ مسارا اخر .
كذلك ان أي تهاون أو اهمال من قبل الطبيب في معالجته لمرضاه قد يتسبب باضرار وخيمة على المريض ربما تصل إلى مفارقة الحياة وكثير من الناس راحوا ضحايا اهمال وتقصير بعض الاطباء.
لانريد بهذا الكلام ان نعطي صورة قاتمة عن اداء الاطباء اذ ان العديد منهم على درجة كبيرة من المسؤولية والتفاني في عملهم وقدموا انسانيتهم على نفعيتهم فاستحقوا ثناء الناس واحترامهم .بيد اننا اردنا بذلك ان نسلط الضوء على ما يرافق هذه المهنة من سلبيات لا يكون الطبيب فيها معذورا وايضا اردنا ان نقول وبعبارة مقتضبة ان الطبيب عندما لا يتعامل مع المريض بإنسانية لا يكون حينئذ طبيبا بل مريضا عليه ان يتعافى قبل ان يعالج الناس. ولكي نقف على تهاون واهمال بعض الاطباء وتقصيراتهم التقينا عدد من المواطنين ليسردوا لنا مروياتهم بهذا الخصوص.
محمد علي حدثنا قائلاً : لقد حدثت معي قصة تدل على أهمال وتهاون بعض الأطباء بأرواح المواطنين ، فقد أصبت في رجلي قبل أربع سنوات وراجعت أحد الأطباء في مستشفى (...) فقال عليك مراجعتي في عيادتي فحالتك خطرة ، وأخذت المراجعات فترة طويلة وبعد الرحلة الطويلة من التشخيصات والعلاجات نصحني بأن أجري عملية لأنها الحل الوحيد للشفاء فترددت حينها ، فنصحني أحد الأصدقاء بالذهاب إلى محافظة البصرة فجمعت أوراقي وعلاجاتي السابقة وراجعت أحد أطباء البصرة وعندما قدمت له الأوراق والعلاجات أستغرب وصرخ بوجهي قائلاً : منذ متى وأنت على هذه الحال، فقلت : منذ حوالي (6) أشهر، فقال : أرجع إلى محافظتك ومارس حياتك بشكل طبيعي فأن (رجلك) بحالة سليمة ولا تحتاج إلى أية عملية أو علاجات وأنصح طبيبك السابق بأن يبحث له عن مهنة أخرى.السيد باسل عبد الحسين قال : في أحد الأيام أخذت أحد أطفالي إلى مستشفى (..) لمرض أصابه فلم يتم فحصه بالشكل المطلوب والمناسب وذلك لأسباب منها كثرة المراجعين وانزعاج الأطباء وبهذه الحالة أما أن يتم الفحص بشكل سريع أو لا يتم فحصه وبالنتيجة فذلك يؤدي بك إلى مراجعة الدكتور في عيادته الطبية . السيد حسنين علي قال : لا زالت هذه الحالة موجودة فقد مررت قبل فترة بحادثة وهي في أحد الأيام قررت الذهاب إلى إحدى المستشفيات لحالة ما ، انتظرت طويلاً خارج غرفة الدكتور ثم أذن لي بالدخول ثم تم فحصي على عجل بحيث بالكاد حصلت على علاجي وخرجت ، بعدها أي في نفس اليوم راجعت أحد الأطباء في عيادته لكي أطمئن على صحتي وبعد أن أطلع على علاجي الذي أخذته صباحاً نصحني بعدم أخذه وكتب لي علاج جديداً.صفاء عباس قال : أن الإهمال واضح وذلك من خلال الأمور التي نراها أثناء مراجعتنا المستمرة إلى الأطباء ، ففي إحدى المرات راجعت أحد الأطباء في مستشفى (...) وتم تشخيص المرض وعلى ضوء ذلك كتب لي علاج فرجعت اليه لأعرف طريقة اخذ العلاج فابلغني بها وخرجت ورغم اخذي لهذا العلاج فان حالتي بدأت تسوء اكثر فاكثر، بعدها راجعت احد الاطباء في عيادته الطبية وقلت له هذه حالتي وهذا علاجي فقال: ان العلاج صحيح ولكن طريقة اخذه غير صحيحة.عباس عبد الله قال : قبل فترة وجيزة راجعت أحد الأطباء في احدى المستشفى فقد أحسست بألم في عيني وعند تشخيص الحالة من قبل الدكتور الموجود أعطاني( قطرة) وقال : هذه قطرة تنظيف فعينك سليمة ولا يوجد فيها شيء، ولكن بعدها أزداد الألم وأحسست بأن عيني قد دخل فيها شيء ، فحاولت أن أخرجه ولكن لم أستطع فذهبت إلى أحد الأطباء في عيادته الطبية وبعد الفحص قال بسيطة إنشاء الله ، أن عينيك قد دخل فيها قطعة صغيرة من الخشب أو ما شابه ذلك وبالفعل فقد أخرجها الدكتور والمضمد الصحي الموجود في عيادته ، بعد ذلك حمدت الله وشكرته ولو أنني بقيت على المستشفى وطبيبها لذهبت عيني.وحول ما يراه المراجعين من اختلاف في الاهتمام لدى بعض الاطباء للمراجعين بين المستشفى والعيادات الخاصة قال احد المواطنين قاسم عبد الحسين : أن هذه الحالة موجودة ولا يمكن أن تنقرض بسهولة فقد راجعت قبل أيام مستشفى (...)وعند مراجعتي للدكتور قال : أن صحتك جيدة،ولكن عليك أن تأخذ (أشعة) لكي أطمئن على صحتك أكثر وبعد أن أخذت (الأشعة) وشاهدها الدكتور قال : مثلما توقعت لا شيء يذكر إنك سليم ، وبعد ذلك أخذت (الأشعة) وراجعت أحد الأطباء في عيادته وبعد مشاهدته للأشعة قال : أن الأشعة تقول يوجد لديك ألتهاب حاد وعليك بأخذ هذا العلاج.السيد يوسف محمد حدثنا بقوله : لقد مررت في حالة قبل ايام فقد راجعنا احدى الطبيبات في المستشفى وبعد التشخيص والعلاج وغيرها قالت لنا من الأفضل ان أراك في الأسبوعين مرة على الاقل وذلك للاطمئنان على صحتك وافضل ان تكون هذه الزيارة في عيادتي وليست في المستشفى.التقينا احد الاطباء الذي نفى استمرار هذه الظاهره بقوله : في السابق استطيع ان اقول ان هذه الحالة موجودة لكن الان ما الذي يدفع الطبيب لعمل هذا الشيء فراتبه في المستشفى جيد وعمله في العيادة جيد جداً، هذا بالاضافة الى ان بعض الاطباء في المستشفيات هم اطباء مقيمين ولسيوا باخصائيين وهذا مما يؤدي الى نفي هذه الحالة واخيراً استطيع القول انها غير موجودة في الوقت الحاضر.!!اما زميله الطبيب الاخر فقد اجابنا قائلا: هذه الحالة غير موجودة ولكن اقول موجودة من غير جوانب كيف؟ لا يوجد طبيب يقول للمراجع هذا الكلام ولكنه يفهم او يحس ان الطبيب الذي في المستشفى لا يفحصه بالشكل المطلوب بسبب كثرة المراجعين وعدم اخذ المراجع الفرصة الكافية لشرح حالته المرضية فعندها يراجع العيادة الطبية لاي طبيب اخر.
ولكن زميلـهـم الطـبـيـب الاخـر اكـد هذه الحـالة وقـال: انهـا موجودة بكثرة حيـث ان بعـض اطبـاءنـا وللاسـف الشديد لا يفكر بهذه المهنة من جانب انساني بل جل تفكيره من الجانب المادي، فنراه يقوم بهذه الاعمال، وخير دليل على ذلك هو مانراه داخل عيادتهم الطبية فهو هامل العيادة بحيث انها لا تمت الى الصحة بشيء يذكر و هامل مراجعيه فعلى سبيل المثال هناك من يقوم بادخال مريض الى المستشفى عصراً وهذا معناه ان المريض في حالة خطرة تستوجب دخوله الى المستشفى وبعد الدخول لا يجد أي طبيب وان وجد فسوف يقول له: انتظر الطبيب الذي أحالك علينا، وهذا متى يأتي؟ يأتي ليلاً... بعد ترك المريض في حالة لا يعلمها الا الله.
https://telegram.me/buratha