اجرى الحوار : عدنان طعمة الشطري
في حوار اتسم بالسخونة والمواجهة والصراحة ووأد أكثرية الخطوط الحمراء في عالم السياسة , فتح السيد عزيز كاظم علوان العكيلي نيران المواجهة والمكاشفة على عدة محاور سياسية ,من السعي إلى الانفراد بالسلطة واختلاف الكتل السياسية واضطراب العملية البرلمانية وملفات الفساد المالي والإداري وماهية الخلاف بين منظمة بدر والمجلس الأعلى وملف " حسين الشامي " المثير للجدل والى شؤون عراقية أخرى سيما وانه الحوار الأول من نوعه الذي يسلط فيه الأضواء الاعلامية الكاشفة عن مجريات الشأن الداخلي لتيار شهيد المحراب والآراء التي ظهرت في التيار البدري والتي طالبت بهامش أوسع في حرية العمل السياسي ,فتابعوا هذا الحوار الذي ياتي في سلسلة الحوارات التي تجريها وكالة أنباء بغداد الدولية مع الشخصيات السياسية والبرلمانية والحكومية :
س1- ماحقيقة الخلاف بين المجلس الأعلى ومنظمة بدر سيما وان ثمة مؤشرات أكيدة تشير إلى ذلك ؟
العكيلي :الحقيقة ليس ثمة أي خلاف جوهري يهدد الوجود الستراتيجي لتيار شهيد المحراب لأنه من أكثر التيارات العقائدية تماسكا واتحادا وتفاعلا , لكن الحقيقة التي لامفر منها إن ثمة اختلاف على الآلية في إدارة منظمة بدر والمجلس الأعلى.
ويسترسل العكيلي قائلا : إن تاريخية هذا التيار, ومنذ تأسيسه المعارض للنظام البائد, كان يتمحور ويتركز حول شخصية شهيد المحراب ,آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم , الذي كان العقل المركزي لهذا التيار , والعنوان القيادي الذي يعمل تحت ظلاله الجميع ودون استثناء, وله الكلمة الفصل في كل شاردة وواردة , صغيرة كانت أم كبيرة ..
وبعد استشهاده في التفجير الإرهابي وانتقال روحه الطاهرة إلى جوار ربها , انتقلت صلاحيات شهيد المحراب إلى " عزيز العراق " السيد عبد العزيز الحكيم " رحمه الله " الذي أوصى أن تنتقل هذه المسؤولية إلى السيد عمار الحكيم , وانتقال هذه المسؤولية إلى السيد عمار الحكيم , كان حدثا جديدا في تاريخية هذا التيار, فطفح على السطح نقاشات وحوارات حول المسؤولية التي يتسنمها سماحة السيد عمار الحكيم , والتساؤل في أفق الحوار, هل هي نفس مسؤولية أبيه وعمه , أم تنعطف إلى مسار آخر , فكانت النتيجة التي لا مواربة فيها وبقرار مجلس الشورى المركزي وقرار قياديو منظمة بدر والمجلس الأعلى إن يكون سماحة السيد عمار الحكيم امتدادا حيويا لمسيرة الفقيدين " رحمهما الله " سيما وان الأخير يمتلك نفس الصفات القيادية ويقتفي نفس الأثر المسؤولياتي .
صحيح إن وجهات نظر متباينة واجتهادات شخصية قفزت في أروقة هذا التيار لبعض أفراد منظمة بدر الذين اقترحوا حركة أخرى لمنظمة بدر في إطار العملية التنظيمية , بحيث تتمتع بقوة واستقلالية ولكن ضمن إطار كتلة شهيد المحراب , إلا إن هذا الآراء ضعيفة نسبيا ووأدت بعد فترة قصيرة من قبل الإرادة الجمعية لتيار شهيد المحراب , واتحاد الغالبية العظمى على فكرة مركزية موحدة وهي إن سماحة السيد عمار الحكيم هو كأبيه وعمه في المسؤولية والقيادة والقرار والإصرار على عدم السماح , حتى ولو من قبيل الإشارة , لأي رأي يخالف ذلك , لان البيت الحكيمي في العراق وفي المنطقة العربية والإقليمية هم عنوان القيادة التي تتمسك بالمرجعية الرشيدة وتقتفي الأثر الروحي لكل مراجعنا العظام , وعليه فان منظمة بدر والمجلس الأعلى لا يمكن أن يقودهم غير هذه العائلة الحكيمية المباركة ومهما كانت الأسباب .
س 2 :لكن طفح على سطح المشهد الذيقاري تعبير " البدريون الحكيميون " فهل هناك غير الحكميين من البدريين ؟
العكيلي : الحقيقة التي لاشك فيها أو لبس إن ليس هناك بدريا غير حكيميا , أو بدريا لاينضوي تحت لواء عائلة الحكيم , إلا إن هناك وكما ذكرت لك اجتهادات شخصية وآراء ضعيفة نسبيا ترى أن يكون للبدريين هامش أوسع وحرية اكبر في مساحة الحركة السياسية , وعدم ارتباطهم مباشرة بالمجلس الأعلى تحت مبرر انهم يختلفون ويتقاطعون والمجلس بالأسلوب والآلية والأداء السياسي التي تدار بها منظمة بدر شريطة عدم الانفصال عن تيار شهيد المحراب , إلا إن هذه الآراء قد ذهبت أدراج الرياح وفي وقت قياسي قصير نسبيا , وأصبح سماحة سماحة السيد عمار الحكيم المسؤول الأول عن كتلة شهيد المحراب التي تتحرك وتعمل تحت أمرته وبجميع مكونات تيار شهيد المحراب .
س3-هل تعتقد إن البدريين قد تعرضوا للإقصاء والتهميش في تيار شهيد المحراب والعملية السياسية للعراق الجديد ؟
العكيلي : نعم القسم الأعظم من البدريين قد تعرضوا للتهميش والإقصاء والإهمال وما انفكوا يرزحون تحت خط الفقر المدقع وغائلة الجوع سيما وان القلة منهم قد شملهم " قانون الدمج " الذي استأثر به ائتلاف دولة القانون , على الرغم من إن أفراد هذا الائتلاف لم يكونوا بمستوى التاريخ الجهادي للبدريين الذين قارعوا وبلا هوادة الماكنة الاستبدادية للنظام البائد , سواء كانت في الاهوار والجبال والمواجهة المستمرة للطاغوت البعثي المقيت حتى سقوطه المريع , إلا إن ائتلاف دولة القانون قد استغل هذا القانون بشكل مجحف ومنفرد وشمل أعداد كبيرة من الأفراد الذين ليس لهم تاريخ في حزب الدعوة , بل الأكثر كارثية من ذلك , إن الدمج مازال ساري المفعول والتطبيق بالنسبة لائتلاف دولة القانون الذين شملوا حتى أفراد من مجالس الإسناد العشائرية التي شكلت خارج إطار الشرعية البرلمانية ,بينما أوصدت أبواب " قانون الدمج " بوجه البدريين الذين شملوا بأعداد لاتتناسب وبنيتهم الديموغرافية المعروفة .
كذلك أتساءل ومن خلال نافذتكم الإعلامية هذه ,هل يجوز ان ناتي ببائع خضار ونمنحه رتبة " نقيب " او " مقدم " أو " عقيد " ونشمله بقانون " الدمج " وهو لايملك حتى شهادة الثانوية وليس له أي دور في التاريخ الجهادي المعارض لنظام صدام حسين, أو نعطي رتبة " رائد " لأحد الحمالين بجرة قلم واحده وهو لا يملك أي مؤهل علمي أو ثقافي أو جهادي لذلك ,مع احترامي وتقديسي لهذه المهن الشريفة .. هل هذا ما نص عليه قانون " الدمج " الذي اتفقنا عليه.
س 4 : ألا ترى إن قياديي تيار شهيد المحراب , وحضرتك منهم , يتحملون مسؤولية ذلك ؟
العكيلي : لو نرجع إلى التاريخ القريب زمنيا , فقد وضعنا قانون (91) خاص للبدريين بالاتفاق مع جميع القوى السياسية في العراق , وهذا القانون ينص على دمج جميع القوى المعارضة للنظام البائد في أجهزة الدولة المختلفة , لكن المشكلة إن آلية التطبيق لم تكن صحيحة واستغلت بشكل غير قانوني من قبل طرف دون الآخر .
س5 : جنابكم الكريم , يطلق الآن الشكوى والإعلان عن مظلومية البدريين في الوقت الذي كان المجلس الأعلى صاحب السلطة الأولى في العراق بعيد سقوط النظام البائد ؟؟
العكيلي : الواجب الشرعي والديني والإنساني فرض علي وعلى ولايتي الحكومية كمحافظ ذي قار أن أتعامل مع الناس بميزان العدل والأنصاف والمساواة مثلما تعامل زملائي من تيار شهيد المحراب الذي تصدوا للمسؤولية , ولو كنت أتعامل بعنصرية وتمايز مع البدريين دون الآخرين , لما ترى الناس تنظر باحترام وتقدير للمحافظ السابق , بل إن مسؤوليتي الأخلاقية والسياسية والقانونية تفرض أن أتعامل مع جميع أطياف وطبقات المجتمع وبمختلف طبقاتهم الاثنية على مسطرة العدل والمساواة خصوصا وان ليس هناك في قانون الدولة العراقية المعاصرة قانون يتيح لي أن امنح المزايا للبدريين دون سواهم , وحق البدريين ان ياخذوه من " قانون الدمج " الذي استأثر به حزب دون أخر .
س 6 : تقول إن هذا القانون قد استأثر به طرف دون آخر , ألا تتفق معي وآنت تلمح إلى إن هذا الطرف هو حزب الدعوة , إن المجلس الأعلى قد منح رئاسة الوزراء إلى حزب الدعوة وعلى طبق من ذهب ؟؟
العكيلي : صحيح ووفق مقتضيات الضرورة الملحة , فقد مهدنا الأرضية وسلمنا السلطة للجعفري ومن بعده الى ائتلاف دولة القانون , لكنهم وللأسف الشديد قد تعاطوا ودعمنا ووقوفنا معهم بالضد منا وباتجاهات معاكسة لهذا الدعم .
س7 :يعني هذا دليل لا شائبة فيه , بان تياركم أول من سن للخطأ الستراتيجي في منح السلطة لمن لا يستحقها ؟
العكيلي : كان لا مناص من ذلك , وانعطف المسار في التوجه إلى أكثر خطورة وكارثية عند خروج الجعفري من سدة الحكم , وبات التوجه المعلن لائتلاف دولة القانون " أما نحن أو فلا " أي لو العب في الملعب الرئاسي كرئيس للوزراء أو أقوم بتخريب الملعب كله ,فرضينا بالأمر الواقع بالرغم من إن سياسة الأمر الواقع هذه قد فرضت علينا فرضا , بيد انه لم يكن خيارنا السيد المالكي , فبعد الجعفري كان يفترض أن يكون دولة الرئيس عادل عبد المهدي , فالجعفري ومهدي وخلال عملية الاقتراع كان الفارق بينهما صوت واحد لصالح الجعفري .. وعلى خلفية رفض الأكراد والكتل الأخرى للجعفري أن يتسنم ولاية حكومية أخرى , اجبر الجعفري بالتنازل من الترشيح على مضض ,
ولكن لمن ؟ شريطة أن يكون المرشح الجديد من ضمن الدائرة الحزبية التي ينتمي اليها , وليس على أساس من جاء بعده في عملية الاقتراع , إلا وهو السيد عادل عبد المهدي , فأصبح الوضع السياسي في حيص بيص من امره , وأصبحت البلاد قاب قوسين آو أدنى من الفراغ الدستوري , فضلا عن نشوب التماحك والتنافر وحمى التصريحات المتقابلة بين المكونات السياسية , وتلافيا لهذا الاضطراب , بادر عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم باعتباره رئيس الائتلاف العراقي الموحد باستدعاء السيد المالكي واخبره بأنه من يتسنم مسؤولية رئاسة وزراء العراق غدا , ولو كنا نعلم بالغيب وما سوف يحدث فيه , فسوف لن نقبل بالسيد المالكي أن يتسنم مسؤولية رئاسة الوزراء ,ولو ليوم واحد ؟؟
س 8 :هل تعتقد ان قرارات تيار شهيد المحراب هي عراقية محضة ؟
العكيلي :أؤكد لك وللرأي العام العراقي والإقليمي والدولي , إن قرارات تيار شهيد المحراب هي عراقية خالصة وفرض أجندة خارجية يعد من الخطوط الحمراء في منهجية عمل التيار , حيث نضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار ونلتزم برأي المرجعية الرشيدة لأنها تمثل عامل توازن وصمام أمان لكل أطياف المجتمع العراقي .
س9 : لكن المرجعية الرشيدة أعلنت أكثر من ذي مرة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية ولجميع أطياف المجتمع العراقي ولم تعر وزنا لإعلاناتكم وتصريحاتكم بان تياركم مرجعي ويلتزم خط المرجعية ؟؟
العكيلي : صحيح إن المرجعية ذكرت ذلك في أكثر من بيان , وأكثر من مناسبة , ولكن اضرب لك مثلا يوضح لك الصورة : إن في العائلة الواحدة على سبيل المثال ثلاثة أولاد يعلن الأب بأنهم على مسافة واحده من حبه واعتزازه بهم , لكن الذي ينظر إلى واقع الحال وشكل العلاقة بتجرد وموضوعية بين هذا الأب وأولاده يكتشف إن درجة ولاء الأطفال مختلفة , ودرجة الصدق متباينة , ونظرة الأب اليهم متفاوتة .
س10 :لكن المرجعية الرشيدة لم تأخذ ذلك بنظر الاعتبار وذكرت مرارا وتكرارا أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع ؟
العكيلي : تيار شهيد المحراب يقتفي الخط المرجعي وثمة قرب روحي ومبدئي وإنساني وعلاقة لا تقبل الانفكاك أو الانفصام , وكل ما تنظر إليه المرجعية هو واجب التطبيق والتنفيذ وتحت أي ظروف كانت , وهذا ما جسده التيار بالأفعال وليس الأقوال , واستقالة دولة الرئيس عادل عبد المهدي من منصب نائب رئيس الجمهورية كان خير إثبات ودليل على ذلك , بالرغم من كونه يشغل منصب " النائب الأول " وغير معني البتة بالذي دخل طارئا وجديدا على أعداد نواب الرئيس , لكنه ضحى بمنصبه وفرط بمكانة المنصب وأضوائه عندما أدرك امتعاض المرجعية من الترهل الحكومي , ومن المسؤوليات التي لا داعي لها والتي لا تغني أو تسمن من جوع .
وفي هذه المقابلة مع صحيفتكم الغراء, أأكد إن المرجعية الرشيدة إذا أشرت إشارة واحدة أو طرفت طرفة عين إشارة إلى رغبتها بخروجنا وترك العملية السياسية , فلا نتأخر لحظة واحدة من مغادرة هذه العملية السياسية , لان تيار شهيد المحراب هو خط مرجعي يتعبد بهذه المرجعية وأوامرها الشرعية واجبة التنفيذ .
أما الجهات الأخرى فنتعاطى وإياها وفق اشتراطات العمل السياسي التي لا تخرج عن إطار الثوابت الدينية .
س11 :ثمة فراغ إيديولوجي في الشارع العراقي عامة والشارع الذي قاري خاصة لم يحاول تيار شهيد المحراب استثمار " الفرصة الذهبية "ومحاول ملا هذا الفراغ نسبيا ؟
العكيلي : إشكالية الفراغ الإيديولوجي التي يتسم بها الشارع العراقي الآن لا يمكن أن يملاه تيار شهيد المحراب , لأنه بمنأى عن الحكومة حاليا , والناس على دين ملوكها , وحتى لو كان ولي النعمة متمردا على ملة الله وقوانينه فان الناس يتبعوه ويتمسحوا ببركاته وينتهجوا نهجه لأنه يوفر لهم قوتهم اليومي ولقمة عيشهم , وآي جهة تدعو الناس إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والمبادئ الإسلامية الحنيفة ,فان دعوتها تعد صرخة في وادي ما لم تعززها بتهيئة سبل العيش الكريم .
س 12: أتقاطع ووجهة نظرك هذه , بان تاريخ التيارات اليسارية في العالم كان حافل بالانتماء واعتناق الفكر اليساري الثوري دون مزايا وعطايا مالية ,وهناك مثال آخر وعلى اتجاه آخر, فتجربة حسين جميل الركابي في إدارة منظمة بدر الشطرة , أثبتت نجاحا ملموسا وواضحا لما يمتلكه من صفات ومهارات قيادية ممزوجة بخزين معرفي أبدع في توظيفه في فن الخطابة بالرغم من تهميشه وإقصاءه وعدم منحه " الفرصة الممتازة " في هذا التيار ؟؟
العكيلي : صحيح إن الأنظمة اليسارية في المجتمعات العالمية كانت مدعومة من قطب دولي في ساحة الصراع الاشتراكي والرأسمالي , وكان لها بريق إيديولوجي غزا المجتمعات الشرقية ودول أوربا الشرقية , لكنه سرعان ما خفت ذلك البريق المؤدلج بفعل العامل الاقتصادي وتحول هذه الأنظمة السياسية اليسارية إلى أنظمة للبيروقراطية المستبدة وانخفاض معدل دخل الفرد إلى مستوى الكفاف ..إذن العامل الاقتصادي قد اسقط قطب دولي من منظومة العلاقات العالمية , فكيف بمجتمعاتنا العراقية ذات الخصوصية المحلية والتي رسفت تحت أغلال الفقر المدقع طيلة سنوات الحكم الدكتاتوري , فحتما إن هذا الفقر وسنوات الجوع الأصفر في ظل الحصار الدولي للعراق وسياسة التفقير التي مارسها صدام حسين ضد أبناء شعبه , جعلت هذا الشعب الفقير ينقاد نسبيا لأصحاب المال والسلطة والنفوذ , أما الذي يدعوه للتمسك بدينه والمبادئ الإسلامية , فهذا يعد غير كاف ما لم يقدم له خدمات مادية ملموسة .
س 13 : في الندوة الحوارية التي عقدت في مدينة الشطرة ذكرت بان تيار شهيد المحراب ليس له أي تمثيل حكومي , ترى ماذا نسمي المقعد الوزاري للسيد هادي العامري في مجلس الوزراء ؟؟
العكيلي : هذا المقعد الوزاري خال من محتواه القيمي والسياسي لأنه لا يتناسب وحجم ومكانة تيار شهيد المحراب , مع ضرورة الإشارة إلى إن هذه الوزارة لم تمنح لكتلة التيار ضمن مفاوضات الاستحقاق الانتخابي , إضافة إلى إن الوزير ليس صاحب القرار الأول فيها ولا يملك صلاحيات للنهوض بواقعها الوزاري , انه مجرد رقم وزاري ضمن التشكيلة الوزارية وحاله حال بقية الوزراء , وكذلك اشير على سبيل المثال ان كتلة الفضيلة التي تملك 7 مقاعد برلمانية ضمن كتلة الائتلاف العراقي الموحد حصلت على مقعد وزاري سيادي وهو وزارة العدل بينما هذا المقعد الوزاري اليتيم لوزارة النقل لا يتناسب مع كتلة مثل كتلة تيار شهيد المحراب التي تملك 21 مقعدا برلمانيا في مجلس النواب .
وهذا لا يعني أن كتلة شهيد المحراب قد فقدت تأثيرها في الساحة العراقية , فلسماحة السيد عمار الحكيم تأثير اجتماعي وسياسي واسع , وله " تأثير ستراتيجي " على جميع الكتل السياسية , وطروحاته وآراؤه وتوجهاته العامة محط احترام وتقدير الشعب العراقي ومكوناته السياسية لأنها منطلقة من قاعدة المبادئ الأصيلة وتنطوي على القيم النبيلة في الصراحة والإخلاص والدقة ووضوح الرؤيا .
س 14 : إلا تعتقد إن قائمة 555 هي بداية فقدانكم التدريجي لمكانتكم السياسية ؟
العكيلي : بل قائمة 555 كانت ضرورة واقعة و " حتمية انتخابية " لا مفر منها في المرحلة الحرجة حيث ارتأى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم أن يكون الهدف الستراتيجي في وحدتنا وتعاضدنا وتفاعلنا الحيوي لتعزيز قوتنا في إدارة البلاد , وكما يقول البيت الشعري :
أصابع اليد في الكف خمسة
ولكنها في قبضة السيف واحدة
من هذا المنطلق تكونت قائمة 555 , وهي تكوين ضروري لوحدة وتماسك هذا الشعب الذي نأى تحت أثقال النظام البعثي المقبور .
س 15 : لكن بعض آراء المراقبين أشاروا في تحليلاتهم السياسية , ان قائمة 555 كانت " فخا سياسيا " انزلقت فيه شعبية التيار في الوسط العراقي الى ادنى مستوياتها ؟؟
العكيلي : هذا رأي وتحليل غير دقيق ولم يراع فيه الظروف السياسية والاجتماعية ومقتضيات التحول السياسي العاصف الذي شهدته البلاد سيما وان " عزيز العراق " أصر أن يلم البيت العراقي وتنوعه المكوناتي تحت خيمة هذه القائمة , وتصور أن السيد عبد العزيز الحكيم وقبل أن ينتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا , كان يسال من على فراشه في المستشفى : هل إن ائتلاف دولة القانون دخل في الائتلاف الوطني في كيان موحد ؟ ولما تناهى الجواب إلى أسماعه بان ائتلاف المالكي أصر أن يدخل العملية الانتخابية لوحده , ضاق صدره واعتصر قلبه واحتبس بصره خشية على العراق من التشتت والفرقة والنزاع , فاستدرك قائلا : حسبنا الله ونعم الوكيل .
س 16: اسمح لي بالعودة الى ملف تيار شهيد المحراب الداخلي, الا تتفق معي إن المسؤولين الذين يقفون على قمة هرم المسؤولية في تكوينات تيار شهيد المحراب في ذي قار يفتقدون للكفاءة الذاتية والمؤهل السياسي والثقافي ؟
العكيلي : نعم اعترف لك إن ثمة خلل في ذلك حيث ظل التحرك في إطار دائرة ضيقة ولم ينفتحوا على الآخرين ويتفاعلوا والآخر في أحداث الساعة وشؤون الآخرين , وهذا المسار الضيق في الرؤيا والعمل والنظرة إلى الآخر لن يستمر حيث تسنمت رئاسة مجلس الشورى في ذي قار بالانتخاب ,والآن هو تحت إشرافي المباشر ,لذلك أصبح عمل وتوجهات مجلس شورى ذي قار يختلف عن توجهاته وعمله في السابق ومنهجيتنا الجديدة هي الانفتاح إلى الآخر , والانفتاح على الجميع , والتعاطي مع إشكالية فقدان الكفاءة في الرؤوس الهرمية إن وجدت بالانفتاح على المخلصين الصادقين من أبناء هذا التيار العريق , ومن الذين يتسمون بالكفاءة والخبرة ويمتلكون المؤهل الثقافي والسياسي ويتفاعلون وقضايا شعبهم وهموم أبناء جلدتهم , فنقرر في مجلس الشورى بإحالة أسماء من تتوفر به هذه العناصر والاشتراطات إلى سماحة السيد عمار الحكيم ومجلس الشورى المركزي ومركز القرار في بغداد .
واسترسل العكيلي قائلا : الآن جميع مسؤولي تيار شهيد المحراب في العراق تحت الاختبار والتجربة , وهذا رأي قيادة تيار شهيد المحراب , ولفترة زمنية معينة , وبعدها يبدأ التقييم الموضوعي من قبل مركز القرار في بغداد .
س 17 :هناك حقائق ملموسة تشير إلى إن بدر مغلقة تنظيميا , فماذا تقول ؟
العكيلي : ذكرت إن ثمة خلل في ذلك , ومجلس الشورى الجديد في ذي قار عازم على تغيير ما يمكن تغييره والانفتاح على الآخر , مع تبيان حقيقة إن هناك تهافت بشري على تيار شهيد المحراب ومن جميع الطبقات الاجتماعية المختلفة معلنة تأييدها ومؤازرتها , لان التجربة الماضية لمسؤولي تيار شهيد المحراب سواء كان الصغار منهم والكبار, أثبتت صدقهم وإخلاصهم لشعبهم وبلدهم خصوصا وان سماحة السيد عمار الحكيم قد عمق هذا التيار المرجعي فكريا وسلوكيا ومنهجيا .
س 18 : من حضر الندوة الحوارية التي نظمتها منظمة بدر في قضاء الشطرة , يكتشف ومن خلال مواجهتك للجمهور بالمكاشفة والبوح الصريح انه يرزح في متاهات دولة البطيخ ودولة الفساد ودولة الانحطاط السياسي ؟ ماذا تقول ؟
العكيلي : إن التخبط الأدائي والسياسي هي سمة حكومة المالكي التي تعد " حكومة فاشلة " بكل المقاييس , فعلى مدى ست سنوات من حكمه في رئاسة الوزراء كانت قراراته عشوائية وارتجالية وتتخبط ذات الشمال وذات اليمين ,ومحاولة حصر القرارات في يده وما يتناسب وطموحاته في الاستحواذ الانفرادي للسلطة , وحتى القانون حاول تسخيره لنفسه وبطانته وحزبه , واختلف مع شركاؤه العامين والخاصين , من الذين أوصلوه إلى سدة الحكم , بل اختلف مع اقرب الناس إليه وهو مدير مكتبه وإقصاءه من منصبه بجرة قلم واحده دون تبيان الأسباب الموجبة لذلك , ويعيش حاليا في " حلمه الرئاسي " لتحويل النظام البرلماني في العراق إلى نظام رئاسي والدعوة إلى تعديل الدستور تحت ذريعة معالجة الثغرات الكبيرة فيه .
والسعي الى تحقيق هذا "الحلم الرئاسي " سبقته اتخاذه لعدة قرارات ارتجالية خارج إطار الشرعية البرلمانية وذلك بربط الهيئات المستقلة برئاسته الحكومية مثل البنك المركزي , المفوضية المستقلة للانتخابات , هيئة النزاهة , الرقابة المالية وغيرها من الهيئات المستقلة , فهو يتجه لطرح مشروعه نحو النظام الرئاسي .ويتذكر الجميع انه لجم مطالب المحافظات الدستورية في إقامة وتشكيل الأقاليم , ورد بشكل انفرادي " لا يمكن أن نسمح لنظام الأقاليم في الوقت الحاضر " , حتى إن احد نواب كتلته , وهي كتلة ائتلاف دولة القانون قد صرح من محافظة البصرة مهددا بتقديم شكوى إلى المحكمة الاتحادية لرفض السيد المالكي الموافقة على رسائل الطلبات التي تنص على الرغبة الاجتماعية الملحة بتشكيل إقليم البصرة واعتراض السيد مسعود البرزاني على تصريحات المالكي هذه وعدها أمرا مخالفا للشرعية الدستورية .. عموما فان السيد المالكي قد اختلف مع الأقربين والأبعدين وكافة الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية دون مراعاة أن العراق يمر بأخطر مرحلة من تاريخه .
س 19 :ثمة من يقول إن مشروع تيار شهيد المحراب في تأسيس دولة الأقاليم هو مشروع طائفي خصوصا وانه ينادي ويطالب " بإقليم جنوب بغداد " , فإلى أي مدى يصح ذلك ؟
العكيلي : إن نظام الأقاليم هو منظور متطور في الدساتير ذات الوزن العالمي الثقيل , ونظام الأقاليم هو حق دستوري لترتيب البيت العراقي وفق قوانين العدالة والأحقية الشرعية والتقاسم العادل لثروات البلد ,ودعوتنا إلى إقامة " إقليم جنوب بغداد " لايعكس بطبيعته الدستورية " مشروعا طائفيا " لان منطقة " جنوب بغداد " هذه , فيها أطياف مختلفة وألوان اثنية متنوعة واتجاهات سياسية مختلفة سيما وان مشروعنا في اللامركزية وحكومة الأقاليم ونظام الفدرالية المنبثقة من النصوص الدستورية قد اثبت صدق توجهنا وجدية طروحاتنا في الحلول الممكنة لان أكثر الكتل السياسية التي رفضت هذا التوجه الدستوري رجعت الآن لتطالب بتشكيل الأقاليم .
س 20 : من دولة مركزية حديدية ومستبدة إلى دولة الأقاليم الفدرالية ,ألا ترى في ذلك مغامرة ؟
العكيلي : أن تجربة إقليم كردستان العراق خير شاهد واثبات عياني حيث أثبتت نجاحا منقطع النظير إذا قارناها وتجربتها القصيرة , واروي لك شواهد تدل على نجاح تجربة اقليم كردستان :
أولا :المجتمع الكوردي يتمتع بعشرين ساعة كهربائية في اليوم , فيما مجتمعنا المظلوم يعطى أربع ساعات كهربائية غير مستقرة في اليوم مقابل عشرين ساعة قطع .
ثانيا : المميزات التي يتمتع بها جميع موظفي إقليم كردستان تختلف عن مميزات الموظفين في كافة محافظات القطر .
ثالثا : لا يوجد عندهم بطالة بقدر أصابع اليد الواحدة وأبناءنا ما نفكوا يهاجرون بيوتهم ومدنهم إلى مدن أخرى سعيا في مناكبها للحصول على مصادر رزقهم اليومي , وعند زيارتي إلى اربيل التقيت بمجموعة من أبناء الناصرية المظلومة هناك والذين اشتكوا لي بأنهم يعملون ويشتغلون " عمالة بناء " وفي أكثر أنواع الشغل وضاعة وانتقاصا واحتقارا .
رابعا : إن حق محافظة ذي قار هو 7% حسب النسبة السكانية فتخصص للمحافظة مائتا مليون دولار أو اقل من حصة تنمية الأقاليم , قياسا بإقليم كردستان الذي يحصل على نسبة 17 % زائدا مبالغ تنمية الأقاليم بالإضافة إلى حقوق البيشمركة . وعليه فاجزم لك إن عدم تشكل أقاليم فدرالية في محافظاتنا سوف يبقي هذه المحافظات مظلومة وتئن تحت ثقل المحرومية وفقدان الخدمات المطلوبة, وقد أدركت محافظات المنطقة الغربية ذلك فراحت تنادي ومن أعلى المستويات بتشكيل الأقاليم وبنفس الأسلوب الذي نادينا به مرارا وتكرارا .
س 21 : ماهي هوية الدولة في ظل " الخبيصة البرلمانية " وصراع المكونات السياسية ؟
العكيلي : إن مفهوم الحكومة المتحركة والمتغيرة في ظل الدولة الثابتة , يحاول السيد المالكي زعزعته والنيل منه بقراراته الارتجالية والعشوائية , وبات وضع السلطات الثلاث واستقلاليتها في خطر ومحاولة سحبها وتجييرها إلى رقعة الحكومة ورئيسها , لذلك فان هوية الدولة أصبح على المحك في ظل حكومة المالكي الذي وكما ذكرت سابقا يتجه نحو النظام الرئاسي ونادى به في أحايين كثيرة ليعود بالعراق القهقرى ومحاولة العودة بنا إلى " حكومة- الريس " .
وكذلك فاني أقولها ودون تردد إن الحكومة تسير نحو الهاوية بانفلات زمام الأمور من عقالها , فلا سياسة مسؤولة , ولا اقتصاد , ولا إدارات وزارية ناجحة , ولا امن , ولا التزام بالدستور . وهل تعلم إن الحكومة الآن تدار بالوكالة مع سابق إصرار وقصد : قادة فرق الجيش يعملون بالوكالة , قادة الفيالق يعملون بالوكالة , وزيرا الدفاع والداخلية بالوكالة , قادة الأجهزة الأمنية بالوكالة , جميع مدراء العامين يعملون بالوكالة , الهيئات المستقلة تعمل بالوكالة ,وهلم جرا , وبالتالي فان لرئيس مجلس الوزراء السلطة في إعفاء من يريد إعفائه تحت مبرر " الوكالة " , وعلى الجميع أن يقولوا " نعم سيدي " ودون ذلك فان خروجه وإعفائه من المسؤولية حتميا اذا لم يذعن للقرارات المالكية.
واسترسل النائب عن كتلة شهيد المحراب قائلا :
في الجلسة الاستضافة النيابية للسيد الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة والسيد رعد شلال وزير الكهرباء , وجهت أسئلة معينه إليهم , وهي مثبتة في محضر مجلس النواب ولم تنقل من على شاشة قناة العراقية والقنوات الأخرى , والأسئلة هي :
أولا : وحدات الكهرباء الإنتاجية التي خصصت إلى المحافظات عام 2008 ظلت متروكة في العراء , وفي الناصرية أربع وحدات من المقرر أن تنتج 500 ميكا واط , إلا إن هذه الوحدات التي استوردت على خلفية التعاقد مع شركات أمريكية وبريطانية خاصة ظلت متروكة في العراء ولغاية 2011 , وفي هذا العام ذاته تم التعاقد مع شركات غير مصنعة وغير ضامنة للإنتاج , فمن المسؤول عن هذا الفساد الإداري والمالي ؟؟ اجيبوني يرحمكم الله !!
ثانيا : السيد المالكي تعهد عام 2006 في مجلس النواب , وانأ كنت جالسا في البرلمان , وقال في معرض إعلانه لبرنامجه الحكومي " إن عام 2009 سيكون خال من مشكلة اسمها الكهرباء , ولكنه عاد أدراجه عام 2009 وظهر من خلال القنوات التلفازية وصرح بأنه لا يمكن أن تحل مشكلة الكهرباء إلا بسنتين , ولكنه في عام 2011 قد زاد الطين بلة وقال بالنص : نحن نحتاج إلى سنة وثلاثة أشهر لمعالجة الكهرباء , أ فهكذا يطلق الكلام على عواهنه دون رقيب او حسيب !!
ثالثا : جلبتم سفينتين لإنتاج وتوليد الكهرباء في البصرة على أن تنتج الواحدة منها مائة وخمس وعشرون ميكا , إلا إنها أنتجت ال 25 وذهبت ال مائة , أجيبوني من المسؤول ؟؟
رابعا : السيد الشهرستاني صرح في حديثه قبل قليل بان العراق يحتاج إلى 12 الف ميكا واط , والآن إنتاجنا 7 الآلاف ميكا واط , فلماذا إذن لا تكون ثلاث ساعات قطع وثلاث ساعات كهرباء , أجيبوني !!!
خامسا : ذكر الشيخ صباح الساعدي في جلسة الاستضافة هذه متسائلا عن الحاويات التي وصلت إلى ميناء البصرة والتي من المفترض أن تحتوي على رؤوس توليد للكهرباء , ولكن عندما تم الكشف عنها وجدوا فيها ملاعيب للأطفال , وسؤالي يختلف عن الشيخ صباح الساعدي ومفاده " ملاعيب الأطفال هذه اين ذهبت ؟؟
ولحد الآن لم يجيبوني على هذه الأسئلة !!
س 22 : في ظل عراق مستباح للإرادات الخارجية , ترى ماذا ستكون طبيعة تعديل اتفاقية الإطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة , ومن هي المكونات السياسية التي تسعى الى تواجد مستمر للقوات الامريكية ؟؟
العكيلي : باتفاق الكتل السياسية , فان نهاية عام 2011 لا يبقى وجود للقوات الأمريكية ألا بقدر حماية السفارة الأمريكية , لان في العراق كفاءات عسكرية وأمنية , وزخما بشريا كبيرا في الأجهزة العسكرية والأمنية , ما يكفي لحماية البلد واستقراره وأمنه , ولا اعتقد أن عراقي يعتز بهويته العراقية الوطنية وانتماءه لهذه الأرض المقدسة , يفكر أن يقوم المحتل والأجنبي بحماية بلده وبسط نفوذه على أراضيه خصوصا وان هذه القوات الأجنبية قد غزت العراق تماشيا ومصلحة بلادها الستراتيجية في المنطقة , وليس من اجل الشعب العراقي الذي كان يئن تحت أثقال الدكتاتورية .. وكذلك من الضروري الإشارة إن مصلحة الولايات المتحدة الستراتيجية هذه , قد اجتمعت والمصلحة العراقية العليا وإرادة المجاهدين الأحرار في إسقاط النظام الصدامي المقيت , ولكن علينا وبعد هذه التجارب المريرة , الاعتماد على أنفسنا , النفس العراقية الأصيلة , والقدرات الوطنية المعطاءة والخزين الثرواتي في البلد للنهوض بالواقع الأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي , وهذه مسؤولية الجميع .
س 23 : ولكن لم تتطرق إلى الجهات التي تريد تواجد مستمر للقوات الأمريكية ؟؟
العكيلي : هناك تخوف وخشية من بعض الكتل السياسية , واخص بالذكر منها الطبقة السياسية في إقليم كردستان التي تخشى من فوضى داخلية عارمة في البلاد بعد الانسحاب الأمريكي أو عودة الحكم الانفرادي والاستبدادي والعسكراتي للعراق , ولكن اعتقد وهذا ما أريد به أن اطمئن الجميع بان استقرار البلد يرتبط بخروج القوات المحتلة والاعتماد على الذات العراقية في الاستقرار والبناء والأعمار والانفتاح على الآخر اقتصاديا بما يعزز بناء الدولة العراقية الحديثة .
س 24 : يقال والعهدة على القائل ان ثمة خلاف واختلاف إيديولوجي بين " العكيلي " وحسين الشامي ؟
العكيلي : دون مدحا لذاتي أو استغراقا في حب هذه الذات تبعا لنوازعها البشرية , ولكن ذكرا للحقيقة التي يعرفها عني الكثير , أني ومنذ طفولتي ولحد هذه الفترة العمرية من حياتي التي تجاوزت فيها ال 57 عاما , عرف عني الصدق والدقة ولا تأخذني في ذكر الحقيقة لومة لائم , فقلبي لساني , ولساني قلبي , شاكرا لله عز وجل على هذا التوفيق الإلهي . أقول ذلك كمدخل للرد على سؤالك بان السيد عزيز كاظم علوان يختلف مع السيد حسين الشامي بالنظرة الحزبية والانتماء الأيديولوجي , فذلك و بصريح العبارة يجانب الحقيقة , لأني صاحب تجربة في هذا الصدد وتعاملت خلال ولايتي الحكومية كمحافظ ذي قار على أساس الصدق والإخلاص والعمل الجاد بغض النظر عن الانتماءات الحزبية الضيقة , مسترشدا في هذا بقول المعصوم" عليه السلام " : لا تنظروا الى كثرة صلاتهم وصومهم وحجهم وطنطنتهم في الليل ,بل انظروا إلى صدق الحديث واداء الأمانة , وهكذا كان تعاملي مع الآخر طيلة حياتي .
أما حديثي عن حسين الشامي وتصريحاتي التي ذكرته فيها كانت تنفيذا لمسؤوليتي البرلمانية والأخلاقية والشرعية باعتباري عضوا في لجنة النزاهة في مجلس النواب , والتي تتعلق بجامعة البكر , وكيف تحولت بأمر ديواني وبرقم ( 109 ) في سنة 2006 وتم بيع أراضيها وصودرت ممتلكاتها بعنوان هدية إلى جامعة الصادق الأهلية وحولت من الوقف الشيعي إلى عنوان "جامعة" , إلا إن الحقيقة إنها أصبحت ملكا صرفا للسيد حسين الشامي بكل ممتلكاتها التي كانت موجودة فيها مع إحدى عشر سيارة كانت تابعة للوقف الشيعي , والطامة الأكثر من كبرى , كل هذا يصبح ملكا للسيد حسين الشامي ويعزز بمبلغ مليار دينار تبرعا وهدية من السيد صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد الحالي , وفي خدمة السيد حسين الشامي , واملك ملفا كامل عن ذلك وبالوثائق الدامغة .. هذا هو سر اختلافي وليس خلاف حزبي أو أيديولوجي كما ورد في سؤالك , حيث وهب الأمير بما لا يملك , وهذا العمل يعد جريمة ومخالفة صارخة للقانون والدستور وعلينا ملاحقتها قانونيا في أروقة المحاكم القضائية .
وكذلك إن السعة الاستيعابية لجامعة الصادق الأهلية هي أربعة الآلاف طالب , وكل طالب عليه أن يدفع مليون ونصف المليون في السنة لقاء قبوله في الجامعة واستمراره في الدراسة , وهذا يعني إن الوارد السنوي للجامعة وقدره ست مليارات دينار تذهب في جيب حسين الشامي , والطامة الكبرى الأخرى وكما علمت إن أساتذة هذه الجامعة ومدرسيها كانوا يتقاضون في فترة من الفترات رواتبهم من ميزانية وزارة التعليم العالي ولا ادري هل مازالوا على هذا المنوال أم لا !
وعلى صعيد آخر فان حسين الشامي يملك أربع عمارات في منطقة العطيفية , تدار تحت إشرافه الشخصي وبعنوان دور للأيتام !! ولا ادري وفي ظل هذه الانتهاكات القانونية , نحن إلى أين ذاهبون !!!
س 26 : ألا ترى إن جنابكم الكريم , يغرد خارج سرب كتلة شهيد المحراب من ناحية التصريحات الإعلامية والصحفية ؟؟
العكيلي : تصريحاتي واضحة عند كل إنسان يضع مصلحة البلد على سلم أولوياته , والكتلة التي انتمي إليها أو بقية الكتل الأخرى فهي ضمن هذا الإطار في تشخيص الأخطاء الجسيمة ومحاربة شتى أشكال الفساد الإداري والمالي .وانتخاب الجماهير لأمثلهم في مجلس النواب يفرض علي أن أمارس دوري التشريعي والرقابي في رصد الظواهر التي تعيق تطور مسيرة البلد , وإحدى اخطر "الظواهر الارهابية "هي ظاهرة الفساد الذي ينخر جسم المؤسسات الحكومية .
https://telegram.me/buratha