التقارير

كربلاء المقدسة.. ملاذا آمنا للمهجرين والنازحين

4196 20:57:00 2006-12-08

لو أمعنا النظر مليا إلى ما يعانيه أتباع أهل البيت عليهم السلام في هذه المرحلة لوجدناه لا يختلف كثيرا عن معاناة هذه الفئة في زمن الحجاج والأمويين والعباسيين على مر الدهور والأزمنة، وان التكفيريين والإرهابيين هم امتداد لهؤلاء الجبابرة والحكام المتغطرسين.

وللوقوف على معاناة هذه الفئة التي تستصرخ يوميا من الظلم والقتل والتشريد والذبح على الهوية، التقينا بعضو اللجنة المشرفة على النازحين في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ(احمد حسن الفهد)، وطلبنا منه أن يعطينا نبذة عن اللجنة ومتى تشكلت؟ وما هي المهام التي انيطت  بها؟

- اللجنة تشكلت مع بداية نزوح أهالي مدينة تلعفر إلى محافظة كربلاء المقدسة نهاية عام2005 وتحديدا في الشهر العاشر منه، حيث ارتأت إدارة العتبة الحسينية المقدسة وبإشراف مباشر من سماحة الأمين العام لها الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتشكيل لجنة ثلاثية مكونة من (الشيخ صبار الكربلائي والحاج فاضل عوز واحمد حسن الفهد) لإغاثة العوائل النازحة إلى مدينة كربلاء المقدسة، وتم فعلا الإشراف المباشر عليهم من قبل هذه اللجنة وإمدادهم بالمواد الغذائية الضرورية والمواد المنزلية وكذلك ما نحصل عليه من تبرعات من أهل الخير، بالإضافة إلى بعض الجهات الدينية والمكاتب التابعة لبعض المرجعيات التي كان لها دور في مساعدة هذه العوائل، وكان عدد النازحين في ذلك الوقت لا يتجاوز(40) عائلة، ولكن مع استمرار وتيرة التوتر الأمني لمدينة تلعفر بدء عدد النازحين إلى مدينة كربلاء بالتزايد شيئا فشيئا.

- هل تم مخاطبة الجهات المعنية بأمر هذه العوائل النازحة؟ وما هي درجة استجابة تلك الجهات؟

- لقد تم مفاتحة الجهات الرسمية في الحكومة المركزية والحكومة المحلية المتمثلة بمجلس محافظة كربلاء بخصوص هذه العوائل لكن دون جدوى حيث أننا لم نحصل منهم سوى الوعود فقط، وتم بعد ذلك مفاتحة وزيرة المهجرين والمهاجرين السابقة السيدة(سهيلة عبد جعفر) بالوضع المزري لتلك العوائل المهجرة في المدينة وتم طرح ما تعانيه هذه الشريحة وهي بدورها أعطتنا بعض الوعود التي لم تتحقق حتى يومنا الحالي، ولكن حين زيارة الشيخ(محمد تقي المولى) الذي كان يشغل منصب عضو في الجمعية الوطنية السابقة آنذاك وأطلعناه على الواقع المأساوي الذي تعيشه هذه العوائل المهجرة، اخذ على عاتقه حمل همومهم إلى بغداد ومفاتحة الجهات الرسمية بأحوالهم، واستحصل الموافقة بزج البعض منهم في سلك الأجهزة الأمنية بالمحافظة والبعض الآخر في دائرة تربية كربلاء ودائرة الصحة وبعض الدوائر الحكومية الأخرى.

- إلى جانب توفير المواد الغذائية والمواد الضرورية هل هناك خدمات أخرى تم تقديمها لتلك العوائل؟

- لقد كان للعتبة الحسينية دور كبير في التنسيق مع المعنيين في وزارة التجارة لنقل البطاقة التموينة لتلك العوائل إلى مدينة كربلاء حيث بدءوا باستلام موادهم الغذائية من المحافظة، بالإضافة إلى ذلك أن نقل البطاقة التموينية أتاح لهم الفرصة بالمشاركة في الانتخابات والاستفتاء على الدستور في مدينة كربلاء حيث تم إعطاءهم بعض الدورات حول الانتخابات من قبل متخصصين في المفوضية العامة للانتخابات وفسح لهم المجال بالمشاركة بالانتخابات والاستفتاء على الدستور.

- بعد أن تحسن الوضع الأمني لمدينة تلعفر هل عادت تلك العوائل إلى مناطق عملهم وما هو دور اللجنة بعد ذلك؟

- بعد تحسن الوضع الأمني لمدينة تلعفر لم تعد أغلبية العوائل إلى مدينتهم كون أكثرهم قد تم تعيينهم في الدوائر الحكومية ومنهم من انخرط في مزاولة الأعمال الحرة وقد تحسن وضعهم المادي، وبالتالي فان العتبة الحسينية أصبح دورها دورا إشرافيا على تلك العوائل وتقديم المساعدة للمحتاجين فقط وانتفى دور تلك اللجنة، إلا أن بعد فاجعة مدينة سامراء المقدسة تم تشكيل لجنة أخرى وتم تخويلي بالإشراف المباشر على تلك العوائل النازحة التي وفدت إلينا من المدن الساخنة وخصوصا بغداد وديالى.

- هل بالإمكان أن تعطينا رقم لعدد العوائل التي نزحت بسبب التوتر الأمني عقيب فاجعة سامراء؟ وما هو موقف العتبة المقدسة منهم؟

- بعد فاجعة سامراء شهدت مدينة كربلاء المقدسة نزوح أعداد كبيرة من العوائل وهي حتى الآن في توافد مستمر إلى هذه المدينة، حيث وصل العدد الآن إلى ما يقارب(2000) عائلة مسجلة لدينا في العتبة الحسينية المقدسة وهي موزعة في أنحاء متفرقة من المدينة، وقد قمت وبإشراف مباشر من قبل سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتوفير المواد الغذائية والمنزلية وتوزيعها على تلك العوائل بالإضافة إلى تقديم يد المساعدة في دفع جزء من إيجار الدور للعوائل المتعففة منهم بالإضافة إلى دفع رواتب للعوائل المحتاجة عن طريق الأموال التي نستحصل عليها من خلال المتبرعين، وأما الآن ونحن في استقبال شهر الشتاء البارد تم توفير البطانيات لتلك العوائل، بالإضافة إلى تخصيص رواتب شهرية وهدايا للأيتام عن طريق غرفة النذورات في العتبة الحسينية المقدسة.

- هل بالإمكان معرفة مصادر الأموال التي تصرفها العتبة على هؤلاء المهجرين؟ هل هي من أموال الشباك المقدسة للإمام الحسين عليه السلام.

- إن الأموال التي يتم صرفها على تلك العوائل نحصل عليها من مكتب معتمد سماحة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني في كربلاء المقدسة بالإضافة إلى الأموال التي تأتينا عن طريق التبرعات، حيث أن أموال الشباك المقدسة لا يمكن التصرف بها إلا لما أوقفت من اجله. 

- قبل أيام تشرف وزير المهجرين والمهاجرين بزيارة العتبة الحسينية المقدسة، فما هو موقفه من هذه العوائل؟

- لقد تم شرح الواقع المزري لتلك العوائل لشخص الوزير واطلع عليها شخصيا، لكنه لا يختلف كثيرا عن الوزراء الذين سبقوه حيث لم نحصل منه سوى الوعود.

- كلمة أخيرة نختم بها هذا اللقاء؟

- بعد أن باءت مساعينا بالفشل في مخاطبة إخواننا المسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية، نتقدم إلى إخواننا التجار وأصحاب الأموال وأصحاب المعامل بنجدة إخوانهم الشيعة المهجرين وتقديم يد العون والمساعدة لهم، علما أن العتبة الحسينية المقدسة توقفت عن استقبال أعداد أخرى من تلك العوائل. موقع نون الخبري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك