التقارير

الطبيـب بيـن العيـادة الخاصـة والمستشفـى الحكومـي

5058 18:06:00 2011-04-10

الطبيـب بيـن العيـادة الخاصـة والمستشفـى الحكومـي*عبدالكريم إبراهيمشعر صادق علوان بألم في معدته، لم يستطع تحمل شدته، مما جعله يذهب مضطراً إلى أقرب مستشفى حكومي لأن الوقت كان صباحاً وأغلب العيادات الخاصة لا تفتح في مثل هذا الوقت، بمساعدة أبنه البكر إستطاع الوصول إلى الطبيب الذي نظر فقط إليه دون فحص، وكتب له مجموعة من الأدوية، وجد منها واحداً فقط في صيدلية المستشفى، ولم تتحسن حالة صادق، فقرر الذهاب إلى أقرب عيادة طبيب باطني، فكانت الصورة مغايرة عما شاهده في المستشفى، فحص دقيق وسلام حار وأسئلة عائلية وخاصة أدخلته في جوٍ آخر، وكأنه يتعامل مع ملاك سماوي!!، ولكن لماذا ينقلب هذا الملاك إلى شخص بعيد عن هذه المهنة الإنسانية.يقول علوان: في تلك اللحظة شعرت بالموت يدنو مني، لم أجد سوى عدم الإكتراث لحالتي من قبل طبيب المستشفى، ولعل بسبب إختلاف المعاملة مابين هذين المكانين بقوله، يبدو إن الأمور المالية تلعب دوراً في رفع كفاءة ومهنية الطبيب، وحسن تعامله مع المرضى، نظرة واحدة لثواني محدودة هي المدة الزمنية للفحص في المؤسسات الحكومية، لم يقرب السماعة من جسدي، وأكتفى بنظرة عن بعد، هو هذا الفحص الحكومي.والصورة المغايرة في العيادة الخاصة، فحص دقيق وتبادل للأحاديث ويشعر الطبيب إن أجرة الفحص، حلال وتعطيها عن طيب خاطر، ويدافع الطبيب الممارس لؤي سلمان عن سرعة الفحص في المستشفيات الحكومية بقوله: المراجعات كثيرة والأطباء قلة، لا تجعل الفحص يتم بدقة وعناية، فإن المريض الواحد يستغرق ربع ساعة، وهذا وقت طويل، ولعل عدم تنظيم العمل والزخم من الأسباب التي تدفع بالأطباء إلى العجلة في الفحص، والطبيب الواحد عليه أن يُشخّص أكثر من(250) حالة مرضية في اليوم الواحد وهذا عدد كبير، ثم يذكر سلمان جملة من الحلول لمعالجة هذه المشكلة: هناك مناطق تحتاج إلى زيادة أعداد الأطباء والمستشفيات فيها، لأن النسبة غير متوازنة مع الزيادة السكانية، كما الحال في مدينة الصدر.ونفى الدكتور لؤي تهمة البحث عن الماديات التي ألصقت بالأطباء بالقول: الطبيب إنسان له قدرة على التحمل، وأيضاً من حقه تحسين وضعه المعاشي، أما عن إختلاف المعاملة مابين العيادة الخاصة والمستشفى الحكومي فيقول: قلة أعداد المراجعين تجعل الطبيب المعالج يأخذ وقته في فحص المريض وتشخيص حالته.أحمد موحان يقول في مراجعة الأطباء في العيادات الخاصة: الكثير من الأطباء يختلف سلوكهم وتعاملهم في المستشفى عنه في العيادة الخاصة، ربما يكون للعامل المادي أثره على هذا التصرف، ويضيف موحان: مراجعة الأطباء بحد ذاته مشكلة الله يبعد عنها كل شخص، حيث عملية إستنزاف للأموال بدون (وجع قلب) من التحاليل والسونار والأشعة ألخ، وفي النهاية لا يصل المريض إلى تحديد علته.وهناك ظاهرة معروفة بين صفوف الأطباء كما يقول موحان: عدم الإعتراف بعلاج وتحاليل غيرهم من الأطباء، مما يعني عمل أخرى جديدة، ويعني المزيد من الأموال، ثم يطلق موحان حالة توجع يختمها بقوله: (الله لا يوكع بشر في حلق الأطباء!!)، لأن النتيجة مراجعات وصرف للأموال.علي خلف يفضل مراجعة الأطباء الجدد معللاً بذلك، الأطباء الجدد لديهم نوع من الإندفاع من أجل إثبات الوجود وكسب المراجعين، لذا هم أكثر عناية بالمرضى حتى في المستشفيات الحكومية، ولعل الخبرة والعمر أهم المغريات التي تجلب المرضى إلى عيادات الأطباء، وكما يقول خلف: دائماً الناس يفضلون الطبيب المعروف الذي أكتسب خبرة طويلة، لذا حظوظ الأطباء الجدد قليلة.ولكن هجرة الأطباء المعروفين إلى الخارج أو كردستان العراق، زادت من هذه الحظوظ، كما يقول زيد تحسين: أغلب الأطباء الذين كنا نراجعهم في السابق، تركوا البلاد نتيجة الظروف الأمنية، مما جعلنا نحن البغداديين نرضى بمن هم أقل خبرة وتجربة.وحتى العمليات الجراحية التي تجري في المستشفيات الحكومية يأخذ عليها الطبيب أتعابه، كما يقول حسن دعير: عندما تراجع طبيباً معيناً يقول لك: تريد إجراء العملية في مستشفى أهلي أو حكومي، بكلا الحالتين لابد أن يحصل على أتعابه من المريض!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسنين احمد البياتي
2011-06-14
السلام عليكم عندي تعليق بسيط ان الحكم عن هكذا مضوع لاياخذبطريقة سطحية كما انفا لانه موضوع شائك جدا يبدا من النظام الصحي الفاشل واللاجندات الحزبية التي ليس من مصلحتها تعديله وعلى راسها حزب المالكي الى الشعور المتراكم لدى الطبيب بحقد المجتمع عليه ولمقولةالمشهورة بين الاطباء الطبيب محد يحبه بس امه الى عدم تفهم المجتمع لحياة الطبيب التي تبدا الساعة الثامنة لتنتهي الساعة التاسعة ......ومطلوب منه ان يكون الشخص المثالي في ظروف بلد ابعد ما يكون عن المثالية ولا اعتقد ان هذا الجدل البيزنطي سينتهي
ابو احمد الفضلي
2011-05-28
الموضوع جيد ولكن التحقيق قد اعطى دعاية للعيادة الخاصة على حساب المستشفى يا حبذا لو تم التطرق الى اساليب تطوير الاداء الحكومي مع من يهمه الامر كاعتماد مبدا الاحالة و اقتصار المستشفى على الطوارئ و الاحالات ..تنظيم اوقات الزيارات في العيادات الاستشارية و المراكز الصحية ..نظام التامين الصحي الخ وكما هو معمول في العالم
ليث الموسوي
2011-04-23
التحقيق غير علمي ويحمل في طياتة التحريض على الاطباء فمن جهه ينتقد الطبيب في المستشفى لان منحة العلاج بدون تحاليل وفحوصات ومن جهة اخرى ينتقد طبيب العيادة لانة طلب تحاليل و فحوصات تكلف فلوس بدون وجع قلب ادري شيسوي الطبيب صدك ارضاء الناس غاية لاتدرك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك