الأخبار

محتالون يتاجرون بالأزمة ويجبرون العوائل على الهجرة (لاحتلال) مساكنها


(أمامك اربع ساعات لتشد رحالك وتغادر هذه المنطقة، والا سوف تكون وعائلتك في عداد الموتى...) هذه الكلمات وجهها احد افراد مجموعة مسلحة الى(أ.خ) بعد اخلاء سبيله ونجاته من يد هذه المجموعة التي اختطفته بينما كان متوجها الى عمله صبيحة احد الايام.

الضحية اكد ان قصة اخلاء سبيله جاءت نتيجة تدخل احد الاطراف بعد ان اتصلت به المجموعة المسلحة للتأكد من هويته، وان تزكية الشخص المذكور ادت الى اطلاق سبيله في مقابل اخلاء منزله وامهاله مدة اربع ساعات لذلك، بيد انه اعرب عن شكوكه بان القضية لا تخلو من استغلال بعيدا عن الدوافع الطائفية او السياسية، كونه يمتلك منزلا كبيرا مبنيا وفق احدث الطرز الذي تم اجباره بعد حين على تأجيره قسرا وتحديد مبلغ 150 الف دينار شهريا بدلا لايجاره بحجة ان من جاء ليشغله هو عائلة تم تهجيرها من احدى ضواحي العاصمة لأسباب طائفية.

ولعل هذه التهديدات كافية للالتزام بالوقت الذي تم تحديده ليعد(أ.خ) حقيبته واهم حاجياته ووثائقه ويجمع افراد عائلته استعدادا للرحيل والبحث عن ملاذ آمن واضعا وظيفته وسني خدمته ومستقبل ابنائه جانبا لكي ينجو من موت مجاني ويربح ما تبقى له وعائلته من اعوام قدرهم.

ان هذه الظاهرة التي اخذت بالاتساع لتشمل مناطق لم يكن ساكنوها يفكرون في يوم من الايام ان تتسلل اليها، بل اتخذت في مناطق اخرى منحى جديدا لا يمت للمنطق بصلة، اضحت اليوم بامس الحاجة لتدخل جميع الاطراف السياسية والدينية لايقافها ومعالجة ما ترسب منها في الماضي القريب وما نجم عنها من آثار سلبية انعكست على الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي على حد سواء.

مدينة الكاظمية احتضنت امس اكثر من 300 عائلة مهجرة قسرا من منطقة سبع البور ليضاف هذا الرقم الى اكثر من اربعين الف عائلة أحصتها وزارة المهجرين والمهاجربن مؤخرا في عموم مناطق البلاد، احتلت بغداد المرتبة الاولى من بين المحافظات، تلتها ديالى ثم محافظة كربلاء.

(أ.ع) الذي كان يقطن دور الضباط في منطقة سبع البور اكد ان اشخاصا ملثمين ومسلحين دخلوا الى المنطقة الجمعة واجبروا العوائل على ترك منازلهم فورا ووزعوا منشورات تحت مسميات دينية تحمل بصمات التكفيريين، هددوا فيها جميع سكان المنطقة فيما انهالوا على آخرين بالضرب بواسطة ”اخامص“ اسلحتهم واطلقوا النيران بشكل عشوائي لارهاب الناس، ما حدا بالعوائل الى ترك مناطقهم والنزوح بصورة جماعية الى المخيمات في منطقة الكاظمية، فيما اكدت الحاجة(ح.ج) في المخيم نفسه ان سبع البور خلت في المدة الاخيرة من الحياة وتعرض ابناؤها الى تصفيات جسدية وقصف بقذائف الهاون مع غياب تام لدور الاجهزة الامنية.الهلال الاحمر وملاكات وزارة المهجرين سارعت بدورها الى المخيمات المذكورة لتقديم الدعم لهذه العوائل وتوفير مقومات العيش لها من مواد اغاثة وغذاء، الا ان هذه المساعدات بالرغم من أهميتها تعد معالجة ظرفية في حين ان ملف التهجير الذي بات السكوت عنه صعبا، بحاجة الى حلول ستراتيجية سريعة تقع مسؤولياتها بالدرجة الاساس على الحكومة والكيانات السياسية ورجال الدين لحماية ما تبقى وانقاذ ضحايا هذه الاعمال.    

جريدة الصباح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك