الأخبار

«عصابات بغداد» انتقلت الى «الكيلو 160» واختلطت مع «فرق الموت» و «التكفيريين» ... «مثلث برمودا» العراقي... يبتلع المركبات والأموال والبشر


«مثلث برمودا» اسم يطلقه العراقيون على طريق بغداد - عمان ودمشق حيث ينفصل الخط السريع بالقرب من مدينة الرمادي على مسافة (160 كلم غرب بغداد) وتسمى المنطقة رسمياً «الكيلو 160» مكوناً من مثلث جغرافي تضيع فيه حياة ومركبات المسافرين وينتشر فيه المتطرفون والعصابات والمجموعات المسلحة.

وتؤكد تقارير وزارة الداخلية العراقية ان الشهور الستة الماضية شهدت نحو 200 حادث سلب او اختطاف على الطريق الدولية وادت عمليات الى قتل للمسافرين حيث الوجود الامني معدوم لصالح العصابات والمسلحين.

وخلال الاسبوع الماضي داهم مسلحون في ثلاث سيارات حديثة الطراز «اوبل وبي ام دبليو وبرنس» باصاً لنقل المسافرين من العراق الى سورية يقل اربعين راكباً بعدما حاصروا السائق ونادوه بالوقوف ووجهوا السلاح الى المسافرين وطالبوهم بإخراج ما يملكونه من نقود وخلع مصوغاتهم الذهبية ورميها في كيس كبير.

وهذه الواقعة، حسب المسافرين، تحدث كل يوم على طريق العراق - طريبل - الاردن أو العراق - الوليد - سورية عبر الانبار وهي اكبر محافظة عراقية من حيث المساحة وتسكنها عشائر سنية لكنها تمتد بمساحات شاسعة يسهل فيها اختباء عصابات السلب والخطف ويزيد من صعوبة ضبط المنطقة امنياً على رغم ان المحافظة لا تزال خاضعة لسيطرة قوات البحرية الاميركية «المارينز» وبضع وحدات من الجيش العراقي. وكان قادة عسكريون اميركيون اعترفوا اخيراً بصعوبة حفظ الامن في الانبار مؤكدين ان الفراغ السياسي في المدينة تشغله «القاعدة».

وعلى رغم المخاطر تبقى الطريق مزدحمة لأنها المعبر البري التجاري الوحيد للعراق والمهرب الاساس للعراقيين الى دول اكثر استقراراً من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والرصاصات الغادرة.

ويقول احد السائقين على الطريق، مفضلاً الاشارة الى هويته بحرف «ب»، ان «هذه الطريق باتت مرتعاً لغالبية العصابات الاجرامية في بغداد وضواحيها كونها بعيدة عن سيطرة الحكومة كما انها المكان النموذجي للخطف والسرقة».

وتشير تقارير امنية الى ان فرق الموت انتقلت الى المنطقة لاستهداف السنة اذا كانت الفرق شيعية والشيعة اذا كانت سنية ويزيد على ذلك ان الانبار هي معقل جماعات المقاومة العراقية والتنظيمات المتطرفة التي تتحدى الحكومة العراقية والقوات الاجنبية.

ويضيف «ب»، وهو من مدينة الكاظمية الشيعية، انه نجا من مسلحين تراجعوا عن ذبحه لانه كان يحمل ترخيص قيادة باسم مستعار ويقول «لن اعود الى العمل في المنطقة فالجرة لا تسلم كل مرة».

ويشير احد المسلحين العراقيين، من جماعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الاسلامي»، الى ان حوادث السلب والقتل في الطريق الدولية اساءت الى سمعة «المقاومة» لافتاً الى ان قراراً اصدرته مجموعات مسلحة بداية العام يقضي بتسيير دوريات لمراقبة الطريق واستهداف العصابات... ويؤكد بعض السائقين ان دوريات لتلك المجموعات رافقتهم حتى منطقة الحدود.

ويؤكد احمد الدليمي، سائق سيارة «جي ام سي» على طريق بغداد - دمشق لـ «الحياة» ان «الطريق ليست آمنة لكن لقمة العيش تتطلب المجازفة»، ويذكر كيف بات يؤمن على نفسه وسيارته وركابه من اللصوص بعدما يقسم برأس ابنه «تم سلب الركاب الذين كانوا معي اربع مرات لأعود خاوي اليدين».

ويضيف «في المرة الخامسة عقدت هدنة مع العصابة وابلغت رئيسها بأنه لو عفا سيارتي من السلب سأمنحه عشرة في المئة من الاجرة وانتهى التفاوض الى ثلاثين في المئة من مجموع 600 دولار تزداد في موسم الصيف وتنخفض في الشتاء مع قلة عدد المسافرين». ويستدرك «وهكذا في كل مرة اعطيه مالاً لكن المشكلة تكمن في ان قطاع الطرق ليسوا عصابة واحدة ولذا عليّ الحذر من عصابة لا اعرفها».

وعادة ما تتبخر احلام المغتربين او المستثمرين العائدين الى بلدهم عند سلبهم في المثلث وبعد سرقة ماجمعوه في سنوات الغربة يقسمون بأن خروجهم هذه المرة لا رجعة فيه. ويعمد البعض الى نقل نقوده عبر البنوك او مكاتب الصيرفة بين بغداد وسورية وعمان والسفر بالطائرة هرباً من قطاع الطرق.

جريدة الحياة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2006-09-18
وتشير تقارير امنية الى ان فرق الموت انتقلت الى المنطقة لاستهداف السنة اذا كانت الفرق شيعية والشيعة اذا كانت سنية ويزيد على ذلك ان الانبار هي معقل جماعات المقاومة العراقية والتنظيمات المتطرفة ¨ التقارير الامنية التي وصلت لم تخبرهم ان الشيعي محرم له ان يكون بمثلث اموت والا سيكون مصيره الموت ؟ نرجو من الحكومة ان تترك المصالحة الوطنية في مثل هذه التقرير لانها تزيد من نقمة الشارع عليها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك