الأخبار

رواية شاهد عيان في الرمادي: مقالع وشبكات المجاري سجون ومراكز تعذيب... ومكبات لدفن المغدورين

1594 12:30:00 2006-09-10

أوقع الحظ العاثر عائلات عراقية هربت من الحرب الأخيرة في لبنان التي قصدتها اساساً هرباً من أعمال العنف والقتل اليومي في العراق في فخ جماعات متطرفة تصطاد المسافرين على طريقي بغداد - عمان وبغداد - دمشق في محافظة الأنبار، وتقتص منهم بشكل جماعي استناداً الى هويتهم الطائفية او المهنة التي يعملون بها، فيما تلجأ بعض العصابات الى سلب المسافرين.

ويصف شاهد عيان تمكن من الوصول الى «مراكز القتل» في الأنبار لجماعات تنتمي الى تنظيم «القاعدة» وتوصف بـ «التكفيرية» مشاهد مروعة عن مقالع تحولت الى مقابر جماعية وشبكات مجار مهجورة أصبحت أماكن اعتقال وتعذيب.

ويؤكد شاهد العيان أحمد خلف، وهو من أهالي منطقة الخالدية (15 كلم غرب الرمادي) في اتصال مع «الحياة» ان «بحثه عن شقيقه الذي خطف في منطقة الثرثار (شمال الفلوجة) دفع به الى محاولة استخدام النفوذ العشائري والديني للوصول الى جماعة متشددة تنشط في تلك المناطق. ويقول: «خطف اخي الذي يعمل شرطياً في الانبار في نهاية تموز (يوليو) الماضي ولم تنفع محاولات البحث عن مصيره اذا كان حياً او عن جثته إذ قتل». ويوضح ان المصادقة واستخدام النفوذ العشائري والديني مكناه من تأمين الاتصال بجماعة مسلحة متشددة تابعة لتنظيم «القاعدة» في العراق مقرها في منطقة الجرايشي (20 كلم شرق الرمادي) يعتقد انها مسؤولة عن خطف شقيقه. ويكمل خلف «التقيت مجموعة ملثمة كانت بانتظاري وأبلغتني انها لم تخطف شخصاً بمواصفات شقيقي»، علماً بأن عناصر هذه المجموعة «يصطادون» في العادة المسافرين عبر طريقي بغداد - عمان أو بغداد - دمشق ويقتلون أي شخص يكتشفون انه شيعي او يعمل في الشرطة او الجيش.

ويؤكد الشاهد ان مكان اقامته وعشيرته المعروفة واكتشافه عمل بعض أقاربه مع المجموعة المسلحة جعلته موضع ثقة لدى هذه المجموعة، ويضيف: «ارشدوني الى منطقة قريبة هي عبارة عن مقالع قديمة قالوا انها مليئة بجثث مخطوفين شيعة او عناصر من الشرطة، أحدثها جثث لثلاث عائلات شيعية قالوا انها كانت عائدة من لبنان خلال الحرب وقطع عليهم الطريق في هذه المنطقة قبل ان تصدر أوامر بإعدامهم»، موضحاً انه ميز جثتي امرأتين وطفل بين عدد من الجثث. ويؤكد خلف انه مر خلال بحثه عن اخيه بسجون سرية لهذه الجماعات يتخذونها مراكز للتعذيب والقتل والسجن، مشيراً الى ان اوسع هذه المراكز هي شبكة المجاري التابعة لصدامية الثرثار (شمال الأنبار) التي اصبحت مهجورة فتم استخدامها سجناً ومركزاً لتعذيب المخطوفين، موضحاً ان هذه الانفاق شبكة كبيرة من مجاري المياه الضخمة يستطيع الانسان المشي فيها من دون الانحناء، مؤكداً انه شاهد في احد هذه الانفاق التي مشى فيه مسافة «اكثر من خمس جثث معظمها مقطوعة الرأس».

ويضيف خلف: «كانت الرائحة نتنة الى درجة انني لم استطع احتمالها فخرجت من الانفاق من دون ان اكمل بحثي»، ويتابع: «ايقنت ان اخي قتل بعد ما شاهدته لدى هؤلاء المسلحين من استسهال قتل الناس، هذا لانه شيعي وذاك لانه شرطي وآخر كونه عالم دين عارضهم». ويقول «ذكرت الشيخ حمزة العبيدي (رجل دين من الفلوجة اغتيل قبل أشهر) امامهم فشتمه احدهم وقال انه مرتد لأنه أيّد دخول الأهالي في الجيش والشرطة ودعا الى ذلك».

الشاهد الذي غادر مدينته الى خارج العراق هرباً من الملاحقة لفت الى انه ادعى مراراً تأييده عمليات القتل التي نفذتها الجماعة كسباً لثقتها للبحث عن شقيقه، وأشار «بعد ما شاهدت بعيني اعتقد انني أصبحت مشروعاً للقتل، وربما يقدم على هذه الخطوة اقرب المقربين ممن ساعدوني في رحلة البحث عن مصير شقيقي».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك