"المدى" بغداد - ذات يوم مر احمد حسن البكر وكان في موقع رئيس الجمهورية ببستان في ناحية سلمان باك فاعجبه البستان الذي يقع على الضفة اليسرى من نهر دجلة فامر باحضار صاحبه فجيء به، عندها قال له ان بستانك يقع في الطريق الامني وقد قررنا الاستيلاء عليه وتعويضك، وبالطبع لم يكن التعويض يتناسب وقيمة البستان وهكذا استولى عليه البكر وضرب مثلاً في الاغتصاب لمن حوله. وقد حاول صاحب البستان افهام البكر ان حياته مرهونة ببستانه، وانه يعرف اشجاره واحدة واحدة فقد زرعها بيده وان نخيله يبلغ من العمر مثل عمره، ولكن دون جدوى فقد تظاهر البكر بعدم الفهم، ومات الشيخ كمداً ثم بدأ مسلسل الاغتصاب فلم يعد للحرص والطمع والجشع حد ولم تعد الايدي والنيات تجد ما يشبعها، فهذه الأرض لا ترعاها الا الأبل العصافير الخاصة بصدام ولا تحفر فيها بئر الا له حتى لو هاجر الرعاة الى بلد آخر أو ماتوا جوعاً وهذا النهر لا يسقي الا مزارع فلان أو فلانه، وحين حل موسم نادر للكمأة، سيج علي حسن المجيد (علي كيمياوي) ارض الجزيرة ووضع جيشاً من الحرس حتى لا يجمع احد الكمأة الا له، وقام بتصدير ما جناه الى عدد من دول المغرب العربي. وحين كان الزبانية غير قادرين على نزع بعض الملكيات ومصادرتها، كالحياة البشرية، فقد ابادوها، ويروي البعض روايات متواترة عن المسلك المشوه لعدي فقد كان حين يحضر حفلاً ما ويرى بدلة لطيفة يردتيها احد الحاضرين، فانه يقوم بتمزيقها بسكين انطلاقاً من عقدة التفوق التي تتملكه. وبعد انتهاء حرب عام 1991 كانت الفوضى ضاربة اطنابها وقد حولت البلاد الى غنيمة لابد من الاسراع في تصفيتها، بدا الامر ببيع ممتلكات الدولة من المعادن وتهريبها وكان الذي يترأس العصابة آنذاك حسين كامل الذي امتد نشاطه الى تهريب الزئبق، وحين علم قصي بذلك احتج وقال انه ملك ابي ودخل هو الاخر في نشاطات التهريب وترك لحسين كامل تهريب المنتجات النفطية اما تهريب الآثار فقد أنشأ بعض أفراد النظام شركات سرية للتنقيب والتهريب ومنهم صهر الرئيس أرشد ياسين مما اضطر الرئيس الى طرده من حمايته والادعاء باعذار أخرى وايقاف ذلك بسبب الفضيحة التي عمت العالم.
اغتصاب العقارات فوزية وسعدية يتيمتان وهما ابنتا مصطفى ناجي مصطفى، ويوسف مصطفى، وسعد جابر مجيد طلحة، شركاء في تركة هي بستان هو العقار 350/1 زوية، وقد كان لهم بعض التعزية عن يتمهم بالأرث، لكن الرياح جرت بما لاتشتهي السفن الامر الذي جعل يتمهم أشد قسوة، فقد مر ذات يوم عدي بجانب البستان وحين رآه وتفحصه، اعجبه ، فقال (أريده)، وكانت ارادته تلك كافية لاجبار الورثة على الذهاب الى دائرة التسجيل العقاري للتوقيع على عقد البيع دون النظر الى تفاصيله والمبلغ الذي سيقبضونه لانهم وقعوا العقد دون تفاوض أو مساومة، واعطوهم ثمناً بخساً لا يعادل ثمن مشتمل صغير في المنطقة ولو استطاع عدي ان يأتي بالبستان ليوقع لجاء به، لكن للبستان وثائقه التي لن يبطلها الاجبار والتعسف والاغتصاب، وقد كان عدي يعرف مدى حظوته عند الاب وكان جل ما يؤرقه ان يمتلك احد أفراد العائلة أكثر منه، اما قصي فقد قرر امتلاك ارض واسعة في الزوية ايضاً تحمل الرقم 352/35 واتضح ان من ملكها عنوة هو علي حسن المجيد ما اضطر قصي ان يدفع للكيماوي مبلغ 237 مليون دينار، ولم يسأله احد من اين لك هذا المبلغ وهل ورثته عن احد اجدادك؟ ثم يعلم قصي ان هيفاء بنت احمد حسن البكر تملك بستاناً في الكرادة فتثور ثائرته ويقرر امتلاكه ويدفع لهيفاء مبلغ 115 مليون دينار ويأخذ العقار المأخوذ اصلاً عنوة وهو يحمل الرقم 354/37 ويرى بستاناً الى جواره يحمل الرقم 367/9 فيأخذه هو الاخر ويستدير الى البستان الذي يحمل الرقم 354/32 زوية ويكتشف ان ابن خاله عدنان خير الله (حمزه) يملكه فيدفع له مئات الملايين ويحصل عليه بتاريخ 12/7/ 2001 كما هو مدون في السجل العقاري.
ساجده خير الله في السباق ويبدو ان العرق دساس فساجدة هي ابنة خير الله طلفاح اشهر من مر ببغداد من الولاة المتسولين، وساجدة من المعجبين بالبساتين التي لم يكن لها الوقت الكافي للتعرف عليها من الداخل، فامتلكت بستان كل من سعدية رضا ناجي وفاضل سليم ناجي، ويبدو ان املاكها من بساتين المنطقة كثيرة فقد سجلت لها بتاريخ 29/7/ 2001 معاملة برقم 215 للعقار 345/4 ودفعت ملياراً و250 الف دينار، والعراقيون الذين جاعوا طويلاً يتساءلون من اين اتت كل هذه الاموال، برغم ان الواعين منهم يعرفون انها سلكت طرق السرقة والاختلاس والاغتصاب والهبات غير المشروعة والابتزاز ومشاركة الناس أرزاقهم ومن التهريب وابتلاع املاك الدولة.
برزان وأولاده ودورهم ألاغتصابي يبدو ان مكوث برزان احد عشر عاماً في جنيف حيث عمل ممثلاً للنظام في الأمم المتحدة لم يغير من طبيعته الإجرامية التي تشكلت وترسخت اثناء توليه منصب مدير المخابرات العام، فحين اراد وعرف نشاطات العائلة في اغتصاب أموال العراقيين أراد ان لا تفوته الحفلة وان يأخذ حصته من الغنيمة محاولاً تناسي أرثه الاسود في القتل والتعذيب وبخاصة في سنوات (الثورة البيضاء) الاولى، فاتجه ومعه أولاده الى العقارات مركز نشاط العائلة، ورأى برزان ان يوزع عقاراته باسماء أبنائه وكانت الكرادة والزوية من اختصاص ابنه علي، وتسجل دائرة عقارات المنطقة الكثير الكثير من العقارات والبساتين التي انتزعها من أصحابها أولاد الأخ غير الشقيق وتناقلوا ملكيتها فيما بينهم لامر مقصود قد يكون طمس الملكية الاصلية للعقارات، محمد وسجى برزان يبيعان لعلي برزان قطعة ارض مشيد عليها هيكل بقيمة 17 مليون دينار تحمل الرقم 335/1 ويبيع محمد وسجى ايضاً لعلي برزان العقار 335/2 بمبلغ 161 مليون دينار وتبيع نور لاخيها علي العقار 335/2 (حصتها منه) بتاريخ 13/1/2003 بمبلغ 165 مليون دينار ويبدو ان هذا العقار قد بيع واشتري عدة مرات ويبيع الأب برزان والعمة ثريا لعلي العقار 334/2 زوية بقيمة 132 مليون دينار وتبيع نور برزان لشقيقها علي العقار الذي يحمل الرقم 367/ 9 زوية بمبلغ 860 مليون دينار بعد ان باعه لها قصي ضمن الترضيات العائلية.
هذا كله حصل في منطقة الكرادة والزوية وما استطعنا تسجيله وما خفي كان أعظم وما دار وراء الستار ظل وراء الستار ولكنه سيكشف ولم نتحدث عن نشاط العائلة ألاغتصابي في الطارمية وبساتين التاجيات والشريط الزراعي على ضفة دجلة اليمين الممتد من الكاظمية الى سامراء ولاعن مزارع الشيخ جميل والاسحاقي التي اغتصبتها ساجدة خير الله طلفاح والبساتين التي اغتصبها برزان في الطارمية، والبساتين التي وزعها صدام على زبانيته على طول الشريط الزراعي الممتد من الكاظمية الى سامراء.
https://telegram.me/buratha