انتقد رئيس الجمهورية جلال طالباني، وسائل الإعلام العربية في تناولها لمسألة العلم، التي أثيرت مؤخراً، و تصويرها على انه هناك حالة إنزال للعلم العراقي في إقليم كردستان، موضحا ان "المسألة لم تكن إنزال علم بل رفع علم عراقي في كردستان" مبينا انه "لم تكن هناك أعلام مرفوعة في الإقليم سوى أعلام الأحزاب، وقد قرر الأخ مسعود البارزاني إنزال هذه الأعلام و رفع العلم العراقي، علم 14 تموز، الذي يحظى بقبولنا، ليحل محل أعلام الأحزاب". كما دعا فخامته وسائل الإعلام الغربية إلى "التركيز على الجوانب الايجابية في العراق، لاسيما الأماكن التي فيها حياة و نقلها إلى شعوب العالم".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس طالباني مع وزيرة الخارجية البريطانية ماركريت بيكت، عقب استقباله لها يوم الثلاثاء 5-9-2006 في بغداد، التي أكدت تأييد حكومة بلادها للحكومة العراقية، معربة عن "استعداد بريطانيا للعمل مع جميع الأطراف العراقية لتحقيق الأمن و الازدهار في العراق." , أشارت إلى لقاءات أجرتها مع بعض السياسيين العراقيين البارزين في الحكومة، مؤكدة "لقد وجدت ان الجميع مصممين على بناء عراق أفضل".
و تبادل الرئيس طالباني مع وزيرة الخارجية البريطانية الآراء حول الشأن العراقي. و قال فخامته "لقد أكدنا للوزيرة البريطانية على ضرورة إسناد حكومة المالكي التي هي حكومة الوحدة الوطنية و الإنقاذ الوطني، و ضرورة مواصلة دعم المملكة المتحدة للعراق في كافة المجالات و شكرنا جلالة الملكة لمساهمتها في تحرير العراق معربين عن أسفنا بسقوط ضحايا بريطانيين في العراق".
و جدد رئيس الجمهورية تأكيده أن "العلم الحالي هو علم البعث، حيث قام صدام بالكتابة عليه بخط يده" مبينا أن مجلس الحكم العراقي قد اتفق على استبدال هذا العلم بآخر جديد، و لكن السيد بريمر رفضه حينها". كما أشار فخامته إلى تمسك الكرد بالوحدة الوطنية العراقية، و تقديسهم للعلم مستشهدا بقول السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، بهذا الشأن، في المجلس الوطني الكردستاني، حين قال "إن العلم الذي سيقرره مجلس النواب العراقي سنرفعه فوق هاماتنا لأنه علم العراق و ليس علم الفاشية و الدكتاتورية" مذكرا في الوقت نفسه بدور الأكراد في "التقريب بين الأطراف السياسية العراقية و إن الكرد ليسوا جزءا من المشكلة بل هم جزء من الحل".
و عن المصالحة الوطنية، قال الرئيس طالباني "إنها تسير بخطوات مستمرة و متواصلة مشيراً إلى أن الأطراف السياسية قطعت شوطا كبيرا في هذا الشأن بدءًً من مرحلة ما قبل الانتخابات و مرورا بالاتفاق على البرنامج السياسي للحكومة و الاتفاق على تشكيل المجلس السياسي للأمن الوطني، و صولاً إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و مبادرة المصالحة التي أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي. و دعا فخامته الذين يحملون السلاح بصورة غير شرعية، من غير الصداميين و التكفيريين، إلى التوقف عن القتال و الانخراط في العملية السياسية، و كشف قائلاً "هناك اتصالات تقوم بها مجاميع مسلحة معي و مع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى جانب اتصالاتهم مع القوات المتعددة الجنسيات بشأن المشاركة في المصالحة الوطنية".
رئيس الجمهورية دعا هذه المجاميع المسلحة إلى "ان يضعوا الخلافات جانبا و يسهموا في العملية السياسية الجارية في البلاد"، مبينا ان العراق سوف يبحث مسألة جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسيات عندما تكون القوات الأمنية العراقية قادرة على حفظ الأمن و الاستقرار في العراق"، معربا عن أمله باحتمال وضع جدول زمني مع نهاية العام 2007 لرحيل القوات المتعددة الجنسيات في حال تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد. و قال "نحاول تجهيز قواتنا بالأسلحة و التجهيزات لمواجهة الإرهاب" موضحا انه "في حال أصبح العنف قليلاً في البلاد عندها لا نحتاج لبقاء القوات المتعددة الجنسيات في العراق." الرئيس طالباني أشار في هذا السياق إلى عملية تسلم مهام الأمن من قبل القوات الأمنية العراقية في بعض المحافظات و ان هذه العملية تتم بصورة تدريجية في عموم البلاد.
المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية
https://telegram.me/buratha