بغداد – المكتب الخاص
في الوقت الذي سعت الحكومة العراقية بكل جهودها المتواصلة مع كل الخيرين والمخلصين الى مصالحة ً وطنية تنشر أجواء المحبة بين كل اطياف المجتمع ،و المبادرة التي دعا لها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي اظهرت بشكل كبير في مناطق سادها الهدوء والاستقرار النسبي بعد اجراء المصالحة بين وجوه المجتمع وشيوخ العشائر وقواه السياسية إلا ان الارهابين قرروا ان يستمروا في مسلسلهم الدموي واستهدافهم الى ابناء الشعب العراقي وهم يعلمون بأن هذا الشعب قرر أن يعيش بسلام تاركاً كل الخلافات السياسية والمذهبية والعرقية .
هذا مااوضحه المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في بيانه الاستنكاري الذي أستنكر به كل الاعمال الإجرامية التي أستهدفت العشرات من المواطنين الأبرياء الآمنين في الايام القليلة الفائته في مناطق يقطنها الاغلبية من اتباع آل البيت ( عليهم السلام ) ، هذه العمليات تأتي على خلفية فتاوى وبيانات تدعوا الى تكفير مذهب آل البيت ( عليهم السلام ) لتزرع روح الفرقة بين أبناء هذا الشعب الصامد .
وكرر البيان استنكاره ومطالبته للحكومة العراقية من التعامل مع هؤلاء الارهابين القتلة بجدية واستئصالهم من البلاد ، وناشد كل المكونات العراقية من زيادة التلاحم من أجل عراقٍ جديد خالٍ من كل اوجه الارهاب من تكفيرين وصدامين .
واليكم نص البيان ...
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾
شهدت بعض مناطق العاصمة بغداد يوم أمس 31/8/2006 سلسلة من الاعمال الاجرامية تركزت في أحياء يقطنها غالبية ساحقة من أتباع أهل البيت "ع"، وقد راح ضحية هذه العمليات العشرات من المواطنين الأبرياء الآمنين، شهداء وجرحى جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، فضلاً عن الدمار والخراب بالممتلكات، والذعر والهلع الذين سادا المناطق المحيطة.
ان هذه الأعمال الاجرامية تزامنت مع الدعوات المتكررة والجهود المتواصلة للحكومة العراقية وكل الخيرين والمخلصين لتفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي دعى اليه السيد رئيس الوزراء مؤخراًَ لنشر اجواء المحبة والوئام بين شرائح المجتمع، مما ظهرت آثاره بشكل كبير في مناطق عديدة سادها الهدوء والاستقرار بعد اجراء المصالحة والتفاهم بين وجوه المجتمع وشيوخ عشائره وقواه السياسية.
ان الارهابيين القتلة انما يمارسون هذه الجرائم لشعورهم بأن ابناء الشعب العراقي الواحد قرروا العيش بسلام واستقرار بغض النظر عن الخلافات العرقية والمذهبية والدينية والسياسية، وان هذه الاستقرار يعني النهاية المحتومة لتلك المجاميع الارهابية.
أننا نؤكد بأن هذه الجرائم البشعة هي صدى للبيانات والفتاوى التي ظهرت في الايام القليلة الماضية والتي تؤكد ما صدر سابقاً من تكفير لاتباع مذهب أهل البيت "ع" واطلاق اتهامات باطلة ومزيفة بحقهم، ومما يؤسف له ان هذه البيانات تصدر باسماء جهات تحمل اسم الاسلام والمجاهدين وتستخدم خطاباً طائفياً تحريضياً بعيداً عن روح الاسلام واخلاق وثقافة العراقيين الذين ما فتئوا ينبذون الفتنة والتناحر الطائفي، ومما يزيد في الاسف اننا لم نسمع أي تنديد واضح وصريح من الجهات الاسلامية المعروفة سواء العراقية أو العربية أو غيرها لمثل هذه البيانات والفتاوى مما يخلف مرارة في قلوب اتباع أهل البيت "ع".
اننا اذ نستنكر وندين هذه الجرائم الشنيعة بحق العراقيين الابرياء، نناشد حكومتنا العراقية واجهزتها الأمنية بالتعامل مع هؤلاء القتلة المجرمين بشكل اكثر جدية واستئصال شأفتهم من البلاد والاعتماد على قوى الشعب العراقي في دحرهم وانهاء شرهم، كما نناشد العراقيين جميعاًَ عرباً واكراداً وتركماناً وأقليات اخرى، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، الى زيادة التلاحم وان نكون يداً واحدة لبناء عراق جديد موحد مزدهر خالٍ من الارهابيين والصداميين والمجرمين، كما ونود التأكيد على ان علماء الدين والجمعيات الاسلامية والرموز الدينية والعشائرية والوطنية والاجتماعية يتحملون المسؤولية الاكبر في درء الفتنة وردع الارهاب والارهابيين.
نسأله تعالى ان يتغمد الشهداء بالرحمة والغفران وان يسكنهم فسيح جناته وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
بغداد ــ 1 ايلول 2006
https://telegram.me/buratha