بدأت في مدن كرميان الكردية فى السليمانية حملة لجمع توقيعات تطلب من حكومة إقليم كردستان محاكمة ماكان يسمى برؤساء "أفواج الدفاع الوطني" إبان فترة النظام العراقى السابق (المعروفين شعبيا بإسم الجحوش)، والغاء القرار الصادر من الجبهة الكردستانية بالعفو عنهم.
وقال ريبين طه، أحد أعضاء حملة شبيبة بقايا الانفال في كرميان (وهي لجنة مؤقتة تضم في عضويتها عوائل ضحايا المؤنفلين) لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة اليوم "إننا طالبنا في مذكرة سنسلمها إلى الحكومة والبرلمان بإلغاء العفو الصادر من الجبهة الكردستانية بحق رؤساء الافواج الخفيفة، ومحاكمتهم إسوة بالآخرين."
أضاف "ليس من حق الجبهة الكردستانية إصدار مثل هذا القرار لانها لا تمثل رأي أغلبية المواطنين." كان مئات الآلاف من المقاتلين الكرد الذين يستخدمون البغال والجحوش فى تنقلاتهم عبر الجبال والوديان الوعرة فى اقليم كردستان والذين تم تجنيدهم من قبل الجيش العراقى السابق، قد قادوا الجيش العراقي في الهجمات على القرى في عمليات الانفال.
وقال اسعد علي، شاهد عيان من قوات البشمركة فى تلك الحقبة " إن القوات التى ساهمت فى سرقة وحرق القرى في حملة الأنفال الثانية على منطقة قرداغ ومدن كرميان( وهى جزء من منطقة كركوك يمتد بين نهر الزاب الصغير ونهر سيروان أو نهر ديالى) كان معظمهم من الجحوش."
فيما قال هيمن كمال، أحد عناصر البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني فى ذلك الوقت " كانت قوات الجحوش في مقدمة قوات الجيش النظامي، وقد رأيت بعيني تلك القوات وهي تنهب قرى سيروان وكاني تو."ونشرت صحيفة (ميديا) الكردية التي تصدر في العاصمة اربيل في عددها الأخير في 15 آب أغسطس الجارى أسماء 77 من "رؤساء الافواج الخفيفة" الذين قالت عنهم الصحيفة إنهم شاركوا في عمليات الأنفال، وإعتمدت الصحيفة على العدد 6536 من صحيفة (الثورة) العراقية الصادر في 17/4/1988 وهي الصحيفة الرسمية لحزب البعث العربي الإشتراكي السابق في العراق.
وقالت عدالت عمر، مستشارة وزارة شؤون الاقليم لشؤون مناطق خارج الاقليم في حكومة اقليم كردستان لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة اليوم إن "أغلب الذين التقينا بهم يشعرون بالألم وهم يرون (رؤساء الأفواج الخفيفة) يعيشون فى رفاهية ،فيما تعيش عوائل الضحايا في الإنتظار و الحزن." أضافت "العوائل تريد رؤية رؤساء الجحوش في المحكمة كعناصر متورطة في جرائم الانفال."ويقول احمد عبدالقادر، أحد المحامين المتطوعين في الدفاع عن عوائل الضحايا، إن "عوائل الضحايا قدموا شكاوى ضد رؤساء الجحوش و ددهم 77."
وأضاف "هناك وقائع قدمها المواطنون في تورط بعض هؤلاء." وأكد "في حالة إثبات تورط هؤلاء في جرائم سيحاكمون مثل المتهمين الآخرين على حجم مشاركتهم."من جهته، قال الحاكم عوني البزاز، نائب رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الكردستاني إن "اي شخص أو جهة تثبت تورطها في جرائم الانفال سيتم محاكمتهم حسب قانون المحكمة الجنائية العليا." وعن قرار الجبهة الكردستانية إبان إنتقاضة عام 1991 باعفاء المتعاونين مع النظام العراقي السابق قال البزاز " رغم أن القرار يعفي المجرمين المتورطين في حملات الانفال،فإن القرار لا قيمة قانونية له."وتابع الحاكم عوني" البرلمان الكردستاني يمثل الشعب الكردستاني الآن، وليس الجبهة الكردستانية."ويحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حاليا مع ستة آخرين بتهمة إرتكاب جرائم ضد الانسانية ضد الاكراد عام 1988 وجرائم إبادة وجرائم حرب تتمثل فى قتل(182) الف كردي من كردستان العراق.
اصوات العراق
https://telegram.me/buratha
