نحن نتقدم على رغم الصعاب والمكائد الكثيرة، هذا هو مستهل حديث سماحة الشيخ الصغير في معرض جوابه على سؤال مراسل صحيفة (لوس انجلس تايمز) الأمريكية عن طبيعة النصر المحرز في العراق، وقال سماحة الشيخ: إننا أحرزنا نتائجا مهمة للغاية، وأسسنا لأرضية تنموية هامة جدا رغم كل ما احتوش مسيرتنا خلال هذه الفترة من هجمة هائلة لقوى الارهاب المتسلح بدعم ضخم من قوى اقليمية ودولية، والمبتني على اساس ما اختزنه حزب البعث المجرم من أسلحة ومعدات ضخمة للإرهاب وما سرقه من أموال هائلة من الدولة، ومستفيد من سياسات امنية خاطئة، ومن اخطبوط من الفساد المالي والاداري الشرس، ولكن مع ذلك لدينا قاعدة بدأت تتنامى من المؤسسات الدستورية، ولدينا انتقال سلمي للسلطة جرى بشكل جيد خلال كل هذه الفترة، ونمى احساس الجماهير بقيمة ارادتها وحسم توجهات هذه الارادة للمناخات السياسية وتوجهاتها، وبدأنا نلمس ضوءا مهما في أفق الاعمار رغم المعوقات الهائلة التي وضعت أمام ذلك.
وقال سماحة الشيخ: إن مشاكل حادة موجودة لدينا في الخدمات والسياسات الخدمية وغالبيتها يأتي نتيجة هجمة الارهاب والفساد، فضلا عن العطب الذاتي في داخل البنية الخدمية للدولة، وهذا إرث ورثناه من دولة أسست نفسها على أن لا يرى الشعب بنية خدمات متميزة، ولذلك يكمن الكثير من هذا التردي وأسبابه في هذا الاتجاه، ولكن ومن خلال الارقام التي أراها أمامي اعتقد وبوجود حكومة لأربع سنوات، أن أحلامنا في تحقيق الرخاء العام لم يعد مستحيلا كما يتوقع البعض، بل ثمة إجراءات حازمة ومهمة تتخذ من قبل الحكومة والمتابعة الحريصة والغيورة لرئيس الوزراء الدكتور المالكي يمكن من خلالها التفاؤل في هذا المجال.
وفي خصوص الفيدرالية قال سماحة الشيخ: إن ثمة فارق بين الأطر القانونية للفيدرالية وبين تجسيد الفيدرالية، ونحن نسير باتجاه الأمرين معا بشكل متوازن، فلدينا من حيث الأولوية الآن مهمة الانتهاء من وضع الأطر القانوينة لعملية الانتقال من المحافظة إلى الاقليم، وهذا مطلب دستوري باعتبار ان الدستور أشار إلى ضرورة وضع مثل هذه الأطر خلال الستة أشهر الأولى من تفعيل الدستور، وأكاد أن أقول اننا انتهينا من وضع اللمسات الاخيرة على القانون الذي ينظم ذلك وسيعرضه الائتلاف قريبا على مجلس النواب لحيازة الموافقة عليه.
أما شأن تجسيد الفيدرالية، فهذا يتم التعامل معه بشكل جدي أيضا، ولكن بوتيرة وبسطح مختلف عن الأمر الأول، ولكن مسيرة ذلك لن تكون قصيرة، فمن التثقيف السياسي، إلى إعداد النظم والكادرات الإدارية، إلى التطمينات السياسية التي يجب ان تشعر بها أطراف دولية واقليمية، إلى الحوار السياسي مع بقية المكونات، ولكن مهما يكن فإننا متمسكون في حقنا الدستوري ولن نتنازل عنه أبداً، ونشعر ان حل المشكلة الوطنية لكثير من المعضلات من المليشيا إلى الاحتقان الطائفي والقومي إلى مسألة التوزيع العادل للثروة، إلى مسألة محاربة الارهاب وغير ذلك من مشكلات جوهرية إنما يكمن حلها في الفيدرالية.
ورأى إن الحديث عن أن الفيدرالية ستقسم العراق مجرد أضحوكة، فالفيدرالية ومن خلال تجربة 80 نظام عالمي يطبقها الان كانت دوما باتجاه منع الدول من التفتت والتبعثر وصهرها في نظام واحد، وليس العكس لأننا لا نلمس أي تجربة تأريخية معاكسة، مشيراً إلى أن كل الديكتاتوريات في العالم حينما تسقط ونتيجة لقيامها على الظلم تفرز مشكلات اجتماعية وسياسية خانقة في داخل المجتمع الواحد، وديكتاتورية كديكتاتورية المجرم صدام كانت بارعة في نثر كل بذور الشقاق والتشتت في داخل المجتمع من خلال قيامها على قاعدتي التمييز الطائفي والقومي، ولذلك فإن ما يحصل فعلا إنما هو نتاج لتلك السياسة، ومالم نتدارك الأمر لا يمكن لنا أن نضمن بقاء العراق موحدا، ومن هنا كانت مطالباتنا بالفيدرالية من أجل ضمان بقاء العراق موحدا، لأن الفيدرالية إن لم تفعل، فإن الاحتقان الاجتماعي الحالي سيدفع باتجاه الكونفيدرالية أو الانفصال وهذه كارثة.
المكتب الاعلامي لسماحة الشيخ الصغير
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha