بغداد (الحياة) - تحول دجلة في بغداد الى مكب للجثث المجهولة. هذا ما أكده حسين علي الغرابي قائممقام قضاء الصويرة، وقال لـ «الحياة»: «بعد ان كانت ضفاف دجلة مقصداً للعشاق ومتنفساً للعائلات البغدادية، أصبحت اليوم مقصداً لذوي المخطوفين اليائسين من العثور على ابنائهم في المستشفيات، او على جثثهم في ثلاجات الطب العدلي». ويضيف أنه «بعد تفجير قبتي الإمامين العسكريين في شباط (فبراير) الماضي واتساع دائرة العنف الطائفي في البلاد، برزت في المشهد العراقي ظاهرة الجثث المجهولة التي تطفو على سطح دجلة بين الحين والآخر، ولفت الى ان معظم تلك الجثث تطفو على ضفافه القريبة من منطقة السايلو في الصويرة، مشيراً الى «ان دوريات الشرطة في المنطقة تتولى عملية نقل الجثث الى مستشفى الطب العدلي في الكوت (محافظة واسط)». وتابع ان «متطوعين من أهالي المنطقة يدفنون الجثث بعد تصويرها وتعليمها بتسلسل معين مع تدوين أدق تفاصيلها ليتعرف إليها ذووهم». وكان الغرابي أشار الى ان «معدل عدد الجثث التي تصل الى ضفاف النهر في الصويرة يراوح بين 6 و8 جثة يومياً، وعادة ما يذهب ذوو المخطوفين أو المفقودين من سكان مناطق جنوب بغداد الى الصويرة للبحث». ويقول ابو صالح من الدورة (جنوب بغداد) «بعد خطف ولدي بحثت عنه في المستشفيات وثلاجات الطب العدلي في بغداد من دون جدوى، وعرفت أين قبره من خلال سجلات الجثث المجهولة في الصويرة». وتحولت ضفاف دجلة شمال بغداد في منطقة البساتين هي الاخرى الى «مكبات للجثث»، وقال ابو علي، مسؤول اللجنة الامنية في مكتب الشهيد الصدر في الكاظمية لـ «الحياة»: «بات من الطبيعي ان تعثر زوارق العبور الى الضفة الاخرى من النهر على جثث طافية»، واضاف: «غالباً ما تكون تلك الجثث منتفخة وممسوخة الملامح، وبالتالي يصعب تمييزها. واشار الى أن «جماعات مسلحة تتخذ بساتين منطقة التاجي وسبع البور (شمال بغداد) مكاناً لاقتناص الضحايا وقتلهم ثم رميهم في دجلة، لتصل الى ضفاف منطقة البساتين».